فيلم يوم الدين.. وقع عليه اختيار لجنة ترشيح الأفلام للأوسكار، من بين خمسة أفلام، رغم أن هناك من الخمسة أفلام ما نال إعجاب النقاد، إلا أن اللجنة لعبت في اختيارها ليوم الدين علي الرصيد الذي حصده في مهرجان كان العام الماضي، فالعالم الغربي له رؤية للأفلام الواقعية التي تنبش في الجذور، وتفضح الواقع المؤلم، لذلك تم اختيار فيلم يصور حياة مرضي الجذام في مصر وقد أُخرج بأسلوب غير مألوف، ولكنها لا تمس الواقع من ناحية المجتمع الذي جُسد الواقع في صورة فقر مدقع وصحاري وقري يتيمة بالإضافة إلي مشاهد النفايات والفقر والتسول والملابس الممزقة المُهلكة التي توحي بالبدائية والجهل الذي جسد محرمات المجتمع وصورت جسد الرجل مشوها ومبتورا يظهر في شكل مرعب. استقرت لجنة ترشيح الأفلام المصرية المُرشحة للأوسكار والمكونة من 38 عضوا من أبرز السينمائيين والنقاد، جاء اختيار اللجنة في قائمة تضم 5 أفلام وهي » يوم الدين» إخراج أبو بكر شوقي، »أخضر يابس» إخراج محمد حماد، »فوتو كوبي» إخراج تامر عشري، »زهرة الصبار» إخراج هالة القوصي، وخامسها »تراب الماس» إخراج مروان حامد. بعد خمس سنوات شهدتها مصر في الأوسكار وعدم وصول أي من الأفلام المصرية للتصفيات النهائية للمنافسة للحصول علي جائزة أفضل فيلم يعود المخرج الشاب »أبو بكر شوقي» بأمل جديد بعد اختيار فيلمه » يوم الدين» لينافس علي الجائزة الاشهر في العالم ممثلا للسينما المصرية بعد حصول هذا الفيلم علي 26 صوتا وبعده »أخضر يابس» 16 صوتا ويليه »فوتو كوبي» صوتين، »تراب الماس» صوتا واحدا فقط وبناء علي هذا يُصبح فيلم »يوم الدين» إخراج أبو بكر شوقي هو ممثل السينما المصرية في مسابقة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية. يعتبر فيلم يوم الدين هو أول فيلم روائي طويل بطولة »راضي جمال» و»أحمد عبد الحافظ»، إخراج »أبوبكر شوقي» يعرض الفيلم حياة مرضي الجُذام؛ تلك القضية التي يواجه أصحابها العديد من المشكلات في المجتمع والفيلم مقتبس من قصة حقيقية عن »راضي جمال» شُفي بعد تلقيه العلاج في مستعمرة الجُذام بأبو زعبل وتدور أحداث الفيلم حول »بشاي» وهو رجل شُفي من مرض الجُذام لكنه لا يزال يحمل آثار المرض في جسده؛ وبعد وفاة زوجته يقرر »بشاي» أن يخرج من هذه المستعمرة حيث أهملته عائلته وهو صغير للبحث عن جذوره في جنوب البلاد. ويترك »أوباما» وراءه الميتم المجاور الذي نشأ فيه، لينطلق مع صديقه علي متن عربة يجرها الحمار »حربي» عبر أنحاء مصر في اتجاه محافظة قنا في مصر ويغادر علي حماره ويصاحبه »أوباما» وهو صبي نوبي يتيم يرفض أن يترك بشاي بمفرده ويريد أن يصاحبه ويخرج الاثنان من المستعمرة علي الطريق في رحلتهما. أول عرض جماهيري للفيلم قرر مخرجه أبو بكر شوقي أن يكون محافظة المنيا التي شهدت العديد من حوادث العنف الطائفي والسبب الآخر أن بطل الفيلم، راضي جمال، وهو مريض جذامٍ حقيقي، ابنُ محافظة المنيا، يعرض شوقي خلال أحداث فيلمه الروائي الأول حكاية بشاي الذي تركته عائلته بسبب مرضه، ثم قرر مغادرة العالم الصغير الذي تربي وعاش فيه سنين طويلة، مستعمرة مرضي الجذام، ليكتشف عالماً أوسع بكثير، هو مصر الصاخبة المليئة بالبشر والأحداث والحكايات. عُرض »يوم الدين» عالميا أول مرة في مهرجان كان السينمائي الدولي، بحضور مخرجه أبو بكر شوقي منافساً علي جائزة السعفة الذهبية، وفاز بجائزة فرانسوا شاليه وكان اختيار الفيلم للمشاركة في مهرجان كان في مايو الماضي مفاجأة للكثيرين، لسببين رئيسيين، أولهما أن العمل نفذ بهدوء شديد، ودون دعاية ضخمة كحال باقي الأفلام المصرية التجارية، ثانيهما أن بطل الفيلم ليس لديه أي خبرات تمثيلية سابقة، كما لا يحوي العمل وجوهاً فنية معروفة.