سجلت أسعار النفط مكاسب أسبوعية قوية للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع، مدفوعة بمزيج من العوامل الاقتصادية والتجارية التي دعمت التفاؤل بشأن استقرار الطلب العالمي على الخام، وسط ترقب لمستويات الإنتاج في الأشهر المقبلة. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.75% خلال الأسبوع لتستقر عند 66.47 دولارًا للبرميل، في حين قفز خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 4.9% ليغلق عند 64.58 دولارًا للبرميل، ليسجلا أول مكاسب أسبوعية منذ منتصف مايو، بعد أسبوعين من الخسائر المتتالية. ويعود هذا الأداء الإيجابي إلى مجموعة من المحفزات، أبرزها تقرير الوظائف الأمريكي الذي كشف عن إضافة 139 ألف وظيفة خلال مايو، مع استقرار معدل البطالة عند 4.2%. ورغم أن الرقم جاء دون متوسط مكاسب 2024، فإنه عكس تباطؤًا معتدلًا وليس انكماشًا، ما عزز آمال المستثمرين بإمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. كما ساهمت عودة المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، بطلب من الولاياتالمتحدة، في رفع معنويات الأسواق، خاصة بعد إعلان كندا انضمامها لمباحثات مباشرة مع واشنطن، ما يعزز التوقعات بتحسن العلاقات التجارية العالمية وانعكاس ذلك إيجابًا على حركة التجارة والطلب على الطاقة. من جانب الإمدادات، أكدت أوبك+ التزامها بخطة زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في يوليو، في خطوة تؤكد التدرج في رفع المعروض تماشيًا مع توقعات الطلب. في المقابل، أظهر تقرير بيكر هيوز تراجع عدد الحفارات الأمريكية إلى 559، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2021، بانخفاض 4 حفارات في أسبوع، مع هبوط عدد حفارات النفط ب9 ليبلغ 442، بينما ارتفعت حفارات الغاز ب5 لتصل إلى 114. وأشارت مذكرة بحثية صادرة عن HSBC إلى أن السوق النفطي يبدو متوازنًا في الربعين الثاني والثالث من العام، وسط توقعات بارتفاع الطلب في أشهر الصيف، خصوصًا يوليو وأغسطس، ما قد يدعم استقرار الأسعار. ورغم هذه الإيجابيات، لا تزال حالة من عدم اليقين تخيم على الأسواق بسبب التوترات الجيوسياسية وقرارات الإنتاج المستقبلية، ما يفرض حالة من التفاؤل الحذر لدى المتعاملين والمستثمرين.