عشق الانسان الاول كتابة تفاصيل حياته داخل كهفه المظلم بعتمة الليل وانار حياته بالذكريات يتأملها احياناً ويتباكي عليها كثيراً .. استخدم الصورة المرسومة بالاغصان المبللة بندي الصبح وألوان مبهجة بأوراق الشجر الاخضر وسجل انتصاراته وعشقه لمحبوبته .. الخيانة والمعركة المزعومة مع الوهم وأطلق صوته العالي لم يسمعه احد فعاد يسجل التاريخ واحتفظ الكهف بالذكريات وتعرفنا علي الحياة من النقوش والرسوم .. ومع الحضارات المختلفة كانت صحافة الحيطان بأصوات المظلومين وتحدث الحجر ليعلن عن غضبه .. حواديت الناس وحكايات الملوك والصعاليك معارك وانتصارات .. ملابس وبيوت .. صمت وصوت .. وبعد فك الرموز تعرفنا علي الحضارة من صحافة الحيطان واوراق البردي وادركنا الواقع وعشنا في حضارة الاجداد نقرأ المكتوب ونتأمل الصورة ونحن الي الماضي بحواديت الاحداث الجميلة والمحزنة ..و مع قدوم الحملة الفرنسية علي مصر صدرت صحيفة (بريد مصر) باللغة الفرنسية التي اهتمت بالأخبار والاحتفالات وتفاصيل الزيارات الحربية التي يقوم بها نابليون شديد الاهتمام بالصحافة لدرجة حرصه علي أن تشتمل الحملة علي مطبعة خاصة رافقته علي سفينته الحربية واهتم أيضًا بتزويد المطبعة بحروف باللغة العربية.. وقد أجمع المؤرخون علي أن مصر لم تكن تعرف الصحافة إلا مع قدوم الحملة الفرنسية .. ومع رحيل الحملة الفرنسية وبداية تولي محمد علي الحكم كان اهتمامه واضحاً بالطباعة والمطبعة وكان الاهتمام أولاً للاغراض الحربية أنشأ مطبعة بولاق تلاها العديد من المطابع الصغيرة بطرة وأبو زعبل والجيزة.. واصدر (جورنال الخديوي) باللغتين العربية والتركية وهو ليس جريدة بالمعني الصحفي ولكنه أقرب إلي منشور رسمي حكومي تتخلله بعض الأخبار وقصص ألف ليلة.. حتي كان الاصدار الأهم في بداية القرن الثامن عشر (الوقائع المصرية) التي أصدرها في 1828 وهي أقرب إلي مفهوم الصحيفة بموادها التحريرية.. ومع تطورالطباعة صدرت الصحف الحزبية والخاصة والمجلات المصرية لسان حال الناس والاحزاب المتناحرة واختلفت الاتجاهات وزادت المعارك وبقيت الذاكرة تنبض كلما تصفحنا المجلة القديمة نشم رائحة الورق والتاريخ تسبقنا الرغبة في المعرفة واحيانا تدفعنا رغبة الحياة علي ضفاف الماضي الجميل ولو للحظات ننفض عنها غبار الحاضر ونستنشق عبير الاجداد .. نتصفح اوراق المجلة ننقل الذكري ونترك لك العبرة نقف علي حياد المكتوب وننحاز الي التجربة التي تبقي دائما محفورة في الوجدان حتي ولو راح الزمن فالتاريخ باق مهما حاولوا الطمس او تغير الهوية . أ. ع تناسق خط العقاد يقابله خط د. أحمد ماهر الأقرب ل»نبش فراخ نساء مصر الصحفيات .. التصحيح والمصححون .. ساعة مع كبار الصحافيين .. ما هي الصحافة؟