لن يكون هناك نجاح لحملات أو مؤتمرات لنبذ التعصب، إلا إذا كانت النوايا حسنة، ولن تصفي النفوس إلا إذا كانت الضمائر حية. جميل.. أن تصدر توصيات تعمل بها كل الجهات، وتلتزم بها جميع المؤسسات، ويتصدي لتنفيذها المسئولون في كل الاتجاهات.. ولكن يظل السؤال: كيف؟ إصدار التوصيات سهل.. وكم يتمني المرء أن تجد طريقها لتنقية الأجواء، وترسيخ معاني الانتماء، وتأكيد كل أصول الولاء.. وهو ما لم.. ولن يتحقق إلا إذا تم نسف كلمة »الأونطة» من قاموس كثيرين ممن يتواجدون في الوسط.. ثم التخلص من »الفهلوية» الذين يعتقدون أنهم أذكي من غيرهم. مواقع الخراب الاجتماعي.. أحد أهم أسباب أزمة التعصب.. بل وكل المشاكل التي تهدد أمن واستقرار البلد.. ودون الدخول في تفاصيل »بلاوي» هذه المواقع، فإنه ينبغي عدم السكوت عليها، بقوانين تجعل كل من يروج أو يحرض، أو يهدد كيان المجتمع تحت السيطرة بعقوبات صارمة بين السجن والغرامة.. تماماً كما فعلت كل الدول التي أدركت أن مستقبلها في خطر. المأجور والمغرض والعميل.. يتحركون لأهداف حقيرة وخبيثة ولابد من تقديمهم للعدالة. جانب كبير من تدهور الروح الرياضية، وزيادة التعصب يرجع إلي مسئولي عدد من الأندية ومدربيها وإدارييها الذين لا يعرفون شيئا عن أصول اللعبة، ويحلو.. لهم أن »يهرتلوا» بتصريحات »عنترية» اعتقادا بأن جماهيرهم ستصفق لهم، وتشير إليهم علي أنهم الأبطال المدافعون عن حقوقهم. مثل هؤلاء.. ينتشرون في معظم الأندية، ويجب أن يخضعوا للمساءلة لأنهم جزء من الكارثة! لو.. أن رجال اتحاد الكرة الموقرين »عاملين شغلهم» لساهموا بشكل ملموس في الحد من التعصب الأعمي، وتدهور الذوق.. ولكنهم عادة ما يزيدون الجدل في الشارع بقرارات، تحدث انقسامات، وبعدم التصدي لأزمات تتفاقم يوماً بعد يوم، فتخلف وراءها خلافات ومهاترات.. وبقلة الحيرة أمام الأندية وبخاصة الأهلي والزمالك.. الأمر الذي يجعل الباب مفتوحاً كل وقت أمام مروجي الآراء التي »تنخور» في القيم الأخلاقية البعيدة كل البعد عن الرياضة.. وأمام كل من »هب ودب» علي مواقع التواصل ليمارس دوره السلبي. إذا كانت هناك رغبة حقيقية في تحسين الأجواء، فليس أقل من أن يلتزم إعلام القطبين بالمهنية والمصداقية.. ولتكن »بروڤة» قبل القمة.. لعل وعسي. سألت د. كرم كردي: لماذا كل هذه الصراحة الموضوعية التي ربما تحرج البعض.. فقال: الصراحة راحة »للي يعرف.. واللي عايز يعرف»! رسالتك وصلت يا دكتور.. »ومفيش أحلي من ... الصراحة».. ولامؤاخذة!