أسدل الستار أمس علي فاعليات المؤتمر العام رقم 30 للاتحاد الدولي للصحفيين الذي يعقد بالعاصمة التونسية تونس بعد سلسلة من المناقشات والمشاورات والقرارات المهمة والمتنوعة والتي اقترنت بإقبال شديد من معظم النقابات ورغبة صادقة من الجميع بالعمل الجاد والخروج بنتائج إيجابية من هذا الحدث الكبير الذي تستضيفه دولة عربية لأول مرة. وأختتمت اعمال المؤتمر بانتخاب رئيس الاتحاد والنائب الأول للرئيس ونائبين للرئيس وأمين الصندوق واعضاء اللجنة التنفيذية والاعضاء الاحتياطيين.. وفي هذا الصدد كان مخططا منذ فترة طويلة قبل انعقاد المؤتمر ان يتقدم لرئاسة الاتحاد أول عربي يتصدي لهذا المنصب وهو المغربي الأستاذ يونس مجاهد النائب الأول لرئيس الاتحاد حالياً. ولعضوية اللجنة التنفيذية الأساتذة مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب وناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين وناجي البغوري نقيب الصحفيين التونسيين نائبي رئيس اتحاد الصحفيين العرب إلي جانب عدد من المراكز من الاعضاء الاحتياطيين ولجنة الجندر وممثلي المناطق الاقليمية. ولا شك ان المؤتمر العام للاتحاد الدولي قد تم الاعداد له هذه المرة بصورة تفوق كثيراً المؤتمرات السابقة، وقد ساعدت علي ذلك الدولة التونسية وتأكد هذا بوضع المؤتمر تحت رعاية رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي كما ظهر في حفل الافتتاح الرسمي. وقد رأينا ان الافتتاح الذي أقيم في اليوم الاول (يوم الثلاثاء الماضي) قد جري علي مرحلتين.. في المرحلة الاولي كان الافتتاح التحضيري بقصر ثقافة تونس في الفترة الصباحية وشمل 3 ورقات عمل مهمة أولها عن مستقبل الصحافة في العصر الرقمي لانتوني بيلانجي الامين العام للاتحاد الدولي (حتي هذه اللحظات)، والثانية حول ممارسات جيدة لنقابات حول العالم لنائب الأمين العام جيري دير، والثالثة حول الصحافة بعد الثورات العربية ليونس مجاهد النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي.. وفي المرحلة الثانية جرت مراسم الافتتاح الرسمية بفندق إقامة الوفود بالعاصمة تونس وشملت الكلمات المناسبة لكبار المشاركين ورئيس الجمهورية التونسية. وفي سياق الحديث عن مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين وهو يعقد علي أرض عربية سيتبادر إلي الاذهان علي الفور سؤال مهم: »أين مصر رائدة الصحافة العربية من مثل هذا الحدث ولماذا لا تشارك فيه بصورة رسمية؟!». نعم نشارك أنا وزميلي الأستاذ خالد ميري في المؤتمر ضمن وفد اتحاد الصحفيين العرب كمراقبين.. أما نقابة الصحفيين المصريين فلم تتقدم رسمياً للانضمام لعضوية الاتحاد الدولي رغم أن مجلسها كان قد اتخذ قرارا في هذا الشأن منذ عدة سنوات ولم يتم تفعيله ولم يتم سداد رسوم اشتراك العضوية حتي تاريخه.. وخلال اجتماع الامانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب بالقاهرة يوم 24 مايو الماضي، وحضره عدد من النقباء العرب وعلي رأسهم الأستاذ ضياء رشوان نقيب الصحفيين المصريين الذي أعلن انه سيتم تفعيل قرار انضمام النقابة المصرية للاتحاد الدولي وسيتم سداد رسوم الاشتراك قريباً جدا مهما بلغت قيمتها. والذي لا يعرفه الكثيرون ان النقابة المصرية -مثل غيرها من النقابات العربية ونقابات دول شرق اوروبا- كانت عضوا بمنظمة الصحافة العالمية قبل ان ينفرط عقدها مع سقوط الاتحاد السوفيتي وابتعاد معظم دول الكتلة الشرقية عنه وانضمام معظمها لحلف الناتو.. وكان آخر مؤتمر لهذه المنظمة -وشاركت فيه ممثلا للنقابة المصرية- تم عقده بالعاصمة الأردنية عمان في يناير 1995 وكنت سكرتيراً عاماً للنقابة وقتذاك - وكان هدفي من السفر للمشاركة في مؤتمر المنظمة العالمية هو محاولة عقد اجتماع لاتحاد الصحفيين العرب علي هامش اجتماع منظمة الصحافة العالمية في محاولة لتنشيط وعودة الحياة إليه بعد إصابته بالضعف الشديد وتجمده منذ نقل مقره إلي بغداد بعد عام 1979، ولم يتم ذلك إلا بعد عودة الاتحاد العربي إلي مقره الدائم بالقاهرة في مارس 1996.. ومنذ ذلك التاريخ لم تنجح محاولات الاتحاد الدولي للصحافة لضم مصر إليه رغم انه أصبح الكيان الدولي الوحيد في هذا المضمار. والآن آن الأوان للمضي قدماً نحو المزيد من الافتتاح علي العالم في ظل المتغيرات التي اجتاحت الساحة الدولية مع الاحتفاظ بثوابتنا الوطنية والشرقية ومفردات حياتنا الصحفية والإعلامية.