الفكرة خرجت من عقول شبابية مصرية 100% ، حيث كانت مجرد تصميم علي الورق ، ثم تحولت لواقع أبطاله طلاب كلية هندسة المطرية التابعة لجامعة حلوان ، حيث قاموا بتصنيع "سيارة هايبرد" يحركها موتور كهربائي بالإضافة الي مولد يعمل بالوقود وظيفته شحن البطاريات عندما يقل شحنها عن حد معين . شارك طلاب هندسة حلوان بسيارتهم ال " هايبرد " في منافسات ابتكارات تحمل بصمة طلاب الجامعات ، وكادوا يحققوا المركز الأول لولا حادث عارض ، جعلهم يحلون ثالثا ..لكن كيف تحولت الفكرة لسيارة حقيقية .. هذا مانحول معرفته من خلال حوارنا مع الطالب أحمد محمد حسن الطالب بالفرقة الرابعة بهندسة المطرية وأحد أعضاء فريق Helwan Hybrid racing - حدثنا عن فريق Helwan Hybrid Racing ؟ بدأ الفريق في 2016 بمجموعة من الطلبة ذوي الخبرة بفريق Helwan Formula Student بهندسة المطرية ، هذا الفريق قام بتصميم و تصنيع سيارة هايبرد بجودة عالية و تجربتها أكثر من مرة في Track للتأكد من كفاءتها و شاركوا بها في مسابقة global Hybrid Electric challenge التي تتبع منظمة Global EEE وكانت أول مرة تقام في مصر ، وكانوا متصدرين في أول لفتين و لكن للأسف حدث حادث عارض أدي لخروج السيارة ورجوعها للسباق بعد إصلاحها قدر الإمكان ؛ لتحقق المركز الثالث و حصلوا على Best Photo Award. - و كيف تعاملتم مع السيارة بعد هذه الحادثة ؟ فى 2017 تم اصلاح السيارة ، لتفادي الأعطال التى كانت تحدث نتيجة الحادث وعدلوا بعض الأجزاء في السيارة لتحسين الأداء و تفادى المشكلات وشاركوا فى GHE«-Egypt 2017 في سهل حشيش و حصلوا على أفضل فيديو عن السيارة ، بعد ذلك قام مجموعة من طلبة قسم السيارات و الجرارات في الفرقة الرابعة بتصميم وتصنيع هيكل جديد أقل في الوزن وأكثر أمانا وإصلاح الكنترول وسافر الفريق للمشاركة فى مسابقة الإمارات إلا أن السيارة لم تشارك فى السباق بسبب مشاكل في أوراق الشحن ، لكن شارك الفريق فى مسابقة الغردقة في عام 2018 و قام ببناء سيارة جديدة فى خمسة ايام قبل المسابقة وأستطاع ان يحصل على best car body graphics award & sportsmanship award ، - هل حاولتم تصنيع أجزاء معينة فى السيارة ؟ في آخر عام 2018 أستطاعنا تصنيع ضفيرة كهربائية جديدة للسيارة و تشغيل خاصية Regenerative Brakes حتى نستفيد من الطاقة المهدرة أثناء فرملة السيارة و تحويلها الى طاقة كهربائية لشحن البطاريات و بالتالي زيادة المسافة التي تستطيع السيارة قطعها خلال السباق و أيضاً تم عمل نظام توجيه جديد بكفاءة أعلى و كنا نجهز السيارة وأنفسنا للاشتراك بالمسابقة في دولة الإمارات العربية المتحدة ولكن واجهنا تأخير في صرف دعم الجامعة فلم نستطع السفر في الموعد المحدد للمسابقة والآن نحن نعمل على تطوير السيارة أكثر لأنها مشروع تخرجنا هذا العام . - حدثنا عن مراحل تصميم السيارة " الهايبرد" ؟ السيارة الهجين بوجه عام تعتمد على مصدرين للطاقة احدهما موتور كهربي و الآخر عادةً محرك أحتراق داخلي بالبنزين او بالسولار، و لها عدة أصناف تبعا لتكوينها و لطريقة عملها من الداخل و أكثرهم شيوعاً هم Series electric Hybrid vehicle و Parallel electric Hybrid vehicle و نوع سيارتنا هي النوع الاول (Series Electric Hybrid) و فكرة عملها هي أنها سيارة يحركها موتور كهربائي يأخذ طاقته من بطاريات في السيارة بالإضافة لمولد يعمل بالوقود وظيفته شحن البطاريات عندما يقل مقدار شحنها عن حد معين و أيضاً يمد الموتور الكهربائي بالطاقة اللازمة للحركة و هذا حتى يسمح للسيارة بالحركة لمسافة أطول من المسافة التي يسمح لها مقدار الطاقة بالبطاريات فقط، و الهدف من هذا التصميم هو تقليل مقدار التلوث داخل المدن ، ولأن سيارتنا مصممة للسباق ؛ راعينا خفة وزن هيكل السيارة و أيضاً حرصنا أن يلبي التصميم أعلى معايير الدقة و الكفاءة المتاحة و تقليل تأثير اي قوى تقاوم حركة السيارة، وهذا تم عن طريق تنفيذ جميع التصميمات على مختلف برامج المحاكاة مثل Solidworks و Ansys و Matlab & Simulink حتى نتأكد من أداء هذا التصميم و مدى تكامل أجزائه و أنظمته مع بعضها البعض . - كيف تمت مراحل التصنيع ؟ هذه المرحلة لنا مقدار معين من الحرية في اختيار مكونات و أجزاء السيارة حتى تكون السيارة مطابقة مع شروط المسابقة، مثل مدى قوة الموتور الكهربي و سعة البطاريات و أبعاد السيارة، أما في التصميمات الميكانيكية الأخرى مثل تصميم الهيكل و أيضاً شكل جسم السيارة و نظام التوجيه و غيره فكان لنا الحرية بالقدر الذي تتيحه لنا إمكانيات التصنيع و أيضاً دعم الرعاة لنا، فهناك عدد من العقبات تضطرنا لاستخدام مواد و أجزاء أقل كفاءة بسبب عدم القدرة على الشراء لأن كل الأجزاء الكهربائية نستوردها من الخارج، فبالإضافة الى أسعارها المرتفعة تواجهنا مشاكل أسعار الضرائب و مصاريف النقل، أما الأجزاء الميكانيكية فبنسبة كبيرة تكون متوفرة داخل البلاد و لكن تبقى مشكلة محدودية إمكانيات التصنيع قائمة ، ونتعامل مع هذه المشاكل بقدر المستطاع، فعلى سبيل المثال ، تصنيع جسم السيارة من مادة fiber Glass يتكلف 15ألف جنيه. وفي كل مراحل التصنيع ، نعمل تحت إشراف الدكتور وليد عبد الهادي و الدكتور محمود عاطف ، الأساتذة بقسم السيارات و الجرارات ، نناقشهم في الكثير من الأمور سواء كانت بخصوص تصميم السيارة أو بخصوص إجراءات المسابقة و دعم الجامعة، ولم يبخلا علينا بأي مساعدة أو نصيحة . - ماذا عن الدعم المقدم من الجامعة ؟ وافقت الجامعة على منحنا مائة ألف جنيه لدعمنا في مسابقتنا و هذا المبلغ ليس بقليل ، لكنه بالكاد يكفي لمصاريف الانتقالات و المبيت خلال أيام المسابقة و هو أيضاً غير مخصص لأي عملية من عمليات التصنيع ، وهذا يجعلنا نعتمد على دعم الشركات الخارجية فيما نحتاجه في عمليات التصنيع أو اذا كان دعم الجامعة لا يكفي في تغطية الانتقالات، أيضا دعم الشركات يعتمد على مجهوداتنا الذاتية في الاتفاق معهم و هذا يأخذ من مجهودنا و وقتنا و أيضاً الوقت بين الاتفاق مع احدى هذه الشركات و بين ميعاد موافقة دعمهم لنا و صرفه قد يستغرق ثلاثة شهور مع الشركة الواحدة و هو نفس الوقت تقريباً بين موافقة دعم الجامعة لنا و بين ميعاد صرف الدعم بسبب الدورات المستندية الطويلة و الروتين الحكومي المعتاد و أيضاً آليات الصرف لا تتيح لنا صرف الدعم كله دفعة واحدة و يتم تقسيمه على دفعات و هذا يعني المزيد من الوقت و المجهود الضائعين، نحن نقدر دعم الجامعة لنا و لكن كل هذه الأشياء التي تؤخره تجعله قد يضيع هباءً .