الهوية البصرية بالاقصر .. هل تتكرر في المدن السياحية "أفكار خارج الصندوق".. هذه الجملة يتشدق بها الكثيرون في مصر.. وفي قطاع السياحة.. تعد تلك الجملة الأكثر استخداما بعد ثورة يناير من الوزراء وكبار المسئولين بالوزارة والقطاع الخاص.. لكن وبكل أسف لم تغادر هذه الجملة صندوق التصريحات والكلام فقط.. ومع تعاقب الوزراء ورؤساء الهيئات خاصة التنشيط ومسئولي الاتحاد والغرف والجمعيات السياحية.. لم نجد فكرة واحدة خارج صندوق الشعارات والكلمات.. بل إن بعض المسئولين يعرضون أفكارا قديمة علي انها حل سحري جديد ومبتكر لمشاكل السياحة.. !! وبدا الشك يتسلل للجميع بأنه لا يوجد صندوق أصلا ولا أفكار خارجة ولا داخلة وكله بيعمل بالدفع الذاتي.. لكن مشاركتي في جلسات مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة اليومين الماضيين.. حطمت هذا اليأس وأظهرت للجميع أن هناك وبحق أفكارا عبقرية خارج كل صناديق القطاع السياحي.. بأجنحته المتعددة الحكومية والخاصة.. وتبين أيضا أن الأفكار العبقرية ليس شرطا أن تكون مكلفة أو تحتاج لخبراء ومستشارين ولجان وشركات وخلافه.. فقط تحتاج إرادة للوصول إلي تلك الأفكار وتحقيقها علي أرض الواقع. غادة وياسمين والي.. فتاتان من الجامعة الألمانية.. عرضتا فكرة قد تبدو بسيطة لكنها عبقرية.. لخلق هوية بصرية بل وسمعية لمصر ومقاصدها ومدنها ومحافظاتها خاصة السياحية منها.. تلك الهوية تعتمد وببساطة شديدة علي اختيار لوجو وتصميمات لكل ما يميز كل مدينة سياحية تحمل طابع ومزايا تلك المدينة.. ممزوجة بروح عصرية.. وقد بدأت الجامعة الألمانية بالفعل تطبيق تلك الفكرة بمدينة الأقصر بتعاونها مع محافظها محمد بدر صاحب الخبرات السياحية السابقة.. وخرج المنتج أكثر من رائع ورغم بساطة الفكرة الا أنه بكل تأكيد تساهم في الترويج السياحي للمدينة بل وزيادة التدفق. وعلي الفور تفاعل الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الفكرة بمجرد عرضها باختصار من قبل الفتاتين بمؤتمر الشباب.. بل وتضمنت توصيات المؤتمر التي أصدرها الرئيس بتكليف مجلس الوزراء وبالتنسيق مع القوات المسلحة بوضع تصور لتعميم الفكرة علي كل محافظات مصر وعرض الخطة علي الرئيس خلال 3 أشهر.. ومن خلال متابعة ردود أفعال البعض بقطاع السياحة علي الفكرة تجد العجاب.. فهناك من سخر من الفكرة حتي قبل معرفة تفاصيلها.. وهناك هواة خلط الأوراق والصيد في الماء العكر المتشائمون من كل جديد او ابتكار بأنه لن يفيد السياحة.. بل وهناك من انتقد تكليف القوات المسلحة بتنفيذ الفكرة ولم تكلف وزارة السياحة مع نسج قصص وروايات مرضية حول هذه الفكرة. ومن جانبنا نؤكد ان الفكرة بالفعل تخدم السياحة وتعد عملا منظما يعطي شخصية للسياحة المصرية وهوية تنبع من طبيعة كل مقصد تتماشي مع مزاياه.. اما قصة تكليف القوات المسلحة ففي رأيي هذا اهم ما في التوصية.. فالقوات المسلحة لا تعرف الهزار أو التراخي وتنفذ ما تكلف به في أسرع وقت وبأفضل جودة.. اما المضمون فمتروك لمجلس الوزراء.. وفي رأيي تكليف مجلس الوزراء أشمل من تكليف السياحة وأسرع إنجازا.. ولمجلس الوزراء أن يستعين بوزارة السياحة ومعها من يراه من الوزارات وكل وزارة تضع خطتها ورؤيتها لتصب في النهاية في بوتقة واحدة تخرج منتجا متميزا يليق بمصر.. وهنا نؤكد أن الجامعة الألمانية وكما قال رئيسها بالقاهرة أشرف منصور تهدي لمصر استخدام الهوية البصرية والملكية الفكرية لهذا الشعار لمصر وتتمني عمل نفس الأمر بباقي المحافظات.. إذن لا حجة أو سبب يعوق الاستعانة بالجامعة الألمانية وخبرائها وطلابها الذين نفذوا تجربة الأقصر لتعميم التجربة. وتقوم فكرة مشروع "الهوية البصرية لمصر" علي تصميمات تناسب كل محافظة, وكل حرفة أو قطاع داخل مصر, علي أن يكون هدفه الدعاية لمصر والترويج السياحي لها وكما شاهدنا بالمؤتمر التصميمات المعروضة تخظف البصر فعلا وتعد ميزة لا تنسي.. بل إن هناك فكرة رائعة بإعداد دليل زيارة متكامل لمصر لمدة 48 ساعة لسياحة الترانزيت بمطار القاهرة او السفن العابرة. وبنظرة علي مشروع الأقصر كنموذج نجد انه يظهر المدينة بشكل تاريخي للمهتمين بتاريخها وحضارتها العريقة.. وشبابي وعصري في نفس الوقت من خلال وضع لوجو للمدينة يكشف أثريتها وبألوان وتصميم حديث متطور.. وبدلا من ان ينظر للمدينة أنها أثرية تجذب كبار السن فقط.. تصبح نموذجا لجذب الشباب مع تثبيت عملية التسويق وعدم تغيير اللوجو كل فترة.. والفكرة عمل بها أكثر من 300 خبير من الجامعة الألمانية مصريين وألمان لوضع تصور لتطوير المحافظة بالكامل بل وتدشين موقع إلكتروني يتضمن كافة مواقع المحافظة بثلاث لغات العربية - الإنجليزية – الصينية. والشعار الجديد للأقصر تم تصميمه مستوحي من هوية المدينة الفرعونية في كتابة كلمة الأقصر باللغة الإنجليزية LU(Oک فحرف L يمثل رؤية معمارية للمدينة بزاوية قائمة.. وحرف U مستوحي من ممرات المعابد والحياة الأبدية و( تلاقي الشط الغربي والشرقي من خلال النيل.. وO ترمز ل "الشمس والنيل " كمصدر للحياة, وک عين حورس. وكما يقول أشرف منصور إن الهوية البصرية أو التسويقية عميقة لأن مصر فيها آثار عظيمة للغاية وإمكانيات غير محدودة وكانت تحتاج إلي رؤية للتناول والتعاون لافادة كل محافظة علي حدة وليس الأقصر فقط.