ثم سَيمسكُ بحيلة المحب وعذره ويسألك لو تأتين من هناك، لو تخرجين من صفحة الكتاب الأخيرة لو تغفرين له زلة اللسان وتأتأة الجسد، ثم سيقول إنه يهتدي بيديك في العتمة وإنه يخاف يمد يده ويخاف يناديك، لكي لا يراكِ خلفه حين يصعد سلم الكتابة ، حين يهبط من درج الليل، سيقول أشياء من قبيل إنه بحاجة لك وأنه لا يعرف الصواب من الخطأ ،الظل من الضوء، مثل الفرق بين الرجال والنساء،لا يعرف وسيبرر الأمر بالفراغ الشاسع الذي يخلقه ليل الوحيدين، الفراغ الذي ينمو أكثر فأكثر في منفاك، في منفاه، ثم أنك اليد التي يكتب بها، أنك اللغة حين تهجر بيت صاحبها كي ترتب صباح البنت، ثم سيطفئ النار وينادي اسمكش بكل ذلك الحزن بكل ذلك الرجاء صدي للثلاثين إن لم تفعل شيئاً حتي الثلاثينت إن لم يكن لك بيت، امرأة وثلاثة أطفالت و سيارة تقف علي الباب، سيارة أوبل سكونا،ت موديل 88 علي سبيل المثال، إن لم يصطدم صوتك بصوت آخر في الفراغ، تناديه أو تسأله علي الأقل، عن مكان الحذاء ولون القميص تناديه بياء النداء المحببة، أن تعال وأطفئ الضوءت ولا تثقل الخطوة حتيت لا يلمحك الهواء والأعداء إنني في الثلاثين الآن، قربها، قرب القيامة بخيبة أمل إضافيةٍ وصديً وحيد. كي تكون ذلك الشاعر كي تكون شَاعراًت عليك أن تستطيع اعادة قلبك اليكت كل مرة، بعد كل حب، بعد كل حربت وأنت تتفقد الذي ضاع منكت وأنت تتفقد أسماء الموتيت وأنت تتفقد أباك في الغرفة المجاورةت المؤجل من كلامه والرضا عليك أن تنصت وأنت تتفقد كل ذلك حين يوحي لك بالموت حين يوحي لك أن الموت يهبط الآنت ولا تابوت للموت و لا قبر ألأمر كله يشبه أن تنادي ولا يجيبك أحد كي تكون ذلك الشاعر ذلك الروائي يلزم أن تذهب بيأسك وحدك كل ما هو لك هو اليأس والقصيدة تبدأ بكلمة واحدةت مهمة الآخرين الشاعر والقاص والناقدت هؤلاء الذين يقولون لك " شاعرٌ شاب" أو : نرفع القبعة لك كي تمر أيها الشاعرت أخذك بعيداً عنها تفقد كل ذلك ولا تنس وأنت تمشي بجانب المرأة التي تحب وأنت تنادي يديها في الليل مفتاح الحب الغموض مفتاح القصيدة الألمت من ثم ثق بنفسك أنت وحدك ولا أحد سواك، لا أحد سواكت يقطف ثمرة هذه الشجرة يد يد أخري غير يدي كانت تربت علي كتفك وتلوح لك من آخر الطريق بينما كنت أعيد الندم إلي أوله مثل من خط سطراً في الهوي ومحا ومثل من نام ولم يسمع الصوت. لم أكن أعرف هكذا أقول يد أخري غير يدي كانت تفعل كل هذا تناديك وتفتح لك باب البيت ... عشرة ظلال وأكثر من أم يا أخي عشرة جمال أتين من الحجاز بما حملن من الدعاء والرضي هن لك من أبيك فهون الأمر كي لا أضيع وتضيع. وذكرني بسوء العقبي إن تركت الخوف وأشياء الله عند الناس الأمانة وما تأبي الجبال حمله...! وذكرني بمن يمشون معنا وحيدين دون دور لأب أو أم منسيون في الزوايا هؤلاء الذين أتوا مع الصبح لا هم عرفوا الصبح ولا صبح يعرفهم منسيون مثلنا وأكثر في التعب. وذكرني إن نسيت قسم الرزق في العدل علي عشرة ظلال وأكثر من أم. ذكرني ولا تزوّر النوايا نحن اثنان لا ثالث لنا ولا أبناء يخفضون جناح الذل والرحمة أو نسندهم بالدعاء ... ! وصف الخسارة قل لها إنني متُّ في الحرب قل لها إني ميت ووحيد وإني أجالس الموتي في العتمة أراجع درس الخسارة وأعيد كتابة الندم مثل جندي. قل لها أي شيء، أي شيء غير أنني حي وبرصاصة بالظهر. قل لها أن تحب سواي، إني حزين وطفلتي ميتة لو تمشي معي أو تذهب وإن غنائي يطير مثل طير جفل من غريزة القناص وإنها إن رجعت ستصحو علي ليل مذعور قل لها كل ذلك، وحين تبكي، اتركها وامضِ دون أن تتلفت ... . محمود درويش لم نَلتق أنا وأنت عَلي طَللٍ لِنبكِي مَعاً، لم نَلتقِ لأنجو مِن حَتف الُمنَادِي علي الأَسمَاء ما اسِمُك وما اسمِي لا أسئلة للأسماء وقد مات أَصحَابها كُل ما أَحببناه فِي الطَرِيق إلي النَشِيد يَسقُط حتي نَحنُ شعراء القِيامة نمر سريعاً مِن أَمام النَشيد ونَسقُط نَحن شُهود الزور عَلي مَوتِنَا وما لنَا فِي الطَريق جَنازة أو أَضرِحة. كومبارس أحبُّ دوري في الحبِّ أنا المسكينُ واليتيمُ قبلَ وبعدَ كلِّ حبٍّ أحبُّ الخائفات مني، الخائفاتُ حَذِراتُ لا مفاتيح لهن ولا باب أحب المرتبكات أول الحبِّ، المرتبكات أول الحبِّ أمهات خائفات من دور الأمومة أحبُّ الوحيدات، الوحيدات يشبهن الشيفون ومخاتلة الستان إذ يلمعن بسرير الوحيد عند الليل ...! وأحبُّ دور الفتي المُتيم والمُتلبس بأشيائه، العمي والمشي دون خطوط واضحة. أحبُّ الحبَّ وأحبُّ دوري أنا المسكين في كلِّ مرة وكلِّ كرة.