قصائد من ديوان العشق

اعتراف
حقاً أحبكَ إنّي لستُ أُنكرُها
وكيفَ أنكرُ بي ما اللهُ مُبديهِ
هل ينكرُ الطيرُ غصناً كانَ يحملُهُ ؟
أم ينكرُ الزَّهرُ غيماً كانَ يَسقيهِ ؟
حقاً أُحبكَ لا زالت علي شفتي
تستنزفُ الشوقَ خمراً ثمّ تسقيهِ
ما لي علي القلبِ سلطانٌ لأمنَعَه
عِشقاً بَراهُ وشوقاً باتَ يُشقيهِ
حقاً أحبُّك موشومٌ بها جسدي
فكيفَ أمسحُ وشماً عالِقاً فيهِ
أحتاج عمراً جديداً فيكَ أبدأهُ
وثالثاً باكتمالِ الوصلِ أنهيهِ
إني أحبكَ حلماً فِيَّ أزرعهُ
ومنكَ يا قبلةَ الأحلامِ أجنيهِ
لازالَ قلبي شقيّاً في تقلُّبهِ
الهجرُ يقتلهُ والوصلُ يحييهِ
هبني يتيماً وأنتَ اليومَ كافِلهُ
فامسحْ علي الرأسِ يا أغلي أمانيهِ
باقٍ علي حبكَ المكتوبِ لي قدراً
لا ردَّه اللهُ عنّي حينَ أبغيهِ
مراهقة
تجري المراكبُ وفقَ وجهةِ ريحِها
وانا أسيرُ علي هواك بلا هدي
ما بينَ أضلاعي جنونُ مراهقٍٍ
كسرَ الحواجزَ بيننا وتَمرَّدا
تركَ المذاهبَ في الغرامِ لأهلها
وانسَلَّ من قيدِ المتاحِ وعربدَا
كالبدرِ تحسدهُ النجومُ لحُسنِهِ
فإذا تَوسّطَ بينهنَّ تَسيَّدَا
وردٌ إذا ما حُلّ من أكمامهِ
فرشَ الفؤادَ بعطرهِ وتَوسَّدا
صوتٌ كأنغامِ الربابةِ ساحرٌ
سبقَ البلابلَ للقلوبِ وغرَّدا
عشرونَ مَرَّت في الحنينِ قضيتُها
ذابَ الفؤادُ بها وماتَ تَنهُّدا
يا يوسفيَّ الحسنِ مِثلُكَ لا يُرَي
حتي تُقَطَّعَ فيهِ أوردةٌ فِدي
يا قِبلةَ العينين يا مسراهما
أذّن بقلبي كي يجيئكَ مُفردا
بحر من العبرات
ما بيننا ليسَ المسافة وحدها
ما بيننا بحرٌ من العبراتِ
ونحيبُ ذكري وابتساماتٌ قضت
ونزيفُ حرفٍ واحتضارُ دواةِ
ما عدتُ أملكُ في حضورِ مواجعي
إلا الدعاءَ إذا أقمتُ صلاتي
ضاعت حروفي واستمرَّ رجيعُها
بين السطورِ يكابدُ الكلماتِ
ظمآنَ ألمحُ ألفَ ألفِ مفازةٍ
ما كنتُ ألمحُ بعدهنَّ فُراتي
كيف السبيلُ ولم تعد لي طاقةٌ
بِتعلُّلِ الزفراتِ بالزفراتِ
ما كدتُ ألمحُ في الفلاةِ بشارةً
حتي تلاها موكبُ الحسراتِ
أبكي بكاءَ المستجيرِ بنارهِ
وأردّدُ الآهاتِ في خلواتي
آهٍ علي آهٍ علي آهٍ علي
سيلٍ من الآهاتِ والأهاتِ
القميص المرتجي
تأتي السعادةُ لي تجرُّ ذيولها
مصحوبةً بالبُشرياتِ إذا أتيت
وتقول جئتكَ بالقميصِ المُرتجي
وأنا الذي ابيضّت عيوني مذ نأيت
فأجيبُها هاتِ القميصَ أشمُّه
قد ذابَ قلبي من لهيبِ( عسي وليت)
أسقيهِ ماءَ العينِ دونَ تأففٍ
حتّي يُشيرَ براحتيهِ أنِ اكتفيت
وأقولُ من فرطِ الهيامِ مصفقاً
شربَ الحبيبُ سقايتي وأنا ارتويت !!.