يبحث البشر بالفطرة عن القوي ويفضلونه، ولكن الفنلندي »أرتو بآسيلينا» اختار الضعيف صديقا ورفيقا في دربه الروائي فمع حزنه وكآبته وميله للانتحار يحمل حقائق رهيبة يسربها إلي لا وعي القارئ من خلال أحداث سريعة ومتلاحقة شكّلها في قالب كوميدي في أكثر من 35 رواية تركها عند وفاته. رحل أرتو كآخر عائلة بآسيلينا الإبداعية فمن بين سبعة أخوة بينهما فتاتان، كان فيهم ثلاثة كتاب ورسامة إضافة إليه، ترك عمله في الصحافة، واتجه للكتابة الروائية، فباع قاربه الصغير عام 1975 لتمويل روايته »عالم الأرنب البري» التي حققت نجاحا فوريا، لتبدأ مسيرة كاتب مستقل. اعتمد بآسيلينا علي الكتابة كمصدر رزق وحيد في وقت كان فيه هذا الأمر صعب للغاية، وذكرت بعض الدراسات الأكاديمية أنه الوحيد الذي ترجمت أعماله لكل اللغات، ونجحت أعماله في ألمانيا وفرنسا بذات نجاحها في بلاده وربما أكثر، وذلك بفضل أسلوبه في الروي بسلاسة وتناغم مما جعل بعض المستشرقين يشبهونه بالحكواتي.