تألف الأدب المبكر لدول أمريكا اللاتينية خلال فترة الاستعمار الأسباني والبرتغالي لهذه الدول بشكل رئيسي من كتب التاريخ والقصص التي كتبها الجنود الذين خاضوا المعارك, فوصفوا ماشاهدوه من مناظر طبيعية جديدة وحضارات مدهشة ومزج الرواة الخيال الجامح بالواقع ثم بدأت معظم مستعمرات أمريكا اللاتينية النضال من أجل الاستقلال عن أسبانيا والبرتغال منذ أوائل القرن التاسع عشر الميلادي فكانت حروب الاستقلال هذه إلهاما لكثير من الشعراء فكتبوا الشعر والفن القصصي الوطني الذي وجه انتقادا لاذاعا للقوي الاستعمارية. أما اشهر أدباء شيلي وصاحب الشهرة العالمية فهو الشاعر بابلو نيرودا(1904 1973) اسمه الحقيقي نفتالي ريكاردو ربيز ولد في قرية بارال بوسط شيلي وكانت والدته تعمل بمهنة التدريس أما والده فكان عاملا في السكك الحديدية. وتوفيت والدته قبل أن يمكل شهره الثاني وبعد عامين تزوج والده, فعوضت الزوجة الثانية الطفل الكثير من حنان أمه حتي وصفها بأنها( الملاك الحارس لطفولته) وفي عام1917 وقبل أن يكمل عامه الخامس عشر بدأت ابداعاته الشعرية في الظهور وفي عام1920 اختار لنفسه اسما جديدا هو بابلو نيرودا ثم قرر السفر الي سانتياجو حيث اقام بمدينة الطلبة لدراسة اللغة الفرنسية وفي نفس العام1921 اشترك في المظاهرات الثورية التي اندلعت في انحاء البلاد, وفي عام1924 ترك دراسة الفرنسية واتجه الي الأدب وكتب العديد من القصائد قدر لها ان تنتشر اولا في انحاء شيلي ثم انتقلت الي بقية بلدان العالم, ليصبح من أشهر شعراء القرن العشرين. ومن أشهر القصائد التي كتبها قصيدة حب وأغنية يائسة وفي هذه الليلة كما كتب سيرته الذاتية بعنوان أشهد أنني قد عشت. وعندما أطاح الجنرال الفاشي بينوشيه بالحكومة الاشتراكية المنتخبة ديمقراطيا وقتل الرئيس اليندي هجم الجنود علي بيت الشاعر وعندما سألهم ماذا يريدون, أجابوه بأنهم يبحثون عن السلاح فأجابهم الشاعر ان الشعر هو سلاحه الوحيد. ومن أشعاره في الحب القصيدة التي يقول مطلعها: أحبك.. مثلما تحب بعض الأمور الغامضة.. سرا بين الظل والروح! أحبك مثل النبتة التي لاتزهر..وتخبئ في داخلها ضوء تلك الزهور! وبفضل حبك يعيش معتما في جسدي العطر المكثف الطالع من الأرض! أحبك دون أن اعرف كيف! أو متي أو أين! أحبك بلا مواربة بلا عقد وبلا غرور! هكذا احبك لاني لا أعرف طريقة أخري غير هذه في21 أكتوبر1971 فاز نيرودا بجائزة نوبل في الأدب, وفي23 سبتمبر1973 توفي متأثرا بمرضه وهو في غاية الاحباط من الأنقلابيين الذين قال عنهم: لقد عادوا ليخونوا شيلي مرة أخري. ايضا من بين شعراء شيلي المشهورين الشاعر روبيرتو بولانيو(1953 2003) وهو مؤسس أدب ما دون الواقعية. ولد روبيرتو في مدينة سانتياجو الشييليه وكان والده يعمل في قيادة شاحنات النقل بينما والدته كانت تمارس مهنة تدريس مادة الرياضيات قضي طفولته في شيلي وفي عام1968 انتقل مع عائلته الي العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي وبها بدأ يرتاد حلقات الشعراء اللاتينيين وبدأ يتأثر بشعرهم, إلا أنه في عام1973 عاد الي شيلي لمساندة الحركة الاشتراكية بها,وبعد الانقلاب الدموي تم اعتقاله, كانت تلك الفترة من أهم الفترات التي شكلت حياته وأسلوبه الأدبي فيما بعد. بعد خروجه من المعتقل قضي فترة صغيرة في شيلي, ثم أخذ يتنقل بين السلفادور والمسكيك وفرنسا وأسبانيا التي استقر فيها بشكل نهائي في عام1977 بمدينة برشلونة وفيها اشتغل عاملا في أحد المطاعم لغسيل الأطباق, ومرة أخري قام بجمع القمامة! وذلك حتي يقضي بقية وقته في المطالعة والكتابة. وفي فترة الثمانينات من القرن العشرين استمر في كتابة الشعر حتي تحول مع منتصف الثمانينات إلي كتابة القصة و الرواية. ومن بين مجموعاته القصصية( أمسيات أخيرة علي الأرض) التي صدرت ترجمتها عام2006 بعد وفاته وهي تلخص سيرته وعلاقته الحميمة بالأدب وبالشعر. أيضا من الشعراء الشيليين ذوي المكانة المرموقة الشاعرة جابرييلا مسترال(1889 1957) اسمها الأصلي لوسيلا جودوي الكاياجا الشاعرة والدبلوماسية ووزيرة الثقافة الشيلية الشيلية بعد فوزها بجائزة شيلي في الأدب عام1914 عن مجموعتها( قصائد الموت). وفي قصائد الموت أفترضت مسترال أن الحياة عبارة عن رحلة غامضة تؤدي إلي الموت والتحرر نهائيا من العالم وأن الشاعر هو وسيلة لزمانه وزمانها, وقالت ذات مرة:(فكما للجسد روح, كذلك هو الفنان إلي الناس). وكان لهذه الكلمات أثر طيب في نفوس قرائها حتي إن هذه العبارة تم نقشها علي قبرها. في عام1945 حصلت علي جائزة نوبل في الأدب, وفي10 يناير1957 توفيت بمرض السرطان. كتب المؤلف التشيلي فرانسيسكو دونوسو واصفا قصائد جابرييلا قائلا:( جميع قصائد جابرييلا ميسترال تقريبا تحمل نكهة الصلاة) ومن أهم الروائيين في العالم الآن ايزابيل الليندي, ابنة أخ سلفادور الليندي.. ولكنها تستحق حديثا وحدها.