في شتاءٍ غامضٍ كهذا كنا نمزج القهوة بأحزاننا العميقة نتركها علي صفحة الانتظار المُتّقد بنار الفقد نرتشف في هدأة الليل تلك اللذة المرة يطول الفقد يطول الوجد ويشتد الليل .. ينفرط البوح علي أروقة المعني فلا يفصح .. والسؤال منفي والقصيدة منفي يطول البوح .. يطول النوح .. وترتجف الروح وما بالدجي من مُجيب !! كان الصوت يسري في فراغ الوحدة يتمدد في أعماق الوهدة يتفرع كالوقت ويرتد مع الريح فلا يحصد غير الريح وبعض حروفٍ قتلي ومحض نحيب !! مَن ينتشل الحرف من الوجع الشاسع والأرق اللجّي المُهلك والمعني المحتجب بإسدال العتمة ؟! مَن !؟ كانت صافِيَتي تصنع لي أقداح القهوة من صهد الروح ووله القلب وتسوي الحرف بريق المعني تنشد في أعماق الليل مزامير العشق الساطع وتراتيل النور وتميل بقربي .. فتُنير العتمة وهجاً وفراديس تتبسم، فيفض النور ويغمرني الفيض تضحك، ينفرط الماس وينكشف الجوهر عن سحر مكنون مُسكر تترجل أفراس الحلم علي أعتاب الفجر اللامع وفراش فضي يلهو فوق حنين النهر الأزرق يدخل ولدان بيض تصطف نمارق وعصافير خضراء قبيل الصبح تغرد تتفتح في صحراء العمر زنابق . ذات خريف عابر .. رحلت صافِيَتي فانطفأ الكون وأزهرت الغربة في الأضلاع وشاخ القلب .. مَن يبعث من أعماق البعد صباحات الأمس الصافي وتفاصيل العمر الشاهق ؟! مَن ؟! مَن يجمع من كل بساتين الروح صبيات الكرز الميتة في أوج اللهفة والرمان الذابل خلف زمان الظمأ الآبق والحرمان المارق ؟! مَن ؟! ظلت سيدة الأكوان تحِيك الفقد علي طاولة الحزن وتنعي في الليل حتي راحت تمطر .. وأنا أتدثر بحنين القلب الغارق !!