رحلة «كسوة الكعبة» من مصر إلى السعودية ظلت مصر لقرون طويلة ترسل كسوة الكعبة المشرفة إلى السعودية، إلى أن أمر الملك عبدالعزيز آل سعود، بتأسيس «دار كسوة الكعبة» داخل المملكة العربية السعودية عام 1963.. ول«المحمل» الذي يحمل كسوة الكعبة المشرفة ويخرج مع الحجيج من مصر إلى الأراضي المقدسة، حكايات متعددة.. نرصدها في السطور التالية: وعن المحمل تكشف «الأخبار كلاسيك» بمجموعة من الصور النادرة من أرشيف مؤسسة أخبار اليوم، الاحتفالات التي كانت تصاحب الموكب، والذي كانت تنطلق من حي «الخرنفنش» بشارع المعز بالجمالية بوسط القاهرة، حيث كان يصنع هناك. الديباج الأسود كانت كسوة الكعبة، توزع في عدة صناديق على الجمال، أما الجمل المقدم فهو صاحب المحمل، وكان المحمل عبارة عن إطار مربع من الخشب هرمي القمة، له ستر من الديباج الأسود عليه كتابة، وزخارف مطرزة تطريزًا فاخرًا بالذهب على أرضية من الحرير الأخضر أو الأحمر. يطوف المحمل شوارع القاهرة، يوم ال23 من شهر شوال من كل عام في احتفالية كبيرة، يحضورها الخديوي وكبار رجال الدولة وشيخ الأزهر، من مصطبة المحمل بالقلعة، مع إطلاق المدافع طلقتها في توديعه، حيث يشق شارع المعز، ثم سوق المرحلين بالريدانية المعروف حاليًا بحي العباسية، ثم يتابع المحمل سيره حتى يصل إلى بركة الحاج، وهي منطقة في عين شمس. سدنة الكعبة وكان لمفتاح الكعبة كيس خاص بها وكان يعطي ل«سدنة الكعبة»، وهو الشخص المنوط به العناية بالكعبة والقيام بشؤونها من حيث فتحها، وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوته، هذا المنصب لا زال قائماً من أيام قصي بن كلاب سيد قريش إلى عصرنا الحاضر. كسوة الكعبة ظلت مصر منذ عصر الفاروق عمر بن الخطاب، ترسل كسوة الكعبة مرور بالدولة الفاطمية، حتى توقفت من عام 1807 بالتحديد في عهد «محمد على باشا»، ثم عادت مرة أخرى في عام 1813. العرض العسكري وفي عام 1909 وبالتحديد في عهد الخديوي عباس، كان المحمل، يصنع من الحرير المزركش بالقصب في مصنع دار كسوة الكعبة بحي الخرنفش، وكان يرتدي مأمور الكسوة زيه الرسمي، وخلال فترة جلوس آخر ملوك مصر من الأسرة العلوية الملك فاروق، على العرش كان ينوب عنه «عثمان محرم باشا»، خلال العرض العسكري لسفر المحمل، ويسلم عثمان عقود الجمل لأمير الحج وقتها عبد اللطيف محمود بك، الذي يحني ليقبل المقود. تاريخ عرض الكسوة يذكر أن تاريخ عرض الكسوة على محمل يطوف بمصر يعود إلى عهد شجرة الدر، زوجة السلطان صالح نجم الدين أيوب، آخر سلاطين الدولة الأيوبية، والتي كانت تعد لنفسها هودجا فوق جمل تجلس فيه، وهى في طريقها إلى الأراضي الحجازية للحج، وكانت تمر بالأماكن المهمة في طريقها حتى يعلم الناس أن موعد الحج قد حان.