عقد المجلس الأعلي للثقافة ندوة بعنوان »العمارة والهوية في أفريقيا»، في إطار البرنامج الثقافي الذي أطلقته وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم احتفالا برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، شارك فيها عدد من المتخصصين في فنون العمارة، وأدارتها د.دليلة الكردي مقرر لجنة العمارة بالمجلس. استهلت الكردي النقاش قائلة: أفريقيا كانت البداية وستكون المستقبل، وتولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي حدث عظيم، بعد أن نهب المستعمر الأوروبي الثروات الأفريقية. ومن جانبه أضاف د.سعيد المصري، الأمين العام للمجلس: الهدف من الاهتمام بأفريقيا هو تعزير التفاعل بين المصريين والأفارقة، وإعادة النظر في رؤية المصريين نحو أفريقيا والحضارة المشتركة. أما د.سهير حواس، فتحدثت عن الجسور الثقافية بين مصر وأفريقيا قائلة: جسور الثقافة مدخل للحفاظ علي التراث الحضاري في أفريقيا، فالجسور ما هي إلا انفتاح وحركة وانتقال بما لها من انعكاس علي كل المظاهر الفكرية والمعرفية. وأضافت: العمارة والعمران من أهم ركائز التنمية الأساسية، ومن أهم الجسور التي يمكن العبور من خلالها إلي المجال المعرفي حول التراث الحضاري المطلوب التعرف عليه وتوثيقه وحمايته. ومصر لها دور كبير في مد جسور الثقافة مع البلاد الأفريقية ولها دور ريادي في فتح جميع مجالات التواصل الثقافي والحضاري من خلال مشروعات بحثية مشتركة بين الجامعات والمراكز البحثية الموجودة بالبلدان الأفريقية، وإنشاء منظمة أفريقية ثقافية للحفاظ علي التراث الثقافي الحضاري الأفريقي إسوة بمنظمة اليونسكو، فضلا عن ترجمة أهم الكتب والأدبيات الأفريقية إلي اللغة العربية وتبادل البعثات التعليمية خاصة في مجالات العمارة والعمران كركيزة أساسية في التعرف علي الثقافات المختلفة، وتشجيع مجالات الاستثمار في الدول الأفريقية في مجالات البناء والتعمير بجانب الاستفادة من صناعات التشييد والبناء المصرية في دعم وتقوية العلاقات الاقتصادية مع بلدان القارة الإفريقية. ومن جهة أخري تحدث د.هشام طاهر الليثي عن العمارة التقليدية في أفريقيا، وبدأ كلماته بعرض قصيدة كتبها طفل أفريقي تعبر عن العنصرية التي يتعرض لها الطفل الأفريقي والتمييز بينه وبين الأطفال ذوي البشرة البيضاء. ثم تطرق لموضوع حديثه قائلا: لا يجوز التعميم والتسليم بأن نمط العمران التقليدي في أفريقيا هو نمط بدائي يعتمد علي الانتقال والترحال ويتنافي مع عوامل الاستقرار وبناء المدن، فهناك نماذج عديدة تؤكد عملية الاستيطان وأن عملية الترحال جاءت نتاج عوامل أخري فرضتها الظروف المحيطة. ومن جانبه تحدث المهندس حمدي سطوحي عن الهوية الثقافية وتراث المستقبل الأفريقي فقال: هناك معلومات عن مشروع الربط السككي بين مصر والسودان تتضمن في الاتفاق علي تغيير خط سكة حديد السودان القديم واستبداله بخط جديد يناسب المواصفات المصرية، حيث يختلف قضيب السكة الحديد بالسودان تماما عن قضيب السكة الحديد بمصر، فضلا عن الانتهاء من تشكيل لجنة تنسيق عليا برئاسة وزيري النقل المصري والسوداني لمتابعة تنفيذ هذا المشروع، والتي عقدت اجتماعين حتي الآن، أحدهما بالقاهرة والآخر بالخرطوم. وأنهي حديثه قائلا: دعونا نعمل سويا في الحاضر حتي تنتج أفريقيا منتجا جديرا بأن يكون تراثا في المستقبل.