صحيت الصبح علي 6 رسائل من أشخاص مختلفين بمضمون واحد.. افيلا آجيون حتتهد دلوقتي وعايزين حد يروح يصور! ».. لم أهتم.« توالت الرسائل والمكالمات بعدها والناس فعلاً كانت متألمة ومذعورة وعايزين يعملوا أي حاجة ومنفعلين جداً .. شعرت بشيء من الشفقة عليهم والغيرة منهم في نفس الوقت.. إزاي بعد كل التجربة دي لسَّه عندهم شغف .. حماس .. أمل .. طاقة أو حتي قدرة علي الانفعال باللي بيحصل.. وفضلت طول اليوم بافكر في الموضوع ويمكن سخرت منهم ومن حماسهم دا.. والحقيقة مازلت مندهش إزاي الناس لسَّه طيبة قوي كدا وعندها أمل إن أي كيان له سلطة في المستنقع اللي إحنا عايشين فيه دا ممكن يتفاعل عشان 02 .. 03.. 0003 واحد زعلانين عشان فيلا آجيون الأثرية خرجت من قايمة التراث وحتتهد.. إحنا عايشين في مستنقع السلطة فيه بتقتل 0002 واحد في يوم والشعب بيسقف لها وبيطالب بالمزيد! حد ممكن يتحرك عشان مجموعة حوائط بتتهد؟!!! ولو أنقذنا آجيون حننقذ اللي وراها؟ واللي جنبها؟ المعركة خسرانة ومالهاش طعم .. الموضوع بقي شبه الواجب اللي لازم نعمله عشان نريح ضميرنا ونحاول ننام مرتاحين لكن ع الأرض معركة الحفاظ علي التراث في اللحظة دي من الزمن هي معركة خسرانة وبالنسبة ليا بتضيف معركة زيادة في قايمة المعارك الخسرانة. صعب جدا نحارب علي كل الجبهات ومستحيل نحارب علي جبهة واحدة. وبعدين لو بصينا للموضوع من نظرة تانية حنلاقي إن فعليا زي ما قالتأحد أصدقاء يت وأنا باتكلم معاه النهارده : المجتمع المدني له سقف وحدود وفي حالتنا المجتمع المدني بيتحرك لوحده تماما .. البايع مستفيد من تحويل عقار مابيجيبلوش فلوس بمساحة ضخمة مش محتاجها إلي ثروة حتحل مشاكله وأولاده ويمكن أحفاده .. المقاول مستفيد بطبيعة الحال حيبيع المساحة اللي كانت عايشة فيها أسرة واحدة ل 001 أسرة تانية، الحسبة دايماً كسبانة! الشاري حيلاقي بيت يؤيه ويخليه يتجوز ويمارس حياته الطبيعية علي رأي رأفت الميهي! الحكومة هي المستفيد الأكبر لأن لو التوسع الرأسي دا توقف وماهدِّيناش البيوت الناس حتثور مطالبة بمساحات يمارسوا فيها حياتهم الطبيعية وحيحاولوا يتوسعوا أفقياً ودا حيؤدي إلي أن الحكومة حتضطر توسع مساحات الخدمات .. لكن طول ما التوسع رأسي الحكومة في أمان؛ لا حتمد مواصلات ولا أي خدمات.. الأطراف كلها مستفيدة اللي بايع والمقاول والساكن والحكومة قبلهم، إنت يا عيني الغلبان الوحيد اللي ممكن تروح تقف قدام البلدوزر عشان تحافظ علي حاجة اسمها التراث وعشان تحاول تضمن حياة كريمة لزميلك المواطن وبتنام مقهور وقلبك بيتقطع وإنت بتشوف البلدوزر بينط علي الفيلا بقضيبه ويغتصبها. الموقف دا بيفكرني بمقولة فؤاد المهندس في مشهد النهاية في فيلم ااعترافات زوجب لما سأله يوسف وهبي ليه ماقتلش ماري منيب اللي هي مراته اعارف ليه ماقتلتهاش يا أستاذ عزيز يا أبو العز؟ انتقاماً منك.. عشان تفضل عايشة في آرابيزك«... أفتكر دا الحل : نعمل زي فؤاد المهندس ما عمل ونسيبهم في آرابيز بعض : المقاول والمواطن والحكومة هي كلها كام سنة والمدينة مش حتستحمل وحتنهار تماما فوق دماغهم ودماغ من تبقي منا. في نهاية اليوم ماقدرتش أمنع نفسي وروحت عديت علي الفيلا ووقفت هناك 01 دقايق صورت بالتليفون الصور المرفقة وقلبي وجعني وفضلت أتأمل البلدوزر وقضيبه الأصفر وافتكرت المرجع الأول للموقف دا وهو مسلسل الراية البيضا وافتكرت إن الدراما المصرية بكل بجاحتها ماقدرتش في االمسلسلب تنتصر للسفير مفيد أبو الغار وأصدقائه من الحمقي أمثالنا وسابت النهاية مفتوحة، فتأكدت من الجملة اللي رديت بيها علي أحد رسائل الاستغاثة الصبح »مفيش أي أمل«.