يتسابق أفراد القوات المسلحة والشرطة للحفاظ علي أرض الوطن وحماية أمنه وسيادته ورفع رايته عالية حيث قدموا أرواحهم فداء لوطنهم وارتوت الارض الطيبة بدمائهم الزكية وسجلوا ملاحم بطولية خالدة بأحرف من نور لمواجهة الإرهاب الأسود . من بين هؤلاء الأبطال النقيب أحمد الشاذلي محمد عز 25عاما ابن قرية الاشراف مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية والذي استشهد يوم 25فبراير من العام الحالي عقب قيامه بتصفية أحد الارهابيين الذي حاول التسلل لمركز عمليات »العملية الشاملة» بالعريش. وقد التقت »الأخبار» بوالد الشهيد الشاذلي محمد عبد الرءوف عز المحامي بالنقض 56عاما ويقول إن نجله الشهيد هو اصغر أبنائه وله شقيقان عزة حاصلة علي ليسانس الآداب متزوجة ولا تعمل ومصطفي حاصل علي بكالوريوس التجارة و لقد حصل نجله الشهيد علي بكالوريوس تجارة عام 2016ثم تقدم لأداء الخدمة العسكرية وتم تجنيده ضابطا وكان سعيدا جدا لأنه سيكون أحد جنود جيش مصر العظيم خير اجناد الارض وزادت فرحته عندما تم توزيعه علي سلاح الاستطلاع والمخابرات بقيادة الجيش الثاني وعند انطلاق العملية الشاملة بسيناء تقدم بطلب لقائده لنقله الي العريش وأثناء قيامه بتأمين مركز العمليات بمدينة العريش حاول أحد الارهابيين التسلل لداخل المقر لتفجير نفسه فسارع نجلي بالانبطاح علي الأرض والزحف عليها دون أن يشعر به الارهابي وانقض عليه وقام بإطلاق الاعيرة النارية عليه فسارع الإرهابي بتفجير نفسه قبل أن يلفظ أنفاسه فأصابت الشهيد عدة شظايا والتي أودت بحياته. ويلتقط والد الشهيد أنفاسه ويقول إن نجلي الشهيد عاش رجلا ومات رجلا وعندما أصيب لم يسقط علي الأرض أو يتألم وأخذ يردد الشهادة ويضحك مع زملائه الذين سارعوا بنقله الي مستشفي العريش لإنقاذه من الموت ولكن القدر لم يمهلهم. ويستكمل قائلا إن نجلي الشهيد كان هادئ الطباع دمث الخلق شجاعا لا يهاب اي شئ عاشقا لوطنه وترابه وكان كتوما لا يتحدث عن عمله ومتدينا حريصا علي قراءة الاذكار اليومية صباحا ومساء وامتلأت عيناه بالدموع قائلا إن دموعي ليس اعتراضا علي قضاء الله ولكن الفراق صعب وابني مش خسارة في مصر ويكفيني فخرا انني والد الشهيد. وأضاف أن العقيد المنسي كان مثله الأعلي الي أن نال الشهادة مثله وعندما اقول له بعد الشر يقول لي إن الشهادة عمرها ما كانت شر بل شرف وكرامة وقد تضمنت آخر تدوينة له علي الفيس بوك دعاء بقوله »اللهم ارزقني الشهادة كما رزقتها لأصحابي» كما كانت آخر كتاباته »سيناء ابطالك معاكي مش هيسيبوكي ابدا» ويقول والد الشهيد إن الدولة لم تنسهم حيث انه تم إطلاق اسم الشهيد علي فندق الضباط بالعريش وعلي مدينة التدريب بالإسماعيلية وعلي المدرسة الاعدادية بمسقط رأسه كما دون اسمه علي النصب التذكاري بالإسماعيلية وتم توفير فرصة حج للاراضي المقدسة لوالدته. وطالب والد الشهيد، المحافظ الدكتور ممدوح غراب بإطلاق اسم الشهيد علي كوبري العبور الجديد بمدينة الزقازيق تخليدا لذكراه وتكريما لأسرته. ويقول شقيق الشهيد الأكبر مصطفي 30عاما إن الشهيد كان شعلة من النشاط مليئا بالأمل وطموحا وشجاعا لا يخاف الا الله وقد حرص في آخر اجازة له علي زيارة أقاربه ووداع أسرته وكأنه كان يشعر بأن مكروها سوف يلحق به وأنه الوداع الاخير معهم ويلتقط أنفاسه ويقول حسبي الله ونعم الوكيل في القتلة معدومي الضمير وقد احتسبناه شهيدا وأصبح في منزلة كبيرة عند الله مؤكدا أن شقيقه لم يمت لأن الشهداء احياء عند ربهم يرزقون وقد ترك لأسرته العزة والفخر والسيرة الطيبة. وأشار شقيق الشهيد إلي أن شقيقه الأصغر كان رجلا منذ طفولته والجميع كان يشهد له بالرجولة المبكرة وبتحمله المسئولية وأنه كان يعرف جيدا أنه في مواجهة الارهابيين وان الشهادة اقرب إليه من حبل الوريد. وقال إن شقيقه كان يطمئنه دائما عليه ويقول لي لا داعي للقلق وأنه وأرض سيناء بخير وان الاعمار بيد الله وأنه لن يصيبه الا ما كتب الله له .