فارق كبير بين فيلم »ليل خارجي» للمخرج أحمد عبدالله الذي مثل مصر في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي ال40 وبين فيلم »ليلة ساخنة» للمخرج الراحل عاطف الطيب ،فارق زمني »أكثرمن عشرين عاما» وفارق فني وموضوعي أيضا. التشابه الكبير بين موضوع الفيلمين لا ينفي اختلافهما، اذ تدور أحداثهما في ليلة واحدة وسط شوارع القاهرة لبطلين سائق تاكسي وفتاة ليل ،ويضيف لهما »ليل خارجي» بطله المخرج السينمائي خريج الجامعة الامريكية، وكان فيلم عاطف الطيب قد مثل مصر أيضا في مهرجان القاهرة السينمائي 1995 وحصل بطله النجم الراحل نور الشريف علي جائزة أحسن ممثل، كما حصلت بطلته الفنانة لبلبة علي عدة جوائز دولية ومحلية عن أدائها الرائع في الفيلم الذي كتب له السيناريو والحوار د. رفيق الصبان وأشرف محمد وبشير الديك. ليلة ساخنة يجسد رحلة سيد سائق التاكسي المطحون الذي يواجه أزمة مرض حماته التي ترعي ابنه المعاق بعد رحيل زوجته ويخرج ليلة رأس السنة آملا التحصل علي مبلغ ضئيل لاجراء جراحة لها ،يتقاطع ذلك مع لقائه وفتاة الليل حورية التي أقلعت عن مهنتها وتفرغت لرعاية شقيقتها لكنها تخرج تلك الليلة لاحتياجها المادي لترميم البيت الذي يؤويهما، وخلال رحلتهما يتعرضان لكافة الانتهاكات، تنطلق كاميرا المخرج الراحل في شوارع القاهرة ليلا لترصد الكثير من المتناقضات والأحداث الساخنة التي تشهدها ليلة رأس السنة كاشفة عن كثير من مظاهر الفقر والقهر التي يتعرض لها بطليه. يجتهد أحمد عبد الله في خامس أفلامه المستقلة ويجمع بين عمله كمخرج ومدير تصوير، وربما كان تلازمهما ضروريا للتعبير بشكل أصدق عن رؤيته مستخدما كاميرا يتحرك بها في مشاهد داخل وخارج التاكسي، مقدما صورة بصرية مغايرة للمدينة، يأخذنا فيها الي عشوائيات القاهرة الساهرة ليلا والخانقة بناسها وأزقتها وأغاني المهرجانات ،لايخفف منها سوي مشاهد قليلة داخل النيل،ويجتهد أبطاله بشكل كبير في تقديم أدوارهم كريم قاسم ومني هلا وشريف دسوقي. الخروج بالكاميرا الي الشوارع دعوة أطلقها قبل سنوات بعيدة المخرج الايطالي روبرتو روسوليني بتلك الموجة من الواقعية الجديدة التي أسست لسينما تقترب من الناس وتعبر عنهم مؤكدا: علينا أن نعرف الناس كما هم، وأن نحمل الكاميرا وننطلق الي الشوارع والطرقات وندخل البيوت لنلاحظ ما يدور بعيون يقظة». لكن يبقي فيلم عاطف الطيب أكثرحبكة وجمالا وإنسانية.