خلال متابعتي لأعمال الفائزين بجوائز الدولة في العلوم، شعرت أننا نمتلك بالفعل إنجازات علمية جديرة بوضع مصر في مكانة عالمية مميزة في البحوث والابتكار، وقفز في ذهني سؤال حائر، متي يصبح لهذه الإنجازات مردودا اقتصاديا يشعر به المواطن؟.. فمن واقع جوائز الدولة، هناك مثلا د.نبيل عبد الباسط الفائز بجائزة النيل وصاحب أبحاث النانو تكنولوجي في صناعة الأدوية والأجهزة الإلكترونية، والتي تم تطبيق بعضها للحد من التلوث الصناعي في مصانع الأسمنت والبتروكيماويات. ود.صلاح عبيه، الحاصل علي التقديرية في العلوم الهندسية، ولديه أيضا أبحاث مهمة في النانو. كما يقود مبادرة لإنشاء محطات الطاقة الشمسية بالمحافظات ضمن المشروع القومي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة النظيفة. ود.خالد حربي، الفائز بالتشجيعية، لتصميمه دائرة تكييف السيارة، بمنظومة »الاهتزاز»، الموفرة للبنزين. والحقيقة أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة في الاهتمام بالبحث العلمي، فهناك مبادرات ضخمة لاكتشاف ورعاية المخترعين، وهناك الطفرة التي شهدتها أكاديمية البحث العلمي في دعم وتسجيل وتمويل الأبحاث العلمية وفي رعاية المخترعين ودعم مشاركاتهم في المنافسات الدولية، وهناك مبادرة مصر تستطيع لربط علمائنا في الخارج ببلدهم، وهناك العديد من الأنشطة والمؤتمرات والمبادرات. وأعود للسؤال الحائر، متي يصبح البحث العلمي مصدرا من مصادر دخلنا القومي؟ متي تتحول إنجازاتنا العلمية إلي منتجات قابلة للتصدير والمنافسة العالمية؟. هذا ما ننتظر تحقيقه خلال السنوات القليلة القادمة.