عبدالله حسن يتوافد ملايين المسلمين هذه الأيام من مختلف بقاع الدنيا الي المملكة العربية السعودية وقلوبهم تهفو لتأدية مناسك الحج وزيارة الاماكن المقدسة التي زارها الرسول عليه الصلاة والسلام والتي شهدت بداية ظهور الاسلام. ابتداء من غار حراء الذي كان يخلوفيه الرسول الكريم الي نفسه يتأمل في الكون ويحاول معرفة أسراره، وهويعلم في قرارة نفسه أن وراء هذا الكون الفسيح إلها قادرا علي كل شيء، حتي بعث الله اليه الوحي متمثلا في سيدنا جِبْرِيل عليه السلام الذي نقل اليه الرسالة التي تدعوالي الدين الاسلامي الحنيف ليكون هوالنبراس المضيء لبني البشر منذ اكثر من 14 قرنا حتي قيام الساعة . نفوس المسلمين وهم يتجهون هذه الأيام الي تلك الأماكن المقدسة تهفولزيارة الاماكن التي شهدت ظهور الاسلام ومعاناة الرسول الكريم واصحابة لنشر الدعوة الاسلامية والخروج بالناس من الظلمات الي النور، وتعرض الرسول واصحابه الي الايذاء من المشركين الذين رأوْا في الدين الجديد خطرا داهما يهدد معتقداتهم الجاهلية وأجبروه علي الهجرة من مكة الي المدينة لنشر الاسلام في ربوع الجزيرة العربية، وكانت الغزوات التي خاضها الرسول وأصحابه جهادا حقيقيا لنصرة الاسلام والمسلمين علي اهل الكفر والضلال وكان نصر الله حليفهم وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل الدين الاسلامي الحنيف، وكان الجهاد من أجل نشر الإسلام وإحقاق الحق هوالطريق الذي سلكه الرسول الكريم والصحابة في صدر الاسلام وكان هوالنهج الذي سار عليه المسلمون حتي الآن علي الرغم من تطور وسائل القتال والاتصال التي نشاهدها في العصر الحديث إلا ان العقيدة تظل راسخة في قلوب المجاهدين الذين يضحون بأرواحهم ودمائهم من أجل إرساء الحق والعدل بين بني البشر ومقاومة الظلم والطغيان . وحين يتوافد ملايين الحجاج الي جبل عرفات ليلة عيد الأضحي ويتمكن البعض من صعود الجبل أسوة بالرسول الكريم ويتوجهون الي السماء بالدعاء فإنهم يشعرون بالقرب من الله عز وجل ويبتهلون وتتعالي اصواتهم بالدعاء والتكبير ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ) . الحجيج تركوا وراء ظهورهم متاع الدنيا وهم يعلمون انه متاع زائل وصعدوا جبل عرفات واستعدوا لاستكمال مناسك الحج أسوة بالرسول الكريم وسعوا بين الصفا والمروة ورموا الجمرات في وجه إبليس، وطافوا بالكعبة سبع مرات وزاروا وعاشوا في أجواء مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وقضوا عدة ايام تظل محفورة في ذاكرتهم، وحين يعودون الي ديارهم تظل هذه الذكريات محفورة في أعماقهم حتي يلقوا وجه ربهم الكريم .