سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية في حوار ل »الأخبار«: المواطن البطل الحقيقي في الاستفتاء وتدفق الناخبين رسالة للعالم بوعي المصريين البرلمان مارس حقه الدستوري.. والتعديلات تمت في مناخ ديمقراطي
المواطن المصري كان البطل الحقيقي في مشهد الاستفتاء علي التعديلات الدستورية وتدفقه امام اللجان بمثابة رسالة للمحرضين علي المقاطعة في الداخل والخارج بأن شعب مصر واع لا يقدر احد علي تغييبه او تزييف ارادته هذا ما أكده اللواء رؤوف السيد رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية في حواره ل »الأخبار».. وقال إن الشعب قال كلمته باعتباره مصدر السلطات والحاكم بأمره بلا منازع في هذا الوطن.. وان البرلمان مارس صلاحياته في التعديلات الدستورية وفق ما حدده له الدستور.. وعلينا طي صفحة الاستفتاء والانتقال الي مرحلة البناء لان بلدنا الآن تحتاج العمل وليس الجدل.. وإليكم تفاصيل الحوار. ما رأيك في ملف التعديلات الدستورية؟ انتهت مرحلة إبداء الرأي ولم يعد لنا رأي الآن في التعديلات الدستورية لانها لم تعد تعديلات بل أصبحت دستوراً حاكماً لكل الأطراف.. والشعب قال كلمته.. وبما ان الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات يصبح أي رأي أو تعليق أو تنظير علي إرادة الشعب هو والعدم سواء وقلنا في حزب الحركة الوطنية المصرية مراراً وتكراراً إننا مع اي خيار يقرره الشعب المصري وليس أمامنا الا ان نضرب له تعظيم سلام. كيف تري الدور الذي قام به البرلمان اثناء مناقشة التعديلات الدستورية؟ البرلمان تعامل مع ملف التعديلات الدستورية وفق اختصاصاته التي منحت له، لم يتجاوز ولم ينحرف بالمسار ومهما كانت وجهات النظر السياسية التي قد تعارض التعديلات وتشن عليها قدحاً ونقداً ورفضاً الا انه من الناحية الدستورية والقانونية فإن مجلس النواب مارس حقاً اصيلاً ممنوحاً له لم يتجاوز ولم يصطدم مع اي سلطات أخري في الدولة حيث طرح نوابه التعديلات في شكل مقترحات ومر الامر عبر قنوات شرعية متعددة ومناقشات في القاعة الرئيسية واللجنة العامة واللجنة الدستورية والتشريعية ثم جلسات حوار مجتمعي تحدث فيها الجميع بأريحية وحرية دون كبت او قيد او تعقيد وعاد الامر مرة اخري الي النواب وتمت الموافقة من قبل اعضاء البرلمان علي ما هو مطروح من تعديلات نداء بالاسم. وهنا إحقاًقاً للحق فإن باب الحوار وإبداء الرأي كان مفتوحاً للجميع دون قيد او شرط لدرجة انني رأيت هجوماً ونقداً تحت القبة وصل الي مرحلة التطاول والتجريح أحياناً كثيرة مما يدلل علي ان المناخ الذي ولدت فيه تلك التعديلات كان مناخاً حراً وديمقراطياً.. واذا كانت الأقلية لها رأي فالأغلبية أيضاً كان لها رأي ولها قرار بل وقدرة علي حسم أي خلاف في الرأي وتلك هي الممارسة الديمقراطية الموجودة في كل دول العالم الكبري وعلي الأقلية ان تنصاع لرأي الاغلبية. كيف تري الهجوم الذي شن من البعض علي البرلمان أثناء مناقشته للتعديلات؟ هذه هي ديكتاتورية الأقلية التي تريد فرض رأيها علي الأغلبية بالصياح والصوت العالي وتلك ممارسات مرفوضة لا يقبلها أحد فنحن في دولة مؤسسات لا تسير وفق الأهواء ولا المصالح الضيقة.. فالبرلمان به نواب انتخبهم الشعب وليسوا معينين من اي جهة او سلطة تنفيذية وعندما يمارسون حقهم المنصوص عليه في الدستور فهم وحدهم يتحملون مسئوليتهم السياسية والتاريخية تجاه اي قرار او ممارسة وبالتالي علينا ان نترك مؤسسات الدولة تمارس اختصاصاتها دون تدخلات من هذا او ذاك لانه اذا سُمح بذلك فلن نكون عندئذ في دولة بل ستكون فوضي وعشوائية أضرارها اكثر من نفعها. لذا أقول لمن يهاجم علي طول الخط ومن لا يعجبهم العجب اقول لهم: أرجوكم اصمتوا فقد قال الشعب كلمته ارجوكم استعيدوا هدوءكم بعض الشيء وتريثوا في الحكم علي الامور فمصر احوج الآن الي ان نتفق فيها لا ان نختلف عليها وإذا كنا نريد وطناً نختلف فيه فإننا ايضاً لا نريد وطناً نتصارع فوق جثته. وما الدور الذي قام به الحزب في فترة الإعداد للتعديلات الدستورية وأيام الاستفتاء؟ حزب الحركة الوطنية المصرية يمارس دوره السياسي وفق الاطر التي يرسمها الدستور والقانون وسيظل دائماً داعماً للدولة مهما كانت التحديات إيماناً منا بأننا شركاء في أي قرار يتخذ في هذا الوطن. وحول ملف التعديلات الدستورية كان للحركة الوطنية رؤية واضحة في هذا الملف وتم طرحها في مجلس النواب وفي بيانات رسمية ومن خلال كلمتي في جلسات الحوار المجتمعي التي حضرتها مع قادة الاحزاب ورؤسائها في مجلس النواب ومن خلال تصريحات أصدرها المتحدث الرسمي والامين العام ونواب رئيس الحزب وايضاً شبابه. ولقد عقد الحزب سلسلة مؤتمرات حاشدة وندوات متعددة في كل محافظات مصر شرحنا التعديلات وقدمنا التفسيرات وكان للحزب معركة اخري هي معركة الحشد وتحفيز المواطنين للنزول خلال ايام التصويت علي الاستفتاء وهذا تم من خلال كوادرنا وقياداتنا ومقراتنا، وكان هدفنا هو المشاركة والحشد ورفع وعي الناخب بأهمية النزول الي صناديق الاقتراع علي اعتبار اننا امام استحقاق انتخابي يحدد المستقبل السياسي للدولة المصرية طوال السنوات القادمة ويحدد مصير الأمة وطريقة ونظام الحكم وقلنا للناس ان المشاركة ليست رفاهية ولا اختياراً ولا مساومة إنما هي واجب يحتمه علينا الضمير الوطني وتفرضه علينا مقتضيات المرحلة وطبيعتها. كيف تري نتيجة الاستفتاء؟ النتيجة بكل المقاييس مبهرة.. وأود التنويه الي ضرورة القفز من تلك المرحلة وطي صفحتها فقد انتهت التعديلات وأقرها الشعب صاحب السلطة الأصيلة في هذا الوطن وعلينا الانتقال الي مرحلة أخري تتعلق بالمستقبل والبناء والنهوض بالبلاد فنحن أمام دولة تحتاج الي العمل لا الي الجدل. وكيف تري دور الهيئات القضائية المنظمة والمشرفة علي عملية الاستفتاء؟ ستظل دائماً وأبداً السلطة القضائية مصدر فخر وإعزاز وثقة منا جميعاً فقد أدارت الملف بمهنية وحرفية وحيادية واستطاع المواطن ان يدلي بصوته في مناخ مستقر هادئ وبسهولة ويسر وتنظيم ممتاز وقدرة فائقة علي توفير كل آليات نجاح عملية الاستفتاء داخل اللجان. ما رأيك في دور القوات المسلحة والشرطة في تأمين الاستفتاء؟ لم نسمع طوال أيام الاستفتاء عن أي خروقات أمنية أو تجاوزات متعلقة بالنواحي الأمنية، لم نر بلطجة ولا خناقات حتي باللفظ ومرت العملية بهدوء ويسر واضح للعيان وهنا لابد وان نُرجع الفضل لأهله وهم قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة حقيقة دورهم كان محورياً وجوهرياً في توفير الأمن والأمان والاستقرار باختصار كنا أمام مشهد كرنفالي الكل أدي دوره كما ينبغي ان يكون سواء مواطناً او جنديا او ضابطا أو قاضياً: الجميع بلا استثناء كان علي مستوي الحدث. وكيف قرأت مشاركة المصريين في الاستفتاء في ظل دعوات التحريض والمقاطعة؟ المواطن المصري حر طليق ذكي وفطن لا يمكن أبداً ان يساومه احد علي وطنه او مصيره ولا يمكن لكائن من كان ان يرغمه علي فعل شيء لا يريده، وبالتالي فإن دعوات المقاطعة لم تؤثر ساكناً في قراره واختار المواطن ان ينحاز الي دولته ومستقبل بلده وتدفق امام لجان الاستفتاء علي الدستور بحرية وبلا ضغوط ودون توجيه ولديه قناعة راسخة في يقينه بانه »يفعل الصح».. وجاء تصدر المرأة وايضاً الشباب لمشهد الاستفتاء بمثابة رسالة جديدة بالنضوج وزيادة الوعي وان هناك فئات جديدة ستكون محوراً مؤثراً ولاعباً رئيسياً في اي استحقاقات انتخابية قادمة، ولعل هذا ظهر جلياً في الاستفتاء الأخير وأرقام المشاركة لم تكن مفاجأة لنا لاننا ندرك طبيعة ووعي المصريين لكنها كانت بالفعل صادمة لأصحاب دعاوي المقاطعة والمحرضين لانهم يجهلون من هو المصري وظنوا في لحظة من اللحظات انهم يقدرون علي تزييف عقولنا وتغييب وعينا ولكن هيهات لهم هذا.. وهنا أقول لهم: خاب ظنكم وفشل مسعاكم لقد فاتكم القطار. ما رأيك في حرص المصريين بالخارج علي المشاركة في التصويت؟ المصري هو المصري في كل مكان سواء في الداخل او في الخارج لا ينخدع بشعارات الزيف ولا تنطلي عليه حيل المخادعين لذا كان مشهد الاستفتاء في لجان المصريين بالخارج مفزعاً للخونة وأصحاب الأجندات والممولين من الخارج فالحشد ومشهد الطوابير امام سفاراتنا بالخارج لفت أنظار العالم وأعطي انطباعاً جيداً امام الرأي العام العالمي بوعي ونضوج شعب مصر العظيم. ما هي القوانين التي سيتم تغييرها بعد تعديل الدستور؟ هناك حزمة تشريعات سينظرها مجلس النواب خلال الفترة القادمة وأهمها القوانين المنظمة للانتخابات وتقسيم الدوائر لاننا مقبلون علي انتخابات مجلس شيوخ وانتخابات محليات وانتخابات مجلس النواب. بعد إقرار التعديلات الدستورية بتخصيص غرفة ثانية للبرلمان.. هل سيخوض الحزب الانتخابات علي مقاعد مجلس الشيوخ؟ بالتأكيد الحزب سيخوض اي انتخابات قادمة سواء مجلس الشيوخ او مجلس النواب او حتي المحليات خاصة وان حزب الحركة الوطنية المصرية لديه الكوادر المؤهلة لذلك والقادرة علي التمثيل النيابي الجيد لذا أؤكد أننا سنخوض جميع الاستحقاقات الانتخابية القادمة دون أي تردد. ما عدد اعضاء الحزب الذين سيخوضون الانتخابات في مجلسي النواب والشيوخ خلال الفترة القادمة؟ الحديث عن أعداد مرشحين للحزب سواء في مجلس الشيوخ او مجلس النواب أمر سابق لأوانه لاننا لا نعرف حتي الآن الشكل الذي ستخرج عليه القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، وبالتالي فإن الأمر برمته متروك لمعطيات المرحلة آنذاك. كيف تري المشهد السياسي والحزبي عقب إقرار التعديلات الدستورية؟ أظن ان البقاء سيكون للقادر علي خلق قنوات تواصل حقيقية فاعلة مع الجماهير.. فلن يبقي في المشهد السياسي والحزبي الا من يعمل في الشارع ويقدم خدمات حقيقية للمواطنين ويعبر عن طموحاتهم وأوجاعهم وإرادتهم ويكسب ثقتهم، وان حزب الحركة الوطنية المصرية سيكون رقماً مهماً في المعادلة السياسية والحزبية القادمة فقواعدنا وكوادرنا منتشرون في كل ربوع مصر. ما الرسالة التي تحب أن توجهها للمواطنين؟ مشهد الاستفتاء كان نابضاً بالحياة، كان فيه المواطن هو البطل الحقيقي بما لا يدع مجالاً للشك بان الشعب المصري قادر علي التحدي ولديه الإرادة الحرة للدفاع عن خياراته من اجل مصلحة مصر العليا متجرداً من الذاتية والشخصية وحب الذات.. فمشهد احتشاد المواطنين امام لجان الاستفتاء لم يكن من اجل الإدلاء بالرأي فقط علي مواد الدستور انما كان من اجل الانحياز للمسار الوطني واختيار الطريق الذي يبني به مستقبله ومستقبل ابنائه وايضاً انحيازه للاستقرار والأمن ورفضاً واضحاً لدعوات التخريب والتحريض والمقاطعة وبث الفتنة وهنا لابد وان نضرب مليون تعظيم سلام لشعب مصر لأنه السيد في هذا الوطن .. هو مصدر السلطات.. وهو الحاكم بأمره وبلا منازع.