محمود القيسي وفؤاد يونس خلال حوارهما مع »أخبار اليوم« عودة صناعة السيارات والبنوك الفرنسية لمصر خلال الفترة القادمة فؤاد يونس رئيس مجلس الأعمال المصري الفرنسي: استثمارات فرنسية جديدة متوقعة في الطاقة الجديدة والصحة والنقل والبترول »يزور القاهرة الأسبوع الحالي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبصحبته وفد رسمي يضم بعض وزراء الحكومة الفرنسية، بالاضافة الي وفد من رجال الأعمال الفرنسيين يضم أكثر من 50 من رؤساء مجالس إدارات وأصحاب شركات فرنسية كبري، ومن المنتظر أن يتم خلال الزيارة توقيع أكثر من 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين ومجتمع الأعمال فيهما، حيث يعقد علي هامش الزيارة اجتماع مجلس الأعمال المصري الفرنسي السنوي، كما يعقد منتدي الأعمال المصري الفرنسي. وفي هذا الحوار يتحدث محمود القيسي رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بمصر، وفؤاد يونس رئيس مجلس الأعمال المصري الفرنسي عن أهمية الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي لمصر، والتي يلتقي خلالها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما يكشفان عن أهم المجالات التي تمثل فرصا واعدة أمام الشركات الفرنسية للاستثمار في مصر، وتطلعاتهم لزيادة الصادرات المصرية لفرنسا خلال الفترة القادمة، بعد أن شهدت زيادة بنسبة 19،6% خلال النصف الأول من عام 2018.» • في البداية.. كيف ترون زيارة الرئيس الفرنسي لمصر؟ - أجاب فؤاد يونس رئيس مجلس الأعمال المصري الفرنسي: الزيارة مهمة لمصر، ليس فقط بسبب العلاقات الطويلة والمتميزة بين مصر وفرنسا، ولكن لأن الزيارة لها أهمية أيضا سياسيا واستراتيجيا، كما تمتد أهمية الزيارة للناحية الاقتصادية، فنحن نشعر الآن أن المستثمر الفرنسي اصبح يعرف حجم التطور الذي قامت به مصر فيما يخص تهيئة مناخ الأعمال، خاصة بعد الاصلاحات والقوانين الاقتصادية الجديدة التي قامت بها مصر خلال آخر عامين، مما أدي لسهولة تأسيس استثمارات أو شركات في مصر، كما أن الفرصة متاحة بمصر أمام الشركات الفرنسية التي ترغب في الوصول للأسواق الافريقية. وكم يبلغ حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر؟ - أجاب فؤاد يونس: يبلغ حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر نحو 5 مليارات دولار، وقد حدثت طفرة كبيرة في هذه الاستثمارات خلال آخر عامين، كما أن لدينا علما بأن هناك استثمارات فرنسية جديدة قادمة لمصر في عدة مجالات مثل الطاقة الجديدة والمتجددة والصحة والنقل والبترول والغاز الطبيعي. وأضاف يونس: كما أن الشركات الفرنسية المتواجدة في مصر تتنوع مجالات استثماراتها سواء في الصناعات المختلفة أو تقديم الخدمات، كما ان هناك توسعات جديدة تقوم بها بعض الشركات الفرنسية العاملة في مصر. فرص واعدة وما أهم المجالات التي يمكن أن تمثل فرصا واعدة أمام الشركات الفرنسية في مصر؟ - أجاب محمود القيسي رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بمصر: من اهم هذه المجالات صناعة السيارات، حيث من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة عودة صناعة السيارات الفرنسية بمصر، وهناك مفاوضات مع شركة بيجو لتعود للتصنيع في مصر، وما يساعد علي نجاح هذه الصناعة وجود صناعات مغذية لصناعة السيارات متطورة في مصر. وأضاف القيسي: مصر تعتبر قناة التصدير لشرق افريقيا بسبب عضويتها في اتفاقية الكوميسا التي تتيح لها دخول دول شرق افريقيا بدون جمارك أو بجمارك مخفضة، وهي المنطقة التي لا تتواجد بها المنتجات الفرنسية حاليا، ويمكنها أن تتخذ من مصر منصة للتصنيع والتصدير لدول الكوميسا. أكبر المصانع الفرنسية بمصر ومن جانبه أضاف فؤاد يونس: يوجد بمصر 3 من أكبر مصانع الصناعات الغذائية الفرنسية، بخلاف الصناعات الأخري مثل الأدوات المنزلية والكهربائية والتجميل، كما ان هناك مجالات تعاون اقتصادية بين الجانبين حيث تم توقيع، كما سيتم أيضا توقيع عقود جديدة في قطاع النقل، والسكك الحديدية، والنقل السريع، ومترو الانفاق، حيث تشارك فرنسا في انشاء القطار السريع من مصر الجديدة الي مطار القاهرة » ضمن الخط الرابع لمترو الانفاق» وكذلك القطار السريع من القاهرة الي العاصمة الادارية الجديدة، كما توجد في قطاع النقل معونة فنية واستشارية مقدمة من الجانب الفرنسي لمصر وتتنوع ما بين السكك الحديدية ومترو الانفاق، وتروماي الاسكندرية، بالاضافة الي بيئة المدن المستدامة مثل العاصمة الادارية ومدينة المنصورة الجديدة، حيث يقوم الجانب الفرنسي بدراسة منظومة النقل بين مدينتي المنصورة الحالية والجديدة، كما أن الشركات الفرنسية تساهم بقوة في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر مثل توليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية، وتساهم شركات فرنسية بتمويل من بعض البنوك الأجنبية الأوروبية والوكالة الفرنسية للتنمية في انشاء محطة كهرباء بنبان للطاقة الشمسية بأسوان، ومحطة توليد الكهرباء من الرياح برأس غارب بالبحر الأحمر، وتم ضخ أكثر من 800 مليون يورو في هذا المجال خلال آخر عامين، كما ستكون هناك استثمارات فرنسية جديدة في هذا المجال، بالاضافة الي ان هناك فرصا واعدة أمام الشركات الفرنسية للاستثمار في مصر في المشروعات القومية الكبري مثل محور تنمية قناة السويس، ومن المتوقع توقيع اتفاقية مع شركات فرنسية متخصصة في بيئة الموانئ، بالاضافة الي أن هناك فرصا واعدة أيضا في القطاع الصحي، خاصة أن هناك اهتماما مشتركا في البلدين بهذا المجال، فهناك تفاوض حول انشاء مصنع في مصر لانتاج البلازما، كما أن الجانب الفرنسي مهتم بالاسهام في كل ما يخص تطبيق نظام التأمين الصحي الجديد في مصر، مثل التكنولوجيا التي ستستخدم في تصنيع بطاقات هذا النظام، وهناك تفكير من بعض البنوك الفرنسية مثل بي ان باريبا وسوسيتته جنرال، وهي التي تركت مصر منذ سنوات للعودة للسوق المصرية. وكم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ - أجاب محمود القيسي: شهدت الصادرات المصرية لفرنسا ارتفاعا بنسبة 19.6% خلال النصف الأول من عام 2018، حيث بلغت نحو 385 مليون يورو، مقارنة بنحو 322 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2017، وهو ما يمثل أعلي مستوي زيادة في الصادرات المصرية لفرنسا خلال آخر 4 سنوات.. ومن المتوقع أن تواصل الصادرات المصرية لفرنسا ارتفاعها خلال الفترة القادمة، خاصة الصادرات الزراعية سواء الفاكهة أو الخضراوات أو حتي منتجات التصنيع الغذائي، فقد شهد معرض سيال الفرنسي الذي عقد في أكتوبر الماضي حضورا مصريا مميزا، وتواجدت به منتجات مصرية غذائية مصرية كاملة التصنيع، وتم خلاله توقيع العديد من العقود بين المنتجين المصريين والمستوردين الفرنسيين. واستطرد القيسي قائلا: أما حجم الصادرات الفرنسية لمصر يبلغ 680 مليون يورو خلال أول 6 أشهر من عام 2018. اتفاقيات تعاون ما هي تفاصيل زيارة الرئيس الفرنسي لمصر فيما يخص الجانب الاقتصادي؟ - أجاب محمود القيسي : الرئيس الفرنسي سيصطحب معه وفدا رسميا من الحكومة الفرنسية يضم بعض الوزراء مثل أنييس بانييه وزيرة الدولة للشئون الاقتصادية والمالية، بالاضافة إلي وفد مرافق له يضم أكثر من 50 من كبار رجال الأعمال والمستثمرين الفرنسيين الراغبين في ضخ استثمارات جديدة أو زيادة استثماراتهم الحالية في مصر، والبعض منه سيوقع مذكرات تفاهم أو اتفاقيات، ومن المتوقع أن يتم توقيع أكثر من 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات مختلفة بين الجانبين.. ومن المنتظر أن يتم خلال الزيارة عقد الاجتماع السنوي لمجلس الأعمال المشترك بجانبيه المصري والفرنسي، بحضور المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، وأنييس بانييه وزيرة الدولة للشئون المالية والاقتصادية بفرنسا، كما سيتم عقد منتدي الأعمال المصري الفرنسي تحت رعاية د. سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، وسيتم خلاله توقع عدد من مذكرات التفاهم والعقود الاستثمارية والتجارية، بحضور الوزراء المعنيين، كما سيتم تنظيم عشاء عمل علي شرف وبحضور الرئيسين عبدالفتاح السيسي وايمانويل ماكرون، وسيحضره نحو 900 من رجال الأعمال من الجانبين. قناة السويس ومن جانبه قال محمود القيسي أنه سيتم خلال المتدي تقديم عرض فني أعدته وزارة الثقافة احتفالا بعام الثقافة المصري الفرنسي، والذي تم اختياره هذا العام احتفالا بمرور 150 عاما علي افتتاح قناة السويس، وتم تنظيم معرض بمعهد العالم العربي بباريس يحكي تاريخ انشاء القناة، وقد استفدنا في الغرفة ومجلس الأعمال من هذا الحدث وعقدنا ندوة اقتصادية بالمعرض العام الماضي وحضرها د. سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، ود. هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والاصلاح الاداري، ومن المنتظر أن ينتقل المعرض الي مارسيليا في مارس القادم، ونسعي لتنظيم منتدي اقتصادي بمارسيليا تزامنا مع هذا الحدث، خاصة بعد أن تم الاتفاق بين مصر وفرنسا علي تعظيم الخطوط الملاحية بين ميناءي مارسيليا والإسكندرية، وهو ما سيؤثر بالايجاب علي زيادة التبادل التجاري بين البلدين، خاصة بعد أن تم تفعيل الاتفاق، حيث بدأت الصادرات المصرية الزراعية تتجه لفرنسا مباشرة بعد أن كانت تذهب لايطاليا ثم تنقل بريا بالشاحنات لفرنسا، كما أن تعظيم الخط الملاحي الاسكندرية مارسيليا سيجعل من نقل المنتجات الزراعية المصرية أسهل واسرع لدول هولندا وبلجيكا واسبانيا والبرتغال، خاصة ان فرنسا مهيئة تماما بخدمات النقل، كما أن بها »سوق رانجيس» أحد أكبر وأهم أسواق تجارة المواد الغذائية في أوروبا. واختتم القيسي كلامه قائلا: أتوقع أن يتم خلال زيارة الرئيس الفرنسي لمصر حدوث اتفاق خاص بتجارة الجملة والتجزئة في مصر، لاستفادة من الخبرة الفرنسية في هذا المجال، وفي حال توقيع هذا الاتفاق وتفعيله سيكون له مردود ايجابي علي خفض أسعار السلع في مصر خاصة السلع الغذائية، لأنه سيقلل من حلقات التداول.