نحو نظام عربي جديد.. لم يكن مجرد عنوان ندوة نظمها المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بالتعاون مع المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية, فالهدف كان في المقام الاول هو تحديد المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة في ظل موجة ثورات الربيع العربي التي تجتاح الوطن العربي, بما يتطلب تناول مختلف التطورات الاقليمية. ولهذا طالب المشاركون المنتدي, بضرورة تطوير وإعادة هيكلة مؤسسات العمل العربي المشترك, بما يتوافق مع متطلبات المرحلة الراهنة ويتناسب مع ثورات الربيع العربي, ويدعم مشروعات التكامل السياسي والاقتصادي القائم علي رغبات شعبية حقيقية, ويتصدي للمخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة. حدد المفكرون والخبراء والدبلوماسيون طرق التغيير في المرحلة المقبلة, حيث حثوا الدول العربية علي مراجعة علاقاتها الخارجية, خصوصا مع الدول الكبري والقوي الإقليمية, لتحرير القرار العربي من أي ضغوط, وشدد علي ضرورة أن تبقي قضية فلسطين القضية المركزية للأمة العربية. ودعا المنتدي إلي تعظيم دور الشباب لبناء نظام عربي جديد, وإلي التخلص من القيود التي تفرضها الحدود الفاصلة, وحث الأحزاب والتيارات السياسية والنخب علي إطلاق حوار عربي شامل لإرساء روح الوحدة والتكامل. وكان المنتدي قد ناقش علي مدي خمس جلسات التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الوحدة العربية, علي رأسها الصدام الدائم بين التيار القومي العروبي والتيار الإسلامي, خصوصا بعد قيام الثورات العربية, والدعوات إلي مزيد من التجزئة لدول الوطن العربي, ووقوف الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد أي وحدة عربية, إضافة إلي التحديات الاقتصادية, وضرورة دفع جهود التعاون العربي المشترك في مجالات التجارة والاستثمار وغيرها من مجالات التعاون الاقتصادي. وناقش فرض دولة إسرائيل علي المنطقة, أو التحدي الصهيوني, الذي تحدث عنه الدكتور طارق فهمي, رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط, باستفاضة معتبرا أن المشروع الصهيوني كان يقوم في الأساس علي تردي الأوضاع في الدول المجاورة لها, وبالتالي فإن صعود المشروع العربي إفشال للمشروع الصهيوني. وحول الحراك السياسي غير المسبوق والتطورات الداخلية, التي تشهدها المنطقة العربية, اعتبر الدكتور محمد شفيق زكي, رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط, أن تغير خريطة النظم السياسية غيب قيادات سادت لسنوات طويلة, وفرضت مفاهيمها علي المنطقة وعلي إستراتيجيات العمل العربي المشترك, مشيرا إلي أن غياب هذه الاستراتيجيات, وما صاحبه من دخول قوي سياسية واجتماعية جديدة في دوائر صنع القرار في تلك الدول سوف يترك تداعياته ويفرض تأثيراته, علي طبيعة النظام السياسي في كل دولة, ورجح أن يعاد رسم خريطة المنطقة بعد تغير التحالفات التي سادتها لسنوات طويلة.