أحيّ كلّ ثائر كلّ عابر... في سراديب المناجم كلّ ساهر حالم ..أو تائهٍ بين أساطين التّراجم يبحث عن لفظة أولي بريئة طاهرة لا حشو فيها عارية من زخرف القول و آيات البديع و العبارات الّتي- مُذ ألفِ عام ذ سُجِّلت أطوارها ثمّ انطوت- في سجنها- أحوالها و انمحت أطلالها طلعها كان استوي..غرسا جديدا في دهاليز المعاجم يشرح السّرّ المرابط خلف أدغال الظّواهر
أحيّ كل ثائر كلّ ساهر كل عابر.. يحمل الرّيح علي ظهر تقوّس و يناور.. مثل أقوام الأساطير الأوائل فالمسار حاسم منذ البداية .. أخشب ..صلد بما فيه الكفاية يشخب الجلد..بأورام دفينة في مدار الحوض..والعود تيبّس*
أحيّ كلّ ثائر ذان يدان مدّتا لطّخت كلتاهما أثخنت احداهما...ترنو لمسراها الجديد والثّانية بمداد الحبر و الصّبغ الشّديد ترسم الفجر العنيد ثم تتلو في الضّحي ديوان أحلام تجاهلها البريد و الرّائد الرّسمي العتيد * عنوانه :لا بدّ بعد الليل أن يلد الصّباح عابرا دنيا الفلك... يجتاح أوحال الشّرك قائما ذان يدان مدّتا ...أمدد يدك كي تواصل سيرك حلما يباشره الضّمير المشترك
أيها الثّائر والعابر والسّاهر أنّ للأنفاق حداّ .. هكذا .. زعم الزّعيم ..الملهم سلطان الحدود و مصوّر الآفاق أشكالا أثيمة مثل غطرسة الهزيمة داخل الأنفاق يا ما صدّقته... وروته إعلانات البهموت عندما كان يصول و يجول ..بحنوّ الصّالحين... و انتقام الفاتحين أنا ابن جلا.. أما استفتيتكم ؟ قلتم: بلي منذ البيان الأوّل وقراري سابق مستلهم ..من مدوّنة السّلام المستتبّ و الوفاق الجاهز و جوابي خارق كلّ الحجب ألا جديد .. فوق أرض البسطاء فأنا أستنسخ الفقر المورّث في جيوب الفقراء و المحادير التي وزّعتها بالعدل... و القسطاس في عيون البؤساء بيتا ..فبيتا ثمّ جيلاً بعد جيل - والفقر يسحقتمتن أبواب المدينة في صلف ويبيحها حد السّواء... فاضلة ..أو مارقة و يستمرّ توعّدا و له صفات المنذر المتهكّم رغم أنف الشعراء هل أنا وحدي؟... يضيف لست إلّا صورة من بين آلاف الصّور و كم نسخ أنا؟... في كلّ درب كلّكم مثلي... و لكن هل يكون الآن... لا ...؟
للمرّة الألف ...أحي كلّ ثائر بين عشّاق المدينة الصّاخبة أيها الحائر في دنيا الظّنون الآسرة بين مدّ ثمّ جزر في رحاب الملكوت بين سفح... و عل و براهين ..و بهتان خفيّ وسراب..و عجيب وعجاب إنّما العلّة في طرح الظّنون في مهبّ الرّيح تسري دون أخذ و عطاء فتخيّر إنّما الشّك هو الأصل..تريّث لا تراوغ وأعد صوغ السّؤال لست وحدك إنّ للآخر حلمًا واعدا..مثل أحلام المحال قابلا أن يتشكّل يترونق يتفرقع أملا...صرحًا...شظايا ..أو شرابًا سائغا خارج الوادي المظلّل سجنه عند المبيت ...و في المقيل أرقا خياما واقية مصنوعة من أرقي خيط العنكبوت كذب المنجّم والذي حكم بأمره.. دون علم سابق قبل إطلاق السّؤال الفارق سرقا السؤال...عندما سرقا سواه مثلما الطّاغوت يسرق المعني .. عقيما من رواق الجهلوت ثمّ ينثره علي حرف السّواقي الهامسة متعاليا أن ليس معنيّا بتصريف السّؤال ليس معنيّا بتحرير المقال فوق ترصيف الكلام عن الكلام من زعمه... داعي التّوازن أوّل.. هو فيصل..هو وازع يزع كحدِّ السّيف حدّ الحيفِ للتيّار مجراه..وآخر منتهاه كلّ التّفاصيل الصّغيرة عندنا لا تغيّر مبدءًا أو مشربًا كقيمة مهملةٌ ..في كيمياء البشر لا تكاد تذكر ليس لها أدني عبارة كحومة.. أو حومتين مصنع.. أو مصنعين نفر..أو عدّة أنفار بل مئات و ألوف كقطرة مفصولة عن بحرها ليس لها إشارة مآلها الزّوال في حيِّنا و حيّنا الملاصق لحيِّنا وحيِّنا البعيد كلاّ...و كلاّ ليس للأنفاق حدُّ هكذا ...أعلن عشّاق المدينة الصّاخبة سفراء السّاحة H الأولي الإباء...والفواصل الّتي جمّعها نصّ الوفاء و ميدان * إنّما حدّها.. رسم لرواية و فصول تتوالي...تافهة من نسج الميلودراما الواهية تنتهي قفلتها علي القفا...بالضربات القاضية وشخوص سائبة تبتغي نهج الغواية تسري علي غير منوال أساطير الطّفولة السّاذجة سردها يبدأ من نصف وشاية و بقايا المافيا تغشي الأزقّة في الليالي المعتمة كفريق جرذان الرّذيلة طالعة للتّوّ من حفر النجس إنّني أخشي ولازلت إذا غاب الغمام...وانحبس واستحالت عشتروت* برقع قحط أثيم مفترس كيف تستغني..ويستغنون عن طرح السّؤال المختلس
أيّها الثّائر...في دنيا الفلك إنّما فيء السّؤال حديقة غنّاء و الزّاد فيها... بلا عسس أعرافها مترامية تتلو تراتيل المطر نغما يجاوبه الوتر لحنا يصاحبه الكمان... و الكمان علي سفر يروي حكايات أخر والنّاي يرفع ما التبس لا تترك الأبواب موصدة ..دفافها والمنافذ مقفلة حتّي إذا طلع القمر وله علي أرض المدائن سطوة الجبروت تمهّل ...لا تبارح ربّما انتشرت ظلالُ عابرة... خارج الفيء النّضر عند تراويح السّحر ساحرة..و مراوغة تلهيك عن أصل الخبر فتحيد عن فصل الخطاب..المنتظر أيّها الثائر عن أسر القدر فكّ طوقك و استمرّ لا تنتحر واختر سباقك ظافرا و كن الأمين...بمن معك و ابسط جناحيك اختيارا لا تكن صقرا فقط توزر ما بعد
*الحوض: والمقصود به الحوض المنجميّ و يقع في الجنوب الغربيّ للبلاد التونسيّة وهو مهد الثورة التّونسيّة التّي اندلعت في بحر سنة 2008 الميلاديّة. * الرّائد الرسميت: المجلّة الرّسميّة للحكومة التونسية تصدر فيها الأحكام و القوانين والأوامر العليّة. *السّاحة: مكان تجمّع الشّباب الثّوري التّونسي غداة انتصار الثّورة التّونسيّة. * الميدان: مكان تجمّع الشّباب الثّوري المصري بمختلف فصائله. * عشتروت: إلهة الخصب و النّماء في حضارات ما بين النّهرين (العراق اليوم).