ملفات كثيرة ساخنة تسيطر علي سياسات الولاياتالمتحدة داخليا وعلي الاخص خارجيا لانها ستؤثر علي سياسات العالم فعلي رأس قائمة التهديدات المحتملة التي ستواجه الولاياتالمتحدة لعام 2019 انهيار الدبلوماسية النووية للرئيس ترامب مع كوريا الشمالية وينطبق نفس الشيء علي محادثات التجارة المثيرة للجدل مع الصين وتوتر العلاقات مع روسيا وسحب ترامب للقوات من سوريا وأفغانستان وسياسة حافة الهاوية النووية مع ايران وتعرض الولاياتالمتحدة لهجمات الكترونية. ويري صامويل برانين، وهو زميل بارز في مجموعة المخاطر بمركز الدراسات الدولية الاستراتيجية، أن فريق الأمن القومي الذي يعمل تحت إشراف السيد ترامب قد يواجه مشاكل خطيرة بعد عامين: »ومن المتوقع حدوث مفاجآت وأزمات في بيئة عالمية غير متحدة ومتعددة الأقطاب بشكل متزايد» من التحركات العدوانية للسياسة الخارجية الامريكية. لكن مؤيدي الإدارة يقولون إن ترامب قد أعد واشنطن بشكل أفضل مما فعله أوباما في أي وقت من الأوقات لوضع أجندة أمريكية جديدة وسط تحول في النظام العالمي مليء بالتحديات غير المتوقعة. ويقولون إن ترامب يذكر العالم بحق بأن الولاياتالمتحدة هي أقوي دولة ولها مصالحها الخاصة للدفاع عنها فالجمهوريون يرون ان سياسة ترامب سوف تجبر العالم ان يكون افضل لانه في رايهم أذاب الصاروخ الكوري الشمالي والتهديد النووي وهزم داعش في العراقوسوريا، واجبر الدول الأعضاء في حلف الناتو علي دفع نصيب عادل للدفاع.. ويرون قرار ترامب الأخير بسحب كل 2000 جندي أمريكي من سوريا الذي تم تأجيله لفترة قصيرة، مثال جيد علي تلك السياسة في التعامل مع العالم، وهو ما ينبئ بقدر من المخاوف حيث يثني العديد من المحافظين علي عقيدة الرئيس »أمريكا أولاً» التي تطالب الحلفاء التقليديين بالمزيد من العمل للأمن العالمي، وفي نفس الوقت إعادة توجيه التفكير الاستراتيجي الأمريكي بعيداً عن »حروب أبدية» مع مجموعات إرهابية صغيرة »داعش أو تنظيم القاعدة»، والتركيز علي منافسين رئيسيين هما الصينوروسيا باعتبارهما من أبرز المعادين للنفوذ والقوة الأمريكية في العقود القادمة. توترات محتملة مع الصين فرغم كل الازمات التي سببتها سياسة ترامب العامين الماضيين وعلي رأسها النزعة الانفرادية للولايات المتحدة بما في ذلك حلفاؤها فسوف تصطدم محاولة الولاياتالمتحدة للحفاظ علي موقع الزعامة في العالم بتفوق الصين الاقتصادي والعسكري ونجاحها في ان تجد موطئ قدم لها في منطقة المحيطين الهادئ والهندي عبر مبادرة »الحزام والطريق»، والتي تمد الحكومات فيهما بالتمويل اللازم لتنمية البنية التحتية علي أمل إعادة إحياء »طريق الحرير» القديم بالإضافة إلي استمرار بكين في توسيع حدودها في منطقة المحيطين وسيطرتها علي البحر جنوب شرق آسيا والذي يدفع الصين إلي مصاف الدول العظمي علي السنوات العشر القادمة ويهدد بجعل التنافس بينها وبين واشنطن كبيرا وقويا علي الاخص مع بوادر مواجهة بين تايوان والصين حيث من المتوقع ان يقوم ترامب بتقديم دعم عسكري واقتصادي لتايوان في مواجهة الصين التي اعلنت مؤخرا انها تحتفظ بخيار اللجوء للقوة لمنع استقلال تايوان كما سيسعي لتكثيف التوترات والتصعيد من خلال فرض المزيد من العقوبات التجارية والاقتصادية علي الصين قبل 1 مارس 2019، الموعد النهائي للتوصل إلي اتفاق لإنهاء الحرب التجارية الثنائية. كما يتزايد توتر العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا المتوترة اصلا بسبب العقوبات الامريكية عليها بسبب عودة موسكو للتنافس مع واشنطن في مناطق النفوذ.. حيث سيواجه العالم مخاطر سباق نووي جديد بعد ان يتخذ ترامب قراره بالانسحاب من معاهدة حظر الصواريخ متوسطة وقصيرة المدي وتبدأ واشنطن في تصنيع اسلحة وغواصات عالية التكنولوجيا وباهظة التكاليف بشكل يمكن ان يستنزف اقتصاديات روسيا إذا ارادت المنافسة معها مع احتمالات لمخاطر صدام عسكري مباشر او غير مباشر في سوريا او اوكرانيا او بولندا حيث يخطط ترامب لدعم بولندا كقوة مركزية في مواجهة روسي. أيضا ستستمر ادارة ترامب بالتنسيق مع اسرائيل من اجل مضاعفة الضغوط علي ايران وفرض عزلة دولية عليها حتي تقوض العقوبات الاقتصاد الايراني او تساعد في ضرب النظام السياسي من الداخل وسوف تستمر هذه السياسة حتي تدفعها للتفاوض من جديد علي حول اتفاق نووي جديد هذه الضغوط قد تهدد باندلاع حرب امريكية ضد ايران او أحد حلفائها في المنطقة. كما أن هناك احتمالا كبيرا لعودة التوتر مع بيونج يانج حيث من الصعوبة بمكان أن تتخلص كوريا الشمالية من ترسانتها النووية رغم ما يظهر في التصريحات من توافق وهو ما يمهد لإمكانية عودة التوتر بين البلدين وفي شبه الجزيرة الكورية.. داخليا سوف يستمر ترامب في مفاجأة حلفائه الجمهوريين قبل منافسيه الديمقراطيين مثلما حدث مؤخرا في مفاوضات الميزانية التي تسببت في اغلاق الحكومة الفيدرالية ابوابها بسبب اصراره علي تمويل الجدار العازل علي الحدود مع المكسيك وعدم وجود رؤية واضحة لقراراته ويتوقع المراقبون ان يلجأ ترامب في هذا العام مع تولي الديمقراطيين الاغلبية في مجلس النواب وقرب انتهاء المحقق مولر من اعداد قراره إلي الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ من اجل تنفيذ قراراته او لمساندته ضد اجراءات عزله.