من يسمع اسم نجاة الصغيرة، يعلم أنه أمام لقب طويل من العطاء الفني، فهي التي حفرت لنفسها مكانة في قلوب عشاق الطرب في الوطن العربي، تقترب النجمة نجاة من عامها الثمانين، ولكنها لا تزال تملك القدرة على صنع البهجة، ليس فقط بأغنيتها الجديدة "كل الكلام"، التي طرحتها صباح أمس الإثنين، بعد غياب عن الساحة الغنائية لمدة 13 عاما، ولكن بمشروع إنساني أيضًا طالما حلمت بتنفيذه، وخلال السطور القادمة نرصد، كيف عادت للغناء من خلال فتوى دينية، وماذا عن مشروعها. طوت نجاة الصغيرة، صفحتها الغنائية بأغنية "لا تنتقد خجلي"، من كلمات سعاد الصباح، ولحن كمال الطويل، في حفل بمهرجان قرطاج يوم 28 يوليو من عام 2001، وقررت هذا لتصنع ذكريات خاصة مع نجلها "وليد"، التي تؤكد دائما أنه يستحوذ على كيانها، وأنها تعيش لأجله وأنها أضعف الضعفاء أمامه، وكانت تخشى أن يقع في حب الموسيقى ونصيحتها الدائمة له التخلي عن الجيتار الذي كان يستحوذ على أغلب أوقاته، فودعت الشهرة لتنعم بعالمها الجديد واستبدلت دائرة معارفها وفرضت سياج لم يستطيع أن يخترقه أحد، سوى صوت الشيخ محمد رفعت، الذي كان يطرب "قيثارة"، الغناء العربي. تؤمن نجاة الصغيرة، أن أجمل شيء هو أن يجلس الفنان ويشاهد أعماله تنجح أمامه، وكانت عودتها للغناء في 2006 خاطفة لكنها أشعت البهجة في قلوب محبيها وسرعان ما تبدد الأمل في عودتها واختارت السياج الذي فرضته على نفسها حتى تصنع المفاجأة وبالفعل شهد يوم الإثنين 2 يناير 2017 عودتها من جديد. قررت نجاة العودة بمشروع غنائي من خلال فتوى من مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة، بعد مشاورات معه، ولم تفلح صراعات المنتجين وأصحاب الفضائيات في الاستحواذ عليها، ولم يفلح الملحن السعودي طلال، في إيعادها للغناء خاصة بعد توسط ابن الموجي وعرض 300 ألف دولار عليها بلحن جديد لطلال الذي اشترى نصا من ورثة الراحل حسين السيد، ولكنها اختارت الأبنودي، وكانت عودتها تتعلق بالجانب الديني وتقاضي أموال عن هذا العمل، وقررت العودة بفتوى من علي جمعة، الذي صرح لها بتقاضي الأموال وإنشاء مشروع ينتفع به المسلمون وأن تقدمه بنية خالصة لله. وجاءت الفتوى وفق رغبتها، ومن المقرر أن تجلس مع مسئولي وزارة الأوقاف للحصول على موافقتهم وشراء أو تخصيص أرض بقيمة المبلغ الذي تقاضته لتشييد مسجد يحمل اسمها يلحقه مستشفى وجمعية خيرية على غرار مسجد مصطفى محمود، وستكشف الأيام القادمة عن تنفيذ هذا الحلم.