لم تتخيل ثناء أن تتحول حياتها الى جحيم وكابوس مظلم وآلام لاتنتهى ودموع لاتجف ليلا ونهارا بسبب قصة حب فاشلة عاشت فيها أحلام وردية، ورسمت لنفسها الكثير من الخطط المستقبلية مثلها مثل جميع الفتيات اللواتى فى مثل عمرها تمنت الزواج والارتباط من الشخص الذى دق له قلبها وأحبته عينيها من أول نظرة، وأنجاب البنين والبنات أحلام بسيطة لم تتوقع ان تكون هذه الاحلام هى سبب تعاستها مدى الحياة بعد أن دفعت ضريبة حبها ثمنا غاليا كلفها الكثير من حياتها. ثناء فتاة رقيقة ذو ملامح ملائكية تتمتع بصفاء قلب وطيبة تجعل من يراها يشعر بالراحة النفسية فى التعامل معها لان روحها البريئة المرحة طبعت على ملامح وجهها، على قدر متوسط من التعليم لكنها تمتعت بذكاء وفطنة شهد لها الجميع من الاقارب والاهل والاصدقاء، من أسرة بسيطة الحال تعيش باليوم بيومه، لكنهم لم يشعروا بالفقر مطلقا بسبب حالة الرضا التي تملأ قلوبهم، توفى والدها قبل أن تتم عامها الاول، فلعبت الأم دور الأب، عملت ليل نهار من أجل توفير لقمة العيش لها ولشقيقها لم تشتك أو تتعب أو تكل من الحمل الذي زاد وثقل، ومع ذلك زادها أصرارًا وعزمًا على تحدى الصعاب ومواجتهتها فى أشد الظروف القاسية من أجل عيون أبنائها خاصة ثناء التى كانت دائما تحنو على والدتها وتساعدها وتقدم لها يد العون دون تعب أو ملل, حتى كبروا الابناء وأصبحت ثناء عروسة جميلة تشبه الوردة المفتحة فى بستان الزوهور، كل من يراها يتمنى أن يرتبط بها، مرت الايام والشهور حتى وقع أبن خالها فى حبها وهام عشقا بها حاول بشتى الطرق أختراق قلبها والاستحواذ عليه وعلى مشاعرها، ولانها تربت على القيم وأحترام العادات والتقاليد طلبت من أبن خالها أن يتقدم إليها رسميا خاصة بعد أن تدخلت جدتها تمهد الامر للام، وكانت المفاجأة التى قلبت الموازيين هي زوجة خالها رفضت طلب ابنها بل وعارضت بشدة زواجه منها، وحذرته أكثر من مرة لفارق المستوى الاجتماعى بينهما لم يقتنع الابن بكلام أمه ولم يأخذ بنصيحتها وظل قلبه متعلقا بحبيبته، وعندما عرفت والدة ثناء بالامر غضبت بشدة وطلبت من ابنتها ونسيان الأمر والتركيز في دراستها، وتتوالى المفاجآت؛ تقدم شاب أخر لخطبتها، ووافقت عليه الأسرة، وبدأت العروس تستعدى لحفل الخطبة، وجاءت زوجة خالها تبارك ولكن على طريقة ريا وسكينة، الحقد والغل يسكنان قلبها، وفى اليوم التالى ذهب اليها أبن خالها ومعه الهدية التى سوف تشفى غليله وتبرد نار قلبه "جردل" به ماء نار مخلوط فيها مادة كاوية ومواد تساعد على الاشتعال، ولسوء حظ البنت المسكينة بمجرد سماع طرق على الباب ذهبت مسرعة، وكانت الصدمة التى هزت الجميع وأبكت العيون، وبلا سابق انذار رمى الشاب ما يحمله فى وجه ثناء لتحترق بالكامل أمام أعين أمها المسكينة التى حاولت بشتى الطرق أنقاذها دون جدون فكل من كان يقترب منها يحترق على الفور، وبعد عناء طويل أستطاع أهل الحى أنقاذ الفتاه بنقلها الى أقرب مركز طبى فى حالة أعياء شديد تعانى من حروق من الدرجة الثالثة والخطيرة بعد أن أضاعت النار ملامح وجهها بالكامل ولم تفلح العمليات الجراحية الكثيرة التى قامت بها الضحية من أجل استعادة أحد عينيها التى فقدتها فى الحال وبعد رحلة علاج طويلة وشاقة أخبرها الاطباء بأن علاجها خارج مصر، حتى تستعيد وجهها مرة أخرى، دون الأمل في عودة النظر الى عينها اليمنى مرة أخرى، وحكم على المتهم بالسجن عشر سنوات.