من حسن حظي أنا وابناء جيلي أننا عاصرنا العظماء في الإنتاج والتمثيل والتأليف والإخراج ؛ وكنا شاهدين علي القيمة الفنية التي يقدمونها في أعمالهم ؛ وكانت العلاقة بين الصحافة الفنية والنقد وبين عناصر العملية الانتاجية بصفة عامة تقوم علي مبدأ الاحترام والتقدير وأن الناقد أومحرر الفن له دور كبير في القاء الضوء علي السلبيات التي تحدث في اي عمل درامي بهدف التقويم والارشاد لتصحيح المسار ؛ وكان العظماء في فن الدراما التليفزيونية مثل »نور الشريف ومحمود عبد العزيز » - رحمهما الله- ويحيي الفخراني وصلاح السعدني وحسين فهمي ويسرا والهام شاهين وغيرهم يتجاوبون مع الانتقادات ويحاولون تصحيحها دون أي غضب أوضجر بل كانت تربطهم علاقات قوية مع النقاد ومحرري شئون الفن في الصحف والمجلات دون اي مجاملات أومصالح ؛ لذلك جاءت أعمال هؤلاء العظماء في قائمة روائع الدراما المصرية والعربية وصنعوا ماركة مسجلة اسمها »الدراما المصرية» ولكن ما يحدث الان لا يبشر بأي خير للدراما إذا استمر الحال علي ما هوعليه من حفلات التطبيل والتهليل التي تحدث كل يوم علي صفحات التواصل الاجتماعي للاعمال التي يجري عرضها ؛ حيث يقوم مطبلاتية الفيس بوك مثلا بمنح الألقاب والاوسمة لاعمال درامية أقل ما توصف انها ضعيفة المستوي ولا تليق باسم الدراما المصرية وابطالها يمارسون جريمة الاستخفاف بعقول المشاهدين ؛ وهذا لا يمنع من وجود عدد محدود جدا من الاعمال المتميزة ؛ لذلك فاذا استهوت حفلات المديح والتهليل صناع الدراما وفرحوا بها ؛ دون أن يعيدوا حساباتهم مع نوعية ما يقدمون فقل علي الدراما السلام ؛ واذا استمرت شركات الانتاج في الاعتماد علي سيناريوهات لاعمال اجنبية اوما يطلق عليه الفورمات والابتعاد عن تناول القضايا المحلية فستكون النتيجة تدمير صناعة الدراما تماما والقضاء عليه. سؤال لشركات الانتاج: أين سيناريوهات» وحيد حامد ومحمد جلال عبد القوي ويسري الجندي وعاطف بشاي وكرم النجار ومصطفي محرم ومجدي صابر وناصر عبد الرحمن» واين مخرجونا الذين صنعوا اسما للدراما المصرية »مجدي ابوعميرة ومحمد فاضل وانعام محمد علي وسمير سيف ومحمد عبد العزيز وهاني اسماعيل وجمال عبدالحميد وأحمد صقر وعمرو عابدين.