أوقاف شمال سيناء تعقد 213 ندوة بالمساجد الكبرى حول العلم وبناء الحضارة    انتخابات مجلس النواب.. الهيئة الوطنية تعلن اليوم نتيجة المرحلة الأولى.. البنداري يوضح حالات إلغاء المرحلة الأولى بالكامل.. ويؤكد: تلقينا 88 طعنا في 70 دائرة انتخابية    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025    وزير الزراعة يحيل ملف المخالفات المالية والإدارية داخل جمعية منتجي الأرز للنيابة العامة بعد إهدار مبالغ كبيرة    كامل الوزير: طريق «مصر - تشاد» محور استراتيجى لتعزيز التواصل بين شمال ووسط أفريقيا    قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد    فلسطين ترحب باعتماد مجلس الأمن مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة    بروكسل تحذر من أعباء تمويل أوكرانيا حال فشل اتفاق الأصول الروسية المجمدة    موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي وشبيبة القبائل الجزائري    الصغرى بالقاهرة 17 درجة.. تعرف على حالة الطقس اليوم    بدء سابع جلسات استئناف محاكمة المتهم بالتعدي على الصغير ياسين في إيتاي البارود    وفاة وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم بالمنوفية    محافظ أسيوط: إطلاق مسابقة لمحات من الهند بمشاركة 1300 طالب وطالبة    وزير الصحة: أفريقيا تمر بلحظة حرجة تتطلب قرارات مصيرية لمواجهة تراجع المساعدات الإنمائية الرسمية بنسبة 70%    وزير الصحة: دفع 39 مليون أفريقى نحو الفقر بسبب الزيادة الكارثية فى إنفاق الجيب    دراسة جديدة: جين واحد مسؤول عن بعض الأمراض النفسية    وزير التموين يتوجه إلى بيروت للمشاركة في مؤتمر "بيروت وان"    بث مباشر.. "البوابة نيوز" تنقل قداس ذكرى تجليس البابا تواضروس الثاني    جامعة عين شمس تطلق النسخة ال12 من معرض الزيوت العطرية 2025    استئناف عاطل على حكم سجنه بالمؤبد لسرقته شقة جواهرجي في عابدين اليوم    اليوم.. نظر محاكمة 3 متهمين بقضية خلية النزهة    اليوم.. الحكم في دعوى نفقة طليقة إبراهيم سعيد    ترامب لا يستبعد عملا عسكريا ضد فنزويلا رغم بوادر انفتاح دبلوماسي    غموض في منشور مصطفى حجاج يثير قلق جمهوره    خطوات السياحة والآثار لبيع تذاكر زيارة المتحف المصري الكبير لعام 2026    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : استقيموا يرحمكم الله !?    عندما يتحدث في أمر الأمة من لم يجفّ الحليب عن شفتيه ..بقلم/ حمزة الشوابكة    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم نابلس ويعتقل 7 فلسطينيين    اليوم.. بعثة المنتخب تصل القاهرة بعد المشاركة في كأس العين الدولية    رئيس منطقة بني سويف عن أزمة ناشئي بيراميدز: قيد اللاعبين مسؤولية الأندية وليس لي علاقة    دراسة: أمراض الكلى المزمنة تاسع أبرز سبب للوفاة على مستوى العالم    ترامب: العالم كان يسخر من أمريكا في عهد بايدن لكن الاحترام عاد الآن    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 فى المنيا    أمريكا تمنح حاملي تذاكر مونديال 2026 أولوية في مواعيد التأشيرات    ما بين لعبة "التحالف "ونظرية "العار"، قراءة في المشهد الانتخابي الساخن بدائرة شرق بأسيوط    وزير الزراعة: خفضنا أسعار البنجر لإنقاذ الفلاحين من كارثة.. وأي تلاعب بالأسمدة سيحول للنيابة    حازم الشناوي: بدأت من الإذاعة المدرسية ووالدي أول من اكتشف صوتي    الدكتورة رانيا المشاط: الذكاء الاصطناعي سيساهم في خلق وظائف جديدة    فاروق جعفر: أتمنى أن يستعين حلمي طولان باللاعبين صغار السن في كأس العرب    مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة    السيطرة على حريق داخل مستودع بوتاجاز في أبيس بالإسكندرية دون إصابات    تعرف على المنتخبات المتوّجة بلقب كأس العالم منذ انطلاقه عام 1930    مستوطنون يطلقون الرصاص على أطراف بلدة سنجل    وزارة الداخلية: فيديو شخص مع فرد الشرطة مفبرك وسبق تداوله في 2022    إثيوبيا تؤكد تسجيل 3 وفيات بفيروس ماربورج النزفي    قتلوه في ذكرى ميلاده ال20: تصفية الطالب مصطفى النجار و"الداخلية"تزعم " أنه عنصر شديد الخطورة"    اتجاه لإعادة مسرحية الانتخابات لمضاعفة الغلة .. السيسي يُكذّب الداخلية ويؤكد على التزوير والرشاوى ؟!    عاجل – حماس: تكليف القوة الدولية بنزع سلاح المقاومة يفقدها الحياد ويحوّلها لطرف في الصراع    شاهين يصنع الحلم.. والنبوي يخلده.. قراءة جديدة في "المهاجر"    التأهل والثأر.. ألمانيا إلى كأس العالم بسداسية في مرمى سلوفاكيا    أكرم توفيق: الأهلي بيتي.. وقضيت بداخله أفضل 10 سنوات    الكشف عن أول طائرة عمودية كهربائية في معرض دبي للطيران.. فيديو    الصحة ل ستوديو إكسترا: تنظيم المسئولية الطبية يخلق بيئة آمنة للفريق الصحي    شاهد.. برومو جديد ل ميد تيرم قبل عرضه على ON    اليوم عيد ميلاد الثلاثي أحمد زكى وحلمى ومنى زكى.. قصة صورة جمعتهم معاً    عاجل – مجلس الأمن الدولي يقر مشروع القرار الأمريكي حول غزة ويسمح بنشر قوة دولية لمرحلة ما بعد الحرب    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل مصر يكمن فى استعادة الشخصية المصرية
نشر في أهل مصر يوم 27 - 11 - 2016

الكثير من المخاوف تتعلق بما آلت إليه الشخصية المصرية وتأثرها بما يدور حولها من صراعات وما ينخر في أوصالها من ثقافات وافدة مختلفة واستعمار فكري وثقافي وخلخلة الفقر والجهل لثوابتها حتي بات واضح وجليًا.
تغيير في ملامح الشخصية المصرية والتي في سبيلها إلى فقدان الثقة في نفسها وقدرتها على البقاء دون تأثر، ويعلم كل من يريد إسقاط هذه البلد، أن مستقبل مصر وثروتها الحقيقية، هي شخصيتها المصرية العريقة الثابتة العميقة التكوين، وأن قدرة هذه الشخصيةعلى استعادة ثقتها بنفسها، سيكون هو الدمار لأي مخطط، أراد ضرب مصر، كل التحديات التي تواجه مصر، هي فرصة حقيقية لتقوية العزيمة والقدرة على التحدي لكل المحن والسلبيات، أن تحقيق الأهداف وتحقيق النمو الحقيقي لأي أمة ليعتمد اعتمادًا كليًا على شخصية أهل هذه الأمة ومدي عزيمتهم وقدرتهم على تحقيق نجاحهم بأيديهم هم فقط وقدرتهم على الإنصهار في كل الثقافات وأخذ النافع منه وترك الفاسد.
وظهرت هذه القدرة جلية عند الشخصية المصرية عندما قامت باستيعاب وهضم أي جنس دخيل وإلى تمصيره بفكره وسلوكه، هذه الشخصية التي قادت العالم بعبقرية شهد لها تاريخ الإنسانية فاخترعت الكتابة وبنت الأهرام وشيدت المعابد ووضعت أساسيات لكثير من العلوم والمجالات العديدة، الفلك والهندسة والطب والعمارة والأدب والفن وتركت تركة كبيرة من العلم والمعرفة والخبرات، بل تعاقب عليها أجناس وثقافات عديدة مثل الهكسوس والفرس والإغريق والرومان والعرب والإنجليز والفرنسين ولم تستطع أي منها أن تؤثر في الشخصية المصرية أو تضفي عليها طابع أجنبي أو غربي، نعم انها شخصية تعمقت وتأصلت داخل الانسان المصري.
من هنا فقط نستطيع أن نقول أن إغراق الشخصية المصرية في هذا الثبات والنوم العميق، للقضاء على هويتها وقتل ثقتها بنفسها والقضاء على أخلاقها بحجة مسايرة العالم والتقدم والحضارة كان أمرًا متعمدًا للقضاء على هذه البلد.
فلا شك أن القيم الحاكمة لشخصية الإنسان المصري تشوهت نتيجة علاقات اجتماعية واقتصادية مشوهة بفعل نظم تعاقبت وقوانين وضعت وارتبطت بكل نواحي الحياة المصرية.
لذلك إن أردنا نهضة جديدة لهذه البلد علينا أن نعمل على إيقاظ شخصية الإنسان المصري، ومن داخل ذاته أولًا، يجب أن نعمل على استعادة القيم الأخلاقية الدفينة داخل شخصية المصري، ولن يتم هذا بدروس تعليمية، ولا عن طريق استيراد ثقافات دول أخرى وتجارب أخرى فالتاريخ أثبت أن للشخصية المصرية قوانينها الخاصة وتميزها الخاص، الأمر الذي جعلها دائما وتحت وطأة أي احتلال أو ظروف مرت بها، لا تتغير بل تزداد صلابة وقوة وتزداد إستقلالية.
نعم تحتاج هذه الشخصية المتفردة إلى من يوقظها عن طريق العودة إلى القيم الدينية الوسطية السمحة التي لا تفريط فيها ولا إفراط، لإعادة بناء العلاقات الإجتماعية والإقتصادية بشكل غير مشوة، بقوانين جديدة تحقق العدالة ودولة القانون والمساواة، وحق في التعليم والعلاج، وفى ممارسة الاختيار الحر. نعم نريد أن نستيقظ ونستعيد ثقتنا بأنفسنا وأن نؤمن بذاتنا وتميزنا.
نحتاج أن نبتعد عن كل ما هو محبط. نحتاج إلى من يشجعنا ويستنفر ما بداخلنا من طاقات ويعمل على إعادة كرامة وأسس وقيم مجتمع غيبت، يعمل دومًا على إنهاء هذه الحالة الغريبة علينا، والقضاء على هذا الأسلوب الممنهج الذي ظل لحقب تاريخية يعمل على طمس أفكارنا وقتل أحلامنا بخلق صراعات وفتن طائفية وهمية، وبقرارات رديئة الفكر لا تعي طبيعة الشخصية المصرية وقيمتها.
إن الإنسان المصري ليس ثوريًا بطبيعته، بل صبورًا ومكافحًا ويميل إلى استقرار الأوضاع إلى درجة الجمود أحيانا طمعًا في الأمن وبقاء لقمة العيش.
فهو نتاج حضارة مستقرة كان النيل سببًا في استقرارها، والاستقرار النفسي عند الإنسان المصري كنز دفين يحتاج من يوظفه جيدا.
فعلى من وضعت مقاليد الأمور بيدهم الاعتماد على هذه الشخصية وتوجيها توجيهًا صحيحا قائم على إحترامها واستنفار أجمل ما فيها، فهي تحمل بداخلها مارد لا أحد يستطيع إدراك حجمه وقوته، فإما أن تتجاهله فيصبح أداة للهدم والتخريب، وإما أن توجهه نحو طريق النجاح فيصبح أداة للبناء والتقدم والرقي، عليهم أن يبثوا الأمل وروح العمل داخلنا، أن يجعلونا نثق في أنفسنا وفي قدراتنا، لنبي بسواعدنا مصرًا جديدةً، تعتمد على شخصيتها المتفردة القوية، ولتكون ثورتنا ثورة حقيقية تقودنا نحو تحقيق ذاتنا وملاحقة ركب التقدم الذي أبتعد عنا كثيرًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.