بمناسبة احتفال الزميلة الكبري »أخبار اليوم« بمرور سبعين عاماً علي صدور عددها الأول في 11 نوفمبر 1944، نخصص هاتين الصفحتين لمقال عن الفنان الكبير رخا، أحد أبرز نجومها. قد تبدأ بعد الاخرين ولكنك تستمر فتصبح الرائد .. رخا الرائد الاول والحقيقي لفن الكاريكاتير المصري في العصر الحديث بدأت قبل رخا مجموعة من الريشات المصرية .. ايهاب خلوصي في اللطائف المصرية .. محمود مختار النحات في مجلة الكشكول .. حسين فوزي المخرج السينمائي علي صفحات روزاليوسف ولكن يبقي رخا الرائد لانه اخلص لكاريكاتير وقرر ان يكون الاول ولد الفنان رخا بقرية سنديون قرية كبيرة تابعة لمحافظة القليوبية في نوفمبر 1911 والده قاضي شرعي مات بعد ميلاد رخا بسنة ونصف ونشأ الفنان نشأة دينية خالصة فقد حفظ الاجزاء الثلاثة من القرآن في طفولته المبكرة قبل انتقال الاسرة الي القاهرة وعمره 6 سنوات وفي القاهرة بدأ الفنان داخله يتحرك بأشكال الناس واختلاف الازياء وحالة الرضا والشقاء والرضا وراحت عينيه تسجل وتختزل لوقت لايعلمه ولكنه يدرك تفاصيله . فبعد انتهاء دراسته الابتدائية وعمره 11 عاما اراد دراسة الفن ولكن مجرد كلمة الرسم كانت تعني الضرب وهذا ماحدث للفنان الصغير ..وفي مدرسته شخبط علي الورق ورسم علي حيطان الفصل ورسم الاصدقاء والمدرسين حتي وقعت رسومه في يد استاذ الرياضيات حامد عقيل الذي اعجب بها اشد الاعجاب ونصحه بالالتحاق بمدرسة ليوناردو دافنشي الايطالية بالقاهرة .. اختزل الموقف في ذاكرته حتي انتقل الي المدرسة الثانوية وعشقه للفن جعله يتأخر في الدراسة وهو مادفع ناظر المدرسة نجيب مقار يسأل عنه ويستدعيه الي مكتبه ويتذكر انه كان مجتهدا في الاعدادي لان الاستاذ نجيب كان مدرسه قبل ان يترقي الي ناظر مدرسة الخديوية الثانوية .. حكي رخا الي ناظر المدرسة عشقه للفن ورغبته في دراسته وهو مايجعله يتأخر في تحصيل دروسه .. ولانها علاقة خاصة كانت سائدة في ذلك الوقت بين الاستاذ والتلميذ اقترح عليه الاستاذ نجيب ان يلتحق بالقسم الحر بالمدرسة الايطالية للرسم ورسوم الالتحاق 50 قرشا واقترح عليه ان يعطيه المبلغ .. شكره رخا والتحق بالمدرسة الليلية ودرس الفن وتفرغ له وقلب صفحات المجلات المنتشرة علي سور المدرسة ليقع بصره علي مجلة اللطائف المصورة ويري رسوم الفنان ايهاب خلوصي وفنان روسي ( ستريكا لوفسكي ) يهاجم فيها امبراطور المانيا غليوم الذي كان يثير الرعب في النفوس .. ادرك رخا عمق وقدرة الفن الساخر الكاريكاتير ودوره الكبير في السخرية وتوقف امام ملامح غليوم وقرر ان يكون فنه موجها لفضح وكسر انف كل ظالم وان الكاريكاتير يستطيع ان يكون الاداة التي تزعج كل ظالم .. وفي طريقه الي البيت لمح اعلانا علي حيطان الشارع المجاور لمنزله عن قرب اصدار مجلة الفنان لصاحبها يونس القاضي وهو كاتب الاغاني المشهور وصاحب نشيد بلادي وزورني كل سنة مرة .. وقد لا يدرك الفنان رخا لماذا قرر ان تكون البداية مع مجلة الفنان ارسل رخا رسالة الي صاحب المجلة وكان الرد تعالي حالاً فكان اول رسم نشر له علي صفحات مجلة الفنان التي لم تستمر في الصدور كثيرا نظرا للظروف الاقتصادية لتكلفة كل عدد حتي توقفت تماما ولكن ايمان الشيخ يونس القاضي بموهبة رخا لم تتوقف وقرر مساعدة الفنان الشاب وكان يأخذه يوميا من يده ويعرفه بأصحاب المجلات جمال حافظ عوض صاحب مجلة الستار ومحمد علي صاحب مجلة ( الناقد ) وكانت معظم المجلات تصدر من مطبعة بالعتبة وهي الفرصة التي سنحت لعمنا رخا ان يتعرف علي اصحاب المجلات والجرائد وذاعت شهرته كثيرا فقد كانت هناك ندرة في رسامي الكاريكاتير لان الاغلب اجانب لا يدركون المشاكل التي تعاني منها البلاد والبعض ينفذ المطلوب ويرسم في الجرائد المنافسة .. ولان الطلب علي الفنان كبير اجر مكتب له في سوق الخضار بباب اللوق كان صاحبه صديقه محمود حسني العرابي المحامي