كشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى عن تفاصيل مثيرة ل'عملية خداع' معقدة نفذها مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل الهجوم الجوي الإسرائيلي المفاجئ على إيران. أتاحت هذه العملية، التي استمرت لعدة أيام وتضمنت عناصر إعلامية وسياسية، لإسرائيل تحقيق عنصر المباغتة ضد طهران. صرح المسؤول، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة، أن عدداً محدوداً جداً من الأشخاص كانوا على علم بالخطة، مما ساهم في الحفاظ على سريتها التامة. تكتيكات التضليل الإعلامي والسياسي أوضح المسؤول أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نشر رسائل وإحاطات إعلامية مضللة خلال الأيام التي سبقت الهجوم. كان الهدف من هذه الرسائل التأثير على الخطاب الداخلي في كل من إسرائيل وإيران. على غير العادة، لم يتم نفي الاقتباسات الكاذبة من محادثات مزعومة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. كان هذا التكتيك مقصوداً لخلق انطباع بوجود خلاف علني بين إسرائيل والولايات المتحدة، على الرغم من أن هذا الخلاف لم يكن موجوداً بالفعل. أشار المسؤول إلى أن الهدف الأسمى من هذه العملية كان زرع قناعة لدى الجمهور الإسرائيلي والقيادة الإيرانية على حد سواء بعدم وجود نية لهجوم وشيك. كان هذا الإجراء يهدف إلى منع أي تسرب للمعلومات قد يقوض عنصر المفاجأة ويفشل العملية. تداعيات الضربة الإسرائيلية على إيران تبعاً لعملية الخداع، شنت إسرائيل 300 غارة جوية في خمس جولات استهدفت مدناً إيرانية متعددة، بما في ذلك طهران وقم وتبريز، بالإضافة إلى منشآت نووية إيرانية بارزة مثل منشأة نطنز. أسفرت الغارات عن مقتل عدد من القادة والشخصيات الإيرانية البارزة، منهم: حسين سلامي: قائد الحرس الثوري الإيراني. محمد باقري: قائد القوات المسلحة الإيرانية. الجنرال غلام علي رشيد: نائب قائد الجيش. كما أعلن التلفزيون الإيراني عن مقتل العالمين النوويين فريدون عباسي ومحمد طهرانجي في الهجوم. من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي 'يُعرض الأمن العالمي لتهديد غير مسبوق'. بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب استهدفت وأصابت 10 مواقع نووية، مشيرة إلى نيتها استهداف المزيد من المنشآت الإيرانية. تحليل: 'الخداع الاستراتيجي' وعواقبه تُظهر عملية 'الخداع الاستراتيجي' التي كشف عنها المسؤول الإسرائيلي مستوى عالٍ من التخطيط والتنسيق من جانب إسرائيل قبل شن هجماتها على إيران. هذا التكتيك ليس جديداً في عالم الصراعات، حيث يهدف إلى تضليل الخصم وتحقيق عنصر المفاجأة الذي قد يكون حاسماً في نجاح العمليات العسكرية. يكمن التحليل في النقاط التالية: عنصر المفاجأة كعامل حاسم: يتضح أن إسرائيل اعتبرت عنصر المفاجأة أمراً حيوياً لنجاح هذه العملية المعقدة. من خلال نشر معلومات مضللة وخلق انطباع زائف بالخلافات الداخلية أو عدم وجود نية للهجوم، تمكنت إسرائيل من شل قدرة إيران على الاستعداد أو الرد المسبق، مما زاد من فعالية الضربات. حرب المعلومات والنفوذ: تُظهر هذه العملية أن الصراع الحديث لا يقتصر على القوة العسكرية المباشرة فحسب، بل يمتد ليشمل حرب المعلومات والتأثير على الرأي العام وقيادة الخصم. استخدام مكتب رئيس الوزراء لنشر رسائل إعلامية مضللة يدل على إدراك لأهمية الخطاب العام في إدارة الأزمات والصراعات. التداعيات الجيوسياسية: إن حجم الضربات الإسرائيلية، التي شملت مدناً ومنشآت نووية، ومقتل شخصيات عسكرية وعلمية بارزة، يشير إلى تصعيد كبير في التوتر بين البلدين. تصريح الخارجية الإيرانية بأن الهجوم 'يُعرض الأمن العالمي لتهديد غير مسبوق' يعكس خطورة الوضع ويزيد من احتمالية رد إيراني في المستقبل، مما قد يدفع المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار. تحديات الحفاظ على السرية: على الرغم من نجاح العملية في الحفاظ على سريتها حتى اللحظة الأخيرة، فإن الكشف عن تفاصيل 'عملية الخداع' نفسها قد يؤثر على فعالية تكتيكات مماثلة في المستقبل. ستصبح الجهات المستهدفة أكثر حذراً تجاه أي رسائل إعلامية أو سياسية مضللة صادرة عن إسرائيل. الأهداف النووية: استهداف 10 مواقع نووية إيرانية يؤكد أن إسرائيل تضع البرنامج النووي الإيراني في صلب أولوياتها الأمنية. هذا الاستهداف قد يثير تساؤلات حول مدى قدرة إيران على المضي قدماً في برنامجها النووي بعد هذه الضربات. في الختام، تُبرز هذه العملية تعقيد الديناميكيات الأمنية في الشرق الأوسط، حيث تتداخل الأبعاد العسكرية بالسياسية والإعلامية لخلق واقع جيوسياسي متقلب. فما هي الخطوات التالية التي قد تتخذها إيران رداً على هذا الهجوم الذي وصفته إسرائيل بأنه 'عملية خداع' ناجحة؟