يعتبر الملح أحد العناصر المهمة لحياة الإنسان، فهو يعمل على موازنة كمية الماء في الجسم والمادة الموجودة فيه هي الصوديوم، والصوديوم هو معدن مهم للجسم ويتداخل عمله مع عمل العديد من المعادن الأخرى لتنظيم عدة عمليات حيوية مهمة في أجسامنا، حيث أنه يلعب دور مهم في تنظيم توازن السوائل في الجسم وتوازن الحمض والقاعدة فيه، وهو ضروري لنقل الإشارات العصبية ولتقلص العضلات، وينظم عمل الجهاز الهضمي، ويحفظ حرارة الجسم ويقي من ضربات الشمس. وكذلك الخلايا التي تتكون منها أعضاء الجسم، وهو مهم لعملية التمثيل الغذائي في الخلية، لذلك فإن تناول هذه المادة بكميات معتدلة ويجب ان يكون المدخول اليومي من الصوديوم لجسم الإنسان لا يتجاوز 2000 ملجم، وأي زيادة عن هذا الحد قد تعود بالضرر على الجسم، وتعطيل وظائف الجسم المختلفة ومنع امتصاص بعض المواد . أنواع الملح: للملح نوعان أحدهما ملح بحري يستحصل عليه من مياه البحر حيث يوضع في أحواض واسعة تبنى على شواطئ البحار أو قربها فيتبخر الماء بأشعة الشمس ويبقى الملح كتلاً بلورية، تنقل إلى معامل خاصة تنظفها وتطحنها وتعدها للاستهلاك. والنوع الثاني هو ما يعرف بالملح الاندراني والذي يوجد في مناجم على الأرض متبلوراً في هيئة كتل صخرية بلورية تقطع وتنقل أيضاً إلى معامل خاصة لتصفيتها وطحنها قبل عرضها للبيع. ويوجد في الأسواق نوعان من الملح: ملح مكرر مضاف إليه اليود، وملح البحر. الملح المكرر: يتكون من %99.9 من كلوريد الصوديوم و%0.1 إيودين البوتاسيوم أو الكالسيوم وتضاف إليه مادة اليود لتعزيز نقص الإيودين في هذا النوع من الملح وهي مجرد سد نقص لهذه المادة في الملح المكرر، كما يضاف إليه السكر أو مادة سليكيت الأمونيوم. للمحافظة على إنسيابية الملح وعدم تكتله، ومما هو معروف أن مادة سيليكيت الأمونيوم مادة مضرة بالصحة. أما الملح البحري، فيتكون من %95.0 من كلوريد الصوديوم و%5 معادن أخرى منها المنغنيز والكالسيوم والفوسفور والإيودين (من مصدره الطبيعي)، إضافة الى أكثر من 70 عنصراً معدنياً آخر. وأكدت دراسات وأبحاث كثيرة أن زيادة استهلاك الملح يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ،حيث ان الخلل في توزان المعادن في الجسم وزيادة كمية الصوديوم قد يؤدي الى احتباس الماء في الجسم وبالتالي زيادة حجم الدم وزيادة الضغط معه. كما يسبب مشاكل الكلى، فالشعيرات الصغيرة والحساسة في الكلى مسئولة عن تنقية الفضلات في الجسم وتصفية الدم من المعادن الفائضة ومن بينها كميات الصوديوم الزائدة عن حاجة الجسم، وبزيادة كمية الملح والصوديوم يزيد العبء على الكلى مما قد يؤدي مع الوقت لتشكل حصى الكلى ، كما وان ضغط الدم المرتفع قد يؤدي الى ضرر شرايين الكلى الدقيقة ويشكل خطر على كفاءتها. ويؤدي زيادة استهلاك الملح أيضًا إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وزيادة حجم الدم قد يؤدي الى تضخم وزيادة في حجم القلب وتشكيل عبء كبير جدا عليه، مما يجعل القلب ضعيف واكثر عرضه للتعب وللجلطات والسكتات المفاجئة. كما يسبب مشاكل الجهاز الهضمي، فيلعب الصوديوم دور مهم جدا في توازن القاعدة والحمض في الجسم، والاهم في افرازات الجهاز الهضمي، وقد اثبتت الابحاث أن زيادة تناول الصوديوم قد يؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي ويزيد من حدوث حرقة المعدة ، ويرتبط بحدوث القرحة. ومن أضراره أيضًا، الجفاف فالصوديوم الزائد في الجسم يعمل على سحب المياه من داخل الخلايا بحسب الخاصية الاسموزية وبالتالي جفافها، وزيادة الشعور بالعطش في الجسم لتناول السوائل التي تعيد الأمور إلى توازنها. وعلى الجانب الأخر، فإن للملح فوائد كثيرة منها تثبيت طعم المأكولات ويعوض الأملاح التي تبخرت أثناء الطهي، يفيد مزيجه مع عصير الليمون لتقوية اللثة وتنظيف الأسنان، شرب محلول ملعقة من الملح في كأس ماء تفيد في وقف النزيف الرئوي ويفيد في تخفيف الآلام الناتجة من البرد بوضع كيس من المطاط في ماء مملح ساخن، وغسل الرجلين بماء مملح يفيد في حالات التعب أو الورم أو الالتواء أو خلع العضلات، والمصابون بمرض أديسون ومرض برايت والقيء يستفيدون من تناول الأطعمة المملحة.