■ شروخ وتشققات داخل أعمدة مسجد سيدي ابوالقاسم الطهطاوى مسجد سيدي ابوالقاسم الطهطاوي، أحد أهم وأقدم المساجد الأثرية والتاريخية ليس في محافظة سوهاج فحسب بل في صعيد مصر كله، يواجه خطر الانهيار والسقوط في أي لحظة بعد أن ظهرت الشروخ والتصدعات في اغلب اعمدته منذ عدة سنوات، وأخطرَ المسئولون عن المسجد هيئة الاثار ومديرية الاوقاف بذلك الخطر الجسيم، وحضر ت بالفعل عدة لجان من الاثار خلال السنوات الماضية لكن دون عمل اي شيء حتي الان. ويوضح الشيخ أحمد محمد أحمد إمام وخطيب مسجد سيدي ابوالقاسم الطهطاوي ان المسجد به مقام العارف بالله سيدي جلال الدين ابوالقاسم المولود بمدينة طهطا، ويرجع نسبه الشريف إلي الامام الحسين بن علي ابن فاطمة الزهراء ابنة رسول الله، وكان معروفا باسم الحسيني وهو من اكابر الاولياء والعلماء الذين جمعوا بين الشريعة والحقيقة، كما يعد من تلاميذ سيدي عبدالرحيم القنائي، وقد ولد الطهطاوي في العقد الثامن من القرن السابع الهجري وتوفي في شهر محرم سنة 762 ه عن عمر 90 عاما ودفن في مسجده، ويشير الشيخ احمد إلي أن المسجد كان في البداية عبارة عن زاوية صغيرة بناها سيدي ابوالقاسم بنفسه عام 760 ودفن فيها وبعد مرور عدة سنوات جاء شيخ العرب همام عام 1165ه وجدد بناء المسجد، وكان في الأصل بستانا مساحته 30 فدانا ومع مرور الوقت استقطع الاهالي هذه الاراضي لانفسهم، وفي عام 1273ه جدد بناء المسجد لطيف باشا سليم الحجازي احد قادة الجيش المصري في عهد محمد علي. وتشير السجلات الاثرية إلي ان المسجد عبارة عن تحفة معمارية مستطيلة الشكل علي مساحة 600 متر واجمالي مساحته 1200 متر ومبني من الطوب الآجر، والواجهة لها طابع من الزخارف الكتابية والهندسية والمعمار متأثر بالطابع المملوكي والطولوني، وله مئذنة تعد من المآذن التاريخية في الصعيد ويراها القادم من علي اشراف المدينة لارتفاعها 30 مترا عن سطح الارض، ومبنية من الآجر المخلوط بالطين والحمرة، ومكونة من 4 طوابق ولها باب للصعود، كما ان المسجد يطل علي 3 شوارع والمنبر مصنوع من الخشب ويحتفظ بشكله القديم حتي الان، وللمسجد ميضأة ارضيتها مفروشة بالرخام منفصلة عن صحن المسجد وتحتاج إلي ترميم، ويتردد ان هناك بئرا وساقية بجوار الميضأة تم ردمها منذ زمن بعيد، كانت تمد الميضأة بالمياه، كما يضم المسجد مكتبة تحوي حوالي الف كتاب من الكتب القديمة ومخطوطات للقران الكريم وملحق بالمسجد مكتب لتحفيظ القرآن. ويؤكد الشيخ احمد ان بالمسجد 28 عمودا من الاعمدة الضخمة التي تعتمد عليها القبة وسقف المسجد، وقد ظهر علي اغلب الاعمدة شروخ وتصدعات في جسم الاعمدة وقواعدها مما ينذر بخطر داهم، وتم اخطار هيئة الاثار باعتبار ان المسجد من المساجد المسجلة أثريا، كما تم اخطار مديرية الاوقاف بسوهاج، وبالفعل حضرت عدة لجان من الاثار خلال السنوات الماضية، وعاينوا التصدعات الموجودة في الاعمدة، ووعدوا باتخاذ اللازم في اسرع وقت ممكن، وحتي الان لم يتم اي شيء والتشققات والشروخ في زيادة، مما يبعث في نفوسنا ونفوس المصلين الخوف والفزع من خطر انهيار اهم مساجد البلدة، لافتا إلي أن للعارف بالله سيدي ابوالقاسم آلاف الميريدين والمحبين الذين يزورونه في مولده كل عام في شهر محرم غير الوافدين عليه يوميا من ابناء طهطا والمحافظات .