وثقت مجلة ذاكرة مصر المعاصرة الصادرة عن مكتبة الاسكندرية في عددها الأخير، لمدينة هليوبوليس "مصر الجديدة" .. ويقول سوزان عابد المسئول عن مجلة ذاكرة مصر إن هليوبوليس كانت ومازالت مدينة الأحلام التي روج لها البارون إمبان في مطلع القرن الماضي، ففي عام 1894م قرر إمبان الاستثمار في مصر، . وبالفعل أسس البارون "الشركة المساهمة للترام" في القاهرة، ليستثمر من خلالها أمواله، ويساهم في بناء مشروعات جديدة، وقام بمد أول خط من خطوط الترام في مصر.. وتضيف انه في القاهرة وجد البارون إمبان نفسه وسط ثورة عمرانية جديدة تعيشها العاصمة، لذا فكر إمبان في الاستثمار العقاري، ليواكب متطلبات العاصمة في ذلك الوقت. ، اتجه إمبان بفكره إلي الصحراء علي عكس كل التوقعات التي تؤكد نجاح الاستثمار علي شاطيء النيل.. وتبين أن تفكير إمبان جاء ضارباً عرض الحائط بأفكار وأعرف الاستثمار والمضاربات العقارية في مصر في ذلك الوقت. وتوضح عابد أنه كان من المفترض أن تكون هليوبوليس واحتين- مدينتين- الأولي لقصور وفيلات كبار الملاك والأرستقراطيين، والشقق السكنية الحديثة للطبقة المتوسطة، بالإضافة إلي الفنادق والخدمات الترفيهية، والثانية للعمال والبنائين. ولكن جاءت الأزمة المالية في عام 1907 فتغيرت مجريات الأمور فما كان أمام البارون، إلا أن يعمل علي إيجاد توافق بين التصميم المقترح للمدينة وبين السيولة المالية المتافرة معه، فجاء تصميم المدينة الجديد ليكون بمثابة مدينة واحدة أو واحة واحدة كما كان يطلق عليها إمبان تتوافر فيها كافة الخدمات.. بدأ العمل في مدينة هليوبوليس ووضع جاسبر تصميماته أول المباني وأهمها وهو فندق هليوبوليس بالاس، وعاونه السكندر مارسيل بوضع تصميم الكنيسة البازيلكية والفيلات صغيرة المساحة. وبحلول عام 1908 بدأت اللبنات الأولي لأساسيات المدينة تظهر إلي النور وبدأت الشوارع الكبري تتحدد ملامحها. .