أثارت زيارة الروبوت صوفيا _ أول انسان آلي يعمل بتكنولوجيا الذكاء الإصطناعي_ لمصر التساؤلات حول فرص الدولة في توطين تلك التقنيات الدقيقة خلال الفترة المقبلة خصوصاً في ظل التحول الرقمى الذى تنشده الحكومة المصرية ضمن إستراتيجية التنمية المستدامة 2030 . وذكرت صوفيا الحاصلة على الجنسية السعودية والذى تم تصنيع هيكلها فى هونج كونج عام 2015 أن لغة الذكاء الإصطناعي على الرغم من تطويرها اعتماداً على القدرات البشرية إلا أنها ستسود العالم خلال السنوات القادمة لتوسيع نطاق التقدم التكنولوجي الذى نحياه بالعصر الحالي. وعلى الرغم من الإعتراف الصريح بإمكانيات هذه التكنولوجيات الحديثة إلا أنها تواجه بعض التحديات التى تقف عائقا أمام انتشار هذه المنظومة . في البداية قال المهندس محمد سعيد رئيس شعبة البرمجيات بجمعية اتصال منظمة المجتمع المدني لتكنولوجيا المعلومات أن انتشار وتوغل تقنيات الذكاء الاصطناعي فى تطوير مجالات تكنولوجيا المعلومات المختلفة بمصر لا يعنى سيطرتها الكاملة على القطاع الاتصالات. واستشهد سعيد فى تصريحاته لأهل مصر بما كشفه الروبوت"صوفيا" والتى توضح صعوبة قيام الروبوتات بكافة أعمال البشر فضلاً عن وجود حالة تأهيلية يقوم بها المبرمج الروبوت وأن قيم الروبوت لا تخرج عن قيم البشر. الروبوت صوفيا.. خبير برمجيات: يؤكد ضعف "الذكاء الاصطناعي" في مصر وأرجع سعيد كلامه لعدة أسباب أهمها أن تقنيات الذكاء الاصطناعي غير متوافرة بشكل دائم بمصر وانتاجها الأساسي ياتى من الخارج بمايعنى زيادة تكلفتها وهى اولى العقبات مشيراً إلى نقص الكفاءات البشرية العلمية المؤهلة لإنتاج تلك التقنيات والتدريب على التعامل معها حتى إذا تم استيرادها. وأوضح أن شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر لن تقوم بتنفيذ تطبيقات الذكاء الاصطناعي والاعتماد عليها في أعمالها بمصر قبل رؤية نتائجها بالخارج لدراسة استفادتها سواء فى كمية الانتاج أو التكلفة أو تطوير جودة منتجاتها بما يخدم الاستراتيجية العامة للدولة. من جانبه كشف المهندس خالد العسكري خبير تكنولوجيا المعلومات أن الذكاء الاصطناعي يمكن توفير 50% من التكاليف السنوية للمنظومة عمل المؤسسات والشركات وتقليل إهدار المعاملات الورقية فضلا عن توفير الوقت . وطالب في تصريح خاص لأهل مصر بضرورة تطوير البنية التحتية لتطبيقات الذكاء الإصطناعي خصوصاً في قطاعات التعليم والصحة والشمول المالي مؤكداً أن عمل تقنيات الروبوت صوفيا والتحول العالمى لتلك التكنولوجيا تزيد من أهمية إنشاء مراكز بحثية وتأهيلها للنشر ثقافة وإستخدامات الذكاء الإصطناعي. ولفت العسكري إلى ضرورة تنمية وتطوير الكفاءات العلمية المتخصصة والقدرات المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي إضافة إلى تدريب الكوادر البشرية علي استخدامات البيانات المتقدمة.