الملك فاروق رحل الملك فاروق، آخر ملوك الأسرة العلوية، عن مصر معلنا انتهاء من العصر الملكي لتبدأ مرحلة جديدة وهي العصر الجمهوري، وفي الذكري ال65 لثورة 23 يوليو 1952، التي قام بها مجموعة من الضباط الأحرار وتزعمهم اللواء محمد نجيب، مطالبين بتنحي الملك فاروق، عن عرش مصر، يرصد موقع »الأخبار كلاسيك« اللحظات الأخيرة قبل وبعد توقيع الملك فاروق، علي وثيقة التنازل عن العرش. ننشرها في ثلاث حلقات، حسب ما جاء في جريدة أخبار اليوم علي متن صفحاتها في عددها الصادر في 2 أغسطس 1952؛ وبدأت الحلقة الأولي من أحداث تنازل فاروق، عن العرش، في تمام الساعة الثامنة من صباح يوم السبت الموافق 26 من يوليو 1952 عندما دق جرس هاتف رئيس الوزراء علي ماهر، في غرفته في فندق سان استيفانو، وكان المتحدث وقتها الملك فاروق، حيث قال: إن الجيش يهاجم القصر من ناحية الجراجات، وأن مدافع أطلقت قذائفها، وأن النجومي باشا، نائب كبير الياوران، ذهب يستفهم عما حدث فأخذه الجيش أسيرًا.
وأسرع علي ماهر باشا، إلى قصر رأس التين، وكان الملك ينتظره وروي له ما حدث وتدخل رئيس مجلس الوزراء وأوقف إطلاق النار، ثم ذهب إلى مكتبه في بولكلي، واستقبل اللواء محمد نجيب، حسب موعد متفق عليه في اليوم السابق، وسلم محمد نجيب، إنذار الجيش للملك بالنزول عن العرش.
وعرض رئيس الوزراء نتائج اللقاء على الملك فاروق، فرد قائلا: أنا لست جبانًا، أنا سأقاوم أنا عندي عدد من الحرس ومدافع أكبر من مدافع الجيش المصري.
فرد عليه علي ماهر: هذا ليس هو الوضع؛ المسألة أن الجيش عنده العديد من العساكر، والمدافع وأنت أيضا، إنني لا أرضي لك أن تتسبب في حرب أهلية، أعلم أن الجيش يقوم الآن بحركة يؤيدها الشعب كله ويباركها، ولا أريد لك أن تقف ضد الشعب، وبعد مناقشات طويلة اقتنع فاروق، بأن من مصلحته أن يتنازل عن العرش، ثم سأل: هل أستطيع أن أخذ ابني وبناتي وزوجتي معي؟
فأجاب رئيس مجلس الوزراء: هذا ممكن، ثم سأله هل ستسافر في طائرة أو في باخرة، فقال الملك: أفضل السفر بالمحروسة، ثم طلب أن تصاحبه حراسه من المدمرات، فقال علي ماهر: ستصحبك المدمرات إلي المياه الإقليمية فقط، ثم قال الملك: أريد أن تحضر في وداعي، وأن يكون كذلك سفير أمريكا في وداعي، فأكد له رئيس الوزراء أن توديعه سيكون بالإكرام اللائق.
ثم قال رئيس الوزراء له وهو يودعه: سأرسل وثيقة النزول لتوقعيها جلالتك، فقال الملك: أرجو أن يكون النزول على ورقة لائقة وأن يكتب بصيغة تحفظ كرامتي، فوعده علي ماهر، بذلك.
في الحلقة الثانية نعرض كواليس أعنف مقابلة بين رئيس مجلس الوزراء في حقبة الخمسينيات علي ماهر باشا، وآخر ملوك مصر الملك فاروق.