عبدالمجيد الجمال استرد الله الأربعاء الماضي وديعته بعد106سنة فاختارلجواره عالم الحديث الشريف الشيخ الحنفي الأزهري معوض عوض إبراهيم الذي دَرَسَ بالأزهرعلي يدي إئمة كبار وصَاحَبَ عُلماء أعلام وبدأ رحلته الدعوية من بورسعيد ومن ثم طاف بها بلاد إسلامية كثيرة . التحق بالأزهرعام1926وتخرج في كلية أصول الدين1939وحصل علي تخصص الدعوة بعد عامين وعمل واعظاً بأسوان والفيوم ثم بورسعيد التي انطلق منها للبلاد الإسلامية ينيرها بدعوته وينشر علمه. عرفته طفلا يصحبني المرحوم والدي للمساجد ومحافل علمه حيث كان يستضيفه كبار القوم والمسئولين وكان يلهب مشاعر الوطنيين بِخُطَبِه التي كان يساند بها كفاح الفدائين ضد الانجليز الذين كانوا يتعقبونه ويحميه الأهالي. وخلال عملي الصحفي بالكويت كانت زوجتي علي صلة وثيقة بأسرته فعادت علاقتنا وظللنا نتزاور حتي بعد عودته، كان والمرحومة زوجته تحل البركة في ركابهما ربما لتربيتهما الأيتام ومداومة الخير وهو دأب أهل بيته للآن. مكتبتي مرصعة بمؤلفاته ودواوين شعره التي نشر عباس العقاد أوائل قصائدها بجريدته "الرسالة" بعد استشعاره موهبته. وحتي بعد تخطيه المئة وكَفَ بصره ظل يؤلف فكتب" من نفحات القرآن" و "فلسطين كيف نستردها عربية مسلمة" وغيرهما. ابتعثه الأزهر للوعظ والتدريس في لبنان والأردن وانشأ المعهد الديني باليمن وبورسعيد ثم عمل محاضرا بكلية أصول الدين بالقاهرة ومدرسا بكلية الشريعة بالرياض وكلية الحديث النبوي بالمدينة المنورة واختاره وزيرالأوقاف الكويتي خالد الجسار لرئاسة قسم الدعوة فأصدر عديدا من الكنوز الإسلامية التراثية والمؤلفات الحديثة. كان عف اللسان يحترمه ويحبه كل من تعامل معه فلم يَذِم أو يهجو أحدأ ولم يَتَهِم يوماً من خالفه بشركٍ ولم يَرْمِ مُعَارِضٍ لآرائه بِكُفْر. زاره مفتي الديار المصرية السابق الشيخ د.علي جمعة ببيته وحرص الإمام الأكبر الشيخ د.أحمد الطيب علي تكريمه حياً وأَمَ صلاة جنازته ورثاه بأسي وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة.