الدورة 73 ..مصر.. صوت الحكمة في الأمم المتحدة

الرئيس عبدالفتاح السيسي فور وصوله إلى مطار نيويورك
من منطلق الإدراك الكامل للقيادة السياسية لأهمية الأمم المتحدة كمنبر عالمي لمخاطبة المجتمع الدولي بكامله والتواصل معه جاء حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، علي المشاركة السنوية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوضيح رؤية مصر الشاملة في الفترة الراهنة التي يمر بها النظامان الدولي والإقليمي بمتغيرات وتطورات متلاحقة في توازن القوي وطبيعة ونمط العلاقات الدولية والإقليمية وذلك بخلاف التحديات المشتركة التي تهدد السلم والأمن الدوليين مثل قضايا الإرهاب واللاجئين والتغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية.
زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية لنيويورك للمشاركة في أعمال الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة تأتي لاستعراض رؤية مصر الشاملة أمام قادة وزعماء العالم التي توضح المواقف المصرية الثابتة تجاه جميع التحديات العالمية بما في ذلك دعوة المجتمع الدولي للتحرك بفاعلية أكثر لاحتواء ومنع الصراعات المسلحة ومواجهة خطر الإرهاب ونزع السلاح النووي ومعالجة مكامن الخلل الكبري في النظام الاقتصادي العالمي.
كلمة مصر
بيان مصر، الذي يلقيه الرئيس 25 سبتمبر، بالجمعية العامة بنيويورك، يسلط الضوء علي أهمية تسوية الصراعات وبؤر التوتر الراهنة في المنطقة العربية التي تحولت إلي بؤر للصراع والحروب الأهلية والأكثر تعرضاً للإرهاب حيث بات واحد من كل ثلاثة لاجئين من العالم العربي.
الرئيس عبدالفتاح السيسي، سيحرص في كلمته علي التأكيد بأن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية هو التمسك بمشروع الدولة الوطنية الحديثة التي تقوم علي مبادئ المواطنة والمساواة وسيادة القانون وحقوق الإنسان وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية أو القبلية وهو المبدأ الذي يعد جوهر سياسة مصر الخارجية ومقاربتها الرئيسية في التعامل مع جميع قضايا المنطقة وعلي رأسها الأوضاع في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
للقضية الفلسطينية موقع هام في كلمة الرئيس السيسي التي تؤكد علي ضرورة الإسراع بالتوصل إلي تسوية شاملة وعادلة للقضية تقوم علي الأسس والمرجعيات الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كأساس للانتقال بالمنطقة إلي مرحلة الاستقرار والتنمية وشدد الرئيس السيسي خلال إلقائه كلمة مصر علي أن تحقيق السلام من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدي الذرائع الرئيسية التي طالما تم استغلالها لتبرير تفشيه في المنطقة.
ويلفت الرئيس في كلمته إلي قضايا القارة الإفريقية مؤكداً اعتزاز مصر بانتمائها الإفريقي وحرصها علي تعميق دورها في مواجهة التحديات التي تتعرض لها القارة السمراء والتي يأتي علي رأسها الفقر والمرض والتنمية مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته في تعزيز حق الشعوب نحو حياة أفضل، كما يؤكد الرئيس في كلمته التزام مصر بمكافحة الإرهاب والقضاء عليه بشكل نهائي وحاسم ومواجهة جذور ومسببات الأزمات الدولية الفكرية والاقتصادية.
لقاءات متعددة
وعلي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعديد من زعماء وقادة وملوك العالم الذين يشاركون في أعمال الدورة ال73 للجمعية العامة ويأتي علي رأس هذه اللقاءات الثنائية لقاؤه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيرهما.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، 24 سبتمبر، في نيويورك نظيره الأمريكي دونالد ترامب، علي هامش فعاليات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن تتناول القمة المصرية الأمريكية سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، فضلًا عن بحث القضايا الإقليمية والدولية وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمقر إقامته بنيويورك الشيخ عبدالله بن زايد، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أعرب عن اعتزازه بالعلاقات المتميزة والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والإمارات، مشيداً بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومؤكداً حرص مصر علي مواصلة العمل علي تطويرها في شتي المجالات.
وأشار الرئيس إلي أن ما تشهده الدول العربية والمنطقة بشكل عام من أحداث وتطورات غير مسبوقة يدفع بضرورة تضافر الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة محاولات التدخل في شئون الدول العربية وزعزعة استقرارها.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الشيخ عبد الله بن زايد أشاد خلال اللقاء بالعلاقات القوية التي تربط بلاده مع مصر، وما يجمعهما من مصير واحد وأواصر أخوة ومودة، مؤكداً أهمية مواصلة العمل علي تعزيز أطر التعاون بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، كما أعرب وزير خارجية الإمارات، عن حرص بلاده علي استمرار مستوي التنسيق والتشاور المكثف القائم مع مصر، للتصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة، وعلي رأسها الإرهاب، مشيراً إلي أهمية التكاتف العربي والوقوف صفاً واحداً في وجه محاولات تهديد أمن واستقرار الشعوب العربية.
وأوضح المتحدث الرسمي، أن اللقاء تطرق إلي بحث القضايا والملفات العربية والإقليمية والموضوعات المطروحة أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ خاصة ما يتعلق بالأزمات القائمة بالمنطقة.
وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات، أن لقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي كان إيجابياً للغاية.
وأضاف وزير خارجية الإمارات، عقب لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي بنيويورك، أن اللقاء شهد سبل تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات خاصة في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة سواء كانت سياسية أو أمنية، مشيراً إلي أن العمل المشترك بين مصر والسعودية والإمارات جعل هذه الدول في مكان أفضل مقارنة بالسابق، وأشار إلي أن النجاحات التي حققتها الدول الثلاث خلال الفترة الماضية تحتم عليها بذل المزيد من الجهود والعمل بشكل أكثر.
وكشف وزير خارجية الإمارات، عن أن اللقاء تناول سبل تطوير العلاقات بين البلدين خاصة تفعيل اللجان المشتركة وصب الاهتمام أكثر حول العلاقات التي تربط بين مواطني البلدين.
وحول ما إذا تطرق اللقاء إلي الحديث عن الدول الداعمة للإرهاب، قال عبد الله بن زايد، إن اللقاء لم يتطرق إلي تلك الأزمة، مشيراً إلي أن اللقاء ركز بشكل أكبر علي التحديات التي تمر بها المنطقة، وأكد الوزير الإماراتي ثقته التامة في قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادتي الإمارات والسعودية، في مواجهة التحديات، خاصة الإيرانية والجهات التي تدعمها وتأثيرها المباشر وغير المباشر علي أمن المنطقة.
كما التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم، بحضور وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي سحر نصر.
والتقي، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأعضاء غرفة التجارة الأمريكية، ورؤساء كبري الشركات الأمريكية العالمية، وذلك بمقر إقامة الرئيس السيسي بنيويورك.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي "دونالد توسك" رئيس المجلس الأوروبي، وسيباستيان كورتز مستشار جمهورية النمسا، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أعرب خلال اللقاء عن حرص مصر علي تعزيز مختلف أوجه التعاون مع الاتحاد الأوروبي في ضوء ما يجمع بينهما من روابط متعددة وقوية، فضلاً عن المصلحة المشتركة في التصدي للتحديات التي تواجه منطقة المتوسط.
ومن جانبيهما، أعرب كل من دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، وسيباستيان كورتز مستشار النمسا، عن حرصهما علي مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع مصر حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن تعزيز ودفع التعاون مع مصر علي مختلف المستويات، وذلك بالنظر إلي ما تمثله مصر من أهمية في المنطقة.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء استعرض نتائج القمة غير الرسمية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي التي انعقدت في النمسا يومي 19 و 20 سبتمبر الجاري، حيث أشاد المسئولان الأوروبيان بجهود مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكدين تقدير الاتحاد الأوروبي لهذه الجهود في التعامل مع ذلك الملف، الأمر الذي انعكس علي وقف حالات الهجرة غير الشرعية من مصر منذ عام 2016، كما أكد رئيس المجلس الأوروبي ومستشار النمسا أن مصر تعد نموذجاً ناجحاً في المنطقة في هذا الصدد تحت قيادة قوية وحكيمة.
وأضاف السفير بسام راضي، أن الاجتماع تناول كذلك ملف التنسيق العربي الأوروبي لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة، والترتيبات الجارية للإعداد لقمة الدول العربية والاتحاد الأوروبي المقترح عقدها خلال الفترة المقبلة بهدف التشاور وتكثيف التعاون بين الجانبين.
كما تطرق اللقاء إلي بحث الأزمات القائمة بالمنطقة، حيث توافقت الرؤي ووجهات النظر حول استمرار العمل علي التوصل إلي تسويات سياسية لهذه الأزمات، بما يحافظ علي المؤسسات الوطنية بالدول التي تشهد هذه الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها، حتي يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها.
وأكد سامح شكري وزير الخارجية، أن مصر تلقت العديد من الطلبات من قادة ورؤساء العالم للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي علي هامش زيارته الحالية لنيويورك التي تعد فرصة هامة يتم استثمارها لإجراء عدد كبير من اللقاءات الثنائية مع بعض قادة دول العالم وذلك بخلاف بحثه للعلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح شكري، بأنه يصعب الاستجابة لتلبية كل هذه الطلبات نظراً لضيق الوقت وانشغالات الرئيس وجدوله المزدحم أثناء الزيارة رغم الرغبة المصرية الجادة في تلبيتها جميعاً ولكن تم مراعاة التنوع الجغرافي والإقليمي والشواغل الدولية عند تحديد الجدول النهائي للقاءات.
وقال شكري، إن لقاء القمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب يأتي في إطار أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وحرص كل من الجانبين علي تنميتها مشيراً إلي استئناف مناورات النجم الساطع مجدداً الذي يعد دليلاً علي التعاون العسكري بين البلدين مؤكداً حرص القاهرة وواشنطن علي تعزيز تلك العلاقات وتعظيم عوائدها لتحقيق المصالح المشتركة علي النطاق الثنائي والإقليمي والدولي.
»مصر - أمريكا»‬
وأشار وزير الخارجية إلي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق مؤخراً علي تسليم مصر 195 مليون دولار تمثل جزءاً من المساعدات التي كان قد تم احتجازها عام 2016 وكذلك صرف مبلغ مماثل عن عام 2017 وهذا يعني أن العلاقات المصرية الأمريكية تسير في الاتجاه الصحيح وأن القضايا التي كانت مثارة بين الدولتين يتم التعامل معها من كلا الجانبين.
وأوضح شكري بأن لقاء القمة المصرية الأمريكية الذي ينعقد علي هامش اجتماعات الجمعية العامة يمثل فرصة للانفتاح والتبادل في الرؤي والتواصل بين الدولتين ويعد بمثابة إطلاق مرحلة جديدة من العلاقات مرتبطة بتعزيز قدرات مصر السياسية والأمنية واستمرار التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة.
وأوضح شكري بأن مصر تتواصل مع الولايات المتحدة بهدف العمل علي استئناف العملية التفاوضية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وكذلك يتم التواصل مع الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية مؤكداً أن أي خطوة يمكن اتخاذها ينبغي أن تنطلق من قواعد الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
زيارة الرئيس السيسي الحالية لنيويورك تزدحم بالعديد من الاجتماعات واللقاءات والنشاط المكثف الذي يتضمن لقاء الرئيس مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية وعدد من ممثلي الشركات الأمريكية ممن لهم أعمال في مصر والراغبين في إقامة استثمارات بها كما يلتقي الرئيس مع مجلس التفاهم الأمريكي الذي يضم في عضويته عدداً من رؤساء مجالس إدارات الشركات المهتمين بالشأن السياسي إلي جانب الأمور الاقتصادية والتجارية كما يلتقي الرئيس مع رئيس البنك الدولي والمجلس الأوروبي.
ال77 ومئوية مانديلا
وقد أوضح سامح شكري وزير الخارجية، خلال لقائه مع الوفد الإعلامي المرافق للرئيس السيسي في نيويورك، أن الرئيس سوف يشارك في أعمال قمة مجموعة ال77 والصين التي ترأسها مصر حالياً والتي تعد تجمعاً اقتصادياً يتم التعامل معها من منظور سياسي أيضاً حيث يتم بحث احتياجات الدول النامية في إطار القضايا الدولية مثل الحوكمة التجارية أو تغير المناخ أو برامج التنمية وتنفيذها وتحقيق مصالح الدول النامية بصورة عامة.
كما شارك الرئيس في الاحتفال الذي تم إقامته علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 24 من سبتمبر الحالي بمناسبة مئوية الزعيم الإفريقي الراحل نيلسون مانديلا لمكانته وتضحيته كرمز من رموز القارة ولاسيما أن مصر ستترأس الاتحاد الإفريقي في يناير المقبل.
وأشار السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة إلي أن عقد قمة خاصة بالزعيم الإفريقي الراحل مانديلا تحتفي بمرور مائة عام علي ميلاده ليست فقط احتفالاً بشخصه وذكراه ومسيرته ولكن احتفالاً بالقارة الإفريقية ونضالها من أجل التحرر والاستقلال وتعزيز قيم مكافحة التمييز والعنصرية كما تلقي الضوء علي التحديات التي تواجه القارة السمراء وتعظيم دور الاتحاد الافريقي ومبدأ ايجاد حلول إفريقية للقضايا الإفريقية.
مكافحة الإرهاب
كما تشهد الدورة الحالية للجمعية العامة انعقاد المنتدي الدولي التاسع لمكافحة الإرهاب واجتماع آخر رفيع المستوي لمدونة السلوك الخاصة بمواجهة تلك الظاهرة والتزامات الدول في هذا الصدد.
ووفقاً لتصريحات سامح شكري وزير الخارجية فإن الرئيس السيسي يشارك أيضاً خلال زيارته لنيويورك في قمة تغير المناخ، وأشار شكري إلي أن مصر تسير بخطي واثقة في إطار سياسات الطاقة ومساعيها لتصبح مركزاً لتصدير الغاز والتعاون في منطقة شرق المتوسط في هذا المجال وتبنيها سياسة تنويع مصادر الطاقة وتنامي الاعتماد علي الطاقة الجديدة والمتجددة والحد من التلوث.
4 مشاركات و55 قمة
وفي بيان لها، أكدت الهيئة العامة للاستعلامات، أن الزيارة الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلي الأمم المتحدة، هي الزيارة الخامسة من نوعها إلي المنظمة الدولية، حيث حرص منذ توليه رئاسة مصر في يونيه 2014 علي المشاركة في جميع دورات الجمعية العامة التي تعقد في شهر سبتمبر من كل عام، ليكون بذلك أول رئيس مصري يحضر خمس دورات متتالية لاجتماعات الجمعية العامة، بل إن زيارات الرئيس الخمس للأمم المتحدة يفوق عددها مجموع زيارات جميع قادة مصر إليها منذ إنشاء المنظمة الدولية.
وبهذه المناسبة أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات كتابًا باللغتين العربية والإنجليزية يتضمن تحليلا لنتائج زيارات الرئيس الأربعة السابقة للجمعية العامة، ويوثق لأهم ما دار فيها وارتباطه بمصالح مصر الوطنية السياسية والاقتصادية وأمنها القومي، وقد تم توزيع هذا الكتاب التحليلي التوثيقي علي وسائل الإعلام وكذلك المراسلين الأجانب وممثلي الصحف ومحطات التليفزيون والوكالات الإخبارية المعتمدين في مصر، وأيضا تمت الاستفادة به في تعزيز التغطية الإعلامية في نيويورك لزيارة الرئيس.
وأشار كتاب هيئة الاستعلامات، إلي أن الرئيس السيسي قد ألقي خلال هذه الزيارات خطبًا رسمية كان أهمها خطاباته الأربعة أمام جلسة الجمعية العامة، والتي تمثل كلمة مصر الرسمية في المنظمة الدولية، إضافة إلي كلماته وخطبه في عدد من المؤتمرات والقمم الأخري التي عقدت بمقر الأمم المتحدة خلال فترة انعقاد الجمعية العامة، كما عقد خلال وجوده في نيويورك عشرات اللقاءات مع قادة وزعماء ومسئولين وإعلاميين من جميع قارات العالم خلال حضوره لهذا المحفل العالمي الكبير.
ويرصد الكتاب عددًا من الملامح التي ميزت مشاركات الرئيس الأربع خلال الفترة الرئاسية الأولي وأثمرت في النهاية العديد من النتائج السياسية باستعادة مصر مكانتها في محيطها الإقليمي والعالمي، وشجعت المجتمع الدولي علي دعم جهود مصر السياسية والاقتصادية.
وجاء في الكتاب، أن مشاركات الرئيس في هذه الاجتماعات السنوية، جسدت الإدراك الكامل لأهمية هذا المنبر العالمي لمخاطبة المجتمع الدولي بكامله، والتواصل معه، وعودة صوت مصر علي أعلي مستويات القيادة إلي منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأكيدًا لاهتمام مصر بدور المنظمة الدولية وضرورة تعزيزه واستعادة تأثيره في النظام الدولي علي الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خاصة في الفترة الراهنة التي يمر فيها النظام العالمي بتغييرات متتالية في توازن القوي وطبيعة ونمط العلاقات الدولية.
ويرصد كتاب هيئة الاستعلامات، استثمار الرئيس السيسي وجوده في نيويورك لعقد عدد كبير من اللقاءات والاجتماعات الجماعية والثنائية مع قادة وزعماء من مختلف قارات للعالم، وكذلك مع العديد من المسئولين في المنظمات الدولية وممثلي الدول الأخري في اجتماعات المنظمة الدولية، بلغت نحو 55 قمة.