»الرحلة في الرواية بين الواقعية والواقعية السحرية« دراسة مقارنة بين النداهة ليوسف ادريس، وعاشق الحي ليوسف أبورية« عنوان الدراسة التي حصلت بها الباحثة انجي السعدني علي درجة الماجستير بامتياز من قسم اللغة العربية بكلية الألسن. في البداية اشارت الباحثة الي ان نداهة يوسف ادريس تمثل التيار الواقعي، اما رواية يوسف ابورية فتمثل تيار الواقعية السحرية. واوضحت ان هدفها من هذا الاختيار هو تحديد بنية الرحلة واثرها في التكوين والمحتوي الثقافي للعملين، كما ان اختيارها للرحلة، لأن الرحلة تكون سعيا نحو التطور والتقدم والتغير الي الأفضل. واضافت الباحثة ان »النداهة« عمل يعتمد فيه صاحبه علي اللحظة الزمنية الكاشفة وهي ترتكز علي اسلوب القصة القصيرة في الانطلاق من اللحظة التي تنحو الي الأسلوب الروائي في استقصاء ابعاد الشخصيات والخلفية النفسية لها وأحوالها الاجتماعية، وتناول فيها يوسف ادريس موضوعا يدركه جيدا وهو العلاقة بين القرية والمدينة، وكيف تؤثر هذه العلاقة علي كشف السلوك والطبائع والنفوس. كما ان القصة فيها ملامح كاملة لعالم النداهة الذي ينطلق من لحظة معينة ثم يعود الي الخلف مستحضرا تراث الشخصيات المحورية الثلاث (فتحية، حامد، الأفندي). وعن عاشق الحي ابانت الباحثة انها تحكي عن ثلاثي آخر الزوج الذي مل امرأته، والمرأة التي أهملها الزوج، والعاشق القديم الذي مات، ولكنه يعود في صورة قط مخيف يأخذ المرأة ويبدأ الزوج في رحلة بحث لاستعادتها، وتري الباحثة ان مرتكز البحث في تقنية الرحلة في العملين، ، وان اختلفت الرؤية في كل عمل نتيجة لاختلاف مفهوم الواقعية، والمشترك الموضوعي بينهما هو الرحلة، فالنداهة رحلة من القرية الي المدينة وفي نص يوسف ابورية، رحلة انطلقت من الفضاء المحلي الي فضاء نفسي وتاريخي حافل بالرموز والأفكار. ارتكزت محاور الدراسة علي ثلاثة محاور: الرحلة والبنية الدرامية، الرحلة والمنظور السردي، الرحلة والقيم الثقافية. وتوصلت الدراسة إلي عدة نتائج منها، أن يوسف ادريس استطاع التوغل في اللحظة وقدم معالجة نفسية وحضارية منطلقا من عناصر الواقعية، أما ابورية فقد سار في عكس الاتجاه والتقي بادريس لانه في انطلاقه من الرمز والخيال كشف الواقع بما فيه من سلبيات وأكدت ان الشخصيات عند الأديبين مقنعة في تمثيل الانسان، لكنها في الوقت نفسه تتجاوز كونها شخصيات تحاكي الواقع الفعلي أو العالم النفسي للناس في الحياة الاجتماعية لكي تتحول الي رموز تحمل الافكار التي يحاول كل مبدع طرحها في منظومته الثقافية. واضافت كان المكان الواقعي عند ادريس مسرحا للحياة في المدينة، كما كان المكان عند يوسف ابورية لوحات تاريخية قارئة للشعب حينا او الحصار الذي تعيشه الذات في رحلتها اليومية الشقية الباردة حينا اخر. ومن النتائج ايضا ان المرأة عند المبدع تمثل رمز القيم والنقاد وسقوطها سقوط منظومة القيم واختفائها يعني غياب مفهوم الرجولة المسئولة، كما توصلت الي ان الكاتبين كانا حريصين بطريقة غير مباشرة علي ربط مصير الفرد بمصير جماعته الانسانية، فالمجتمع الضعيف ينتج نفوسا ضعيفة، والمجتمع القوي يقدم النموذج المثالي للرجل الواثق والمرأة القوية. تمت المناقشة بقسم اللغة العربية بكلية الألسن، جامعة عين شمس، باشراف د. جلال أبوزيد، د. هدي وصفي حميدة، ومناقشة كل من د. عبدالمعطي صالح، د. طارق سعد شلبي.