قامت وزارة الأوقاف في حقبة الستينيات بالإقدام على إنشاء أول مجلس إدارة لعماراتها الضخمة حيث يقوم عدد من الأشخاص من قاطني العمارة بترشيح أنفسهم من خلال انتخابات ليقوموا بإدارة العمارة من صيانة ونظافة واقتراح أفكار جديدة تفيد كل سكان العمارة. وكان الهدف من هذه التجربة أن يتولي السكان بأنفسهم إدارة عماراتهم والمحافظة عليها، وقد بدأت وزارة الأوقاف بتنفيذ التجربة من خلال أول عمارة لوزارة الأوقاف بحي الدقي المجاورة لوزارة الزراعة حيث إن هذه العمارة الضخمة التي بدأت بها وزارة الأوقاف تضم 144 شقة سكنية ويقطن بها حوالي ألف ساكن، وقد استقبل السكان الفكرة بسعادة بالغة حتى أنهم ابدوا استعدادهم للمساهمة في وضع أفكار واقتراحات تفيد كل ساكني العمارة. حتى أن بعض المرشحين لعضوية مجلس الإدارة قد قاموا بعرض برنامجهم الانتخابي مثل وضع شرطة خاصة تقوم على حراسة العمارة، وقد اقترح احد المرشحين بتكوين لجنة للنظافة وان يكون من حقها التفتيش على الشقق ومنح جائزة رمزية أسبوعية لأفضل شقة من حيث نظافتها. وقد اقترح أيضا أحد المرشحين بإنشاء نادي للعمارة وتكوين جمعية تعاونية استهلاكية للسكان ودار حضانة على أن يقوم بجمع مبلغ خمسة جنيهات من كل شقة. أخبار اليوم: 11 فبراير 1961