من أشعار: جاك أنسيه 1- خيط البهجة صامتة هي رحلة الأجساد كطيور بلا ضجيج تنزلق علي الزجاج أحيانا تصحبها يد أزرق هو الجلد يتوقف الزمن. يدق القلب. يملأ الغرفة. النفس يستدعي النفس الوجوه علي حافة النسيان احتفظ بي، يقول الصوت، احتجزني في عطشك. كن اللحظة التي تحترق الفراغ الذي يبدؤني دع الصوَرَ تسقط إنها تتحدث. لا أحد يسمع. ليس للأجساد فم تطفو ولا ماء هناك ربما هواء، بصيص ضوء علي الزجاج. لا نري شيئا 2- الحجرة الفارغة اللحظة التي فيها يتغلغل الليل في النهار، لا مرئية كجسدين يتعاشقان ويتناسيان يجتاحهما صمت طويل موسيقا أكثر من الموسيقا الخالصة فضاء للتخفي والبقاء، في آن. لا يعرفان سوي اللحظة التي لا تنهي منهما الإحساسَ بالآخر لا يعرفان سوي الدم في بطء الأيدي في نداوة المستحيل الوميض البطيء الذي يرسم صورتهما ويسحقها. فرنسا 1942 من أشعار جي رنكور 1- الحرب أو السلام يمسك العجوز بيسراه فرعَ شجرة سنط غاصًّا بالأشواك أما الطفل، فقريبًا منه، كان يقبض بأصابعه علي غصن الغار العجوز، ابن الوغي وغبار النقع، مولود في رام الله، حيث الوبال والدمار أما الطفل، ابن الراعي والجبل، فقادم من بشرّي، من شمال لبنان، هناك حيث غابات الأرز والصنوبر تملأ بأريجها رئتيه، وتحمي عائلته. »وإذا ما تبادلنا أغصاننا؟ بأشواكك يكون لي إبرتان أصنع بهما تريكو جواربي ومنديلي؟« ذاك ما قاله الصبي للعجوز. »وأنا يا بني؟، ماذا سأصنع بغصن الغار؟« هتف الصبي ضاحكًا: »إكليلا يطوق شعرك الأبيض» 2- بين السماء والأرض رأسي بين النجوم وقدماي في الرمال أما جسدي كله فممزق بين السماء والأرض لماذا لم أولد علي هيئة قبرة؟ أو نكات رمال؟ فأسبح في الزرقة أو أعفر بين حصاتين وهكذا يكون مصيري. 3- الشجرة العجوز الشجرة العجوز الميتة ترفض أن تسقط شاهدة علي الماضي قريبة من النهر حيث كان ميلادي. ألم تحجب قُبلتنا الأولي تحت أوراقها؟ ألم تلحظ أناملي وأنا أفك للمرة الأولي أزرار صداريتك؟ الشجرة العجوز الميتة باقية دائمًا مزدرية لعواتي الرياح والعواصف شاهدة علي حبنا القديم الذي يرفض مثلها أن يتبدد ويتعتم في العدم النسيان والموت. 4- قلبك نجمة أيمكن للحب أن ينبعث حيًّا من جديد من بين الرماد كالمدهش طائر الفينيق؟ أمازال في مقدور الحب أن يتنزل أرضك أيتها الواحة الجميلة؟ أغرق في مياهك المضطربة أو أسجن علي سرير جمرك؟ ماذا يهم إذا كان جسدي بستان فاكهة لك أو كانت شفاهي مثل حقل فراولة روحي تنسج نجمة كبيرة وأناملي تشبك علي قلبك نجمة صغيرة جدًّا وعبقة جدًّا ياقوتة، نرجسة، قرنفلة، أم زنبقة أم سوسنة؟ لا، بل بالتحديد زهرة أذن فأر صغيرة. 5- موالي الأول ذات يوم رحلت علي درب كمبوستيل مع رفيقين وحيدين كلبي وقيثاري صدقني أو لا تصدقني: موالي الأول الذي تغنيت به كان عن عصفور ميت قريبًا من سان جون بييدي بور أجل، لقد صدق تخمينك كان ذلك عصفور شقائي (ولد في مدينة بوس بمقاطعة الكيبيك بكندا عام 1948 . درس الفلسفة في جامعة مونتريال. يكتب القصة والشعر والرواية. ترك الخدمة في مجال التعليم مبكرا عام 2005.) من أشعار ألان بورن أعتقد أعتقد أن كل شيء قد انتهي أعتقد أن كل الخيوط التي تؤلف القماشة قد انقطعت أعتقد أن هذا الأمر مرير وعسير أعتقد أن من الصعب تحمل الظلام بعد النور أعتقد أن الظلام لا نهاية له أعتقد أن الحياة تكون طويلة جدا عندما الحياة لا تعدو أن تكون موتا أعتقد أن اليأس ما هو إلا إسفنجة حامضة تستحوذ علي الدم كله لحظة تحطم القلب أعتقد أنك ستذهب إلي الحياة الفسيحة، وللبقية من أولئك النسوة اللائي لهن مليون وجه أعتقد أنه ليس لعيني سوي وجه واحد أعتقد أنه لا علاج أعتقد أنه يتوجب ترك القلم وترك الشياطين والأشباح يكملون سرد القصة وتلطيخ الصفحة أعتقد أن ترك الرأس طويلا تحت الماء ينتهي بالدوخة أعتقد أنه يتوجب ترك القلم وترك الشياطين والأشباح يكملون سرد القصة وتلطيخ الصفحة أعتقد أن ترك الرأس طويلا تحت الماء ينتهي بالدوخةوأن ثمة لذاذة في أن يملأ المرء جمجمته بالوحل أعتقد أن أملي كله، سعادتي كلها، في أن أصير في النهاية أعمي، أخرس، وفاقدا للحس أعتقد أن كل شيء قد انتهي (1915 - 162 فرنسا) (مات في حادث سيارة) من أشعار مصطفي ارجات 1- صورة عندما كنت شابّا يافعًا فعلت ذلك بطريقة مختلفة (لم يكن لدي ما أفعله خلال ذلك الزمن لم أفعل سوي إظهار الصور) باختصار كنت أنظر إلي نفسي أولا، وإلي العالم بعد ذلك. أما الآن (وقد مر وقت وتغيرت الأشياء كما تعرفون) الآن الصور هي التي تنظر تجاهي كما ينظر الثور إلي قطار مار بينما أحاول أنا إعادة تشكيل العالم. 2- عين الحصان الجنون لحمي وعظمي وبأعصاب جمجمتي المغموسة في الموت منذ وقت طويل أحرك صورتي في الوعاء وليتنا نشاهد حذائي الذي فيه أري الدم عندما أستيقظ عين الحصان إمبراطوريتي أذناي يمكن أن تصيرا عينين، وكذلك يداي أصبعًا بعد أصبع وعندما يلحس الغبار والريح بشرتي المنسكبة... اسمع! أنا رجل مخلوق من مطر وزبد. السياسة لحمي وعظمي دون ما سببٍ أنفقت طفولتي في دفن الصلبان المعقوفة ويلائمني أن أجدل شعر البنت الساقط بذراعيّ العليلتين. (1950- 1995) (تركيا) (ترجمها من التركية إلي الفرنسية صديقه عزت ياسار