الكيميائي سعيد محمود أثناء التكريم تعتبر قضية الطاقة من أهم التحديات التي تواجه الإنسان حيث إنها من أهم العناصر التي تقوم عليها كل أنشطة الحياة وتعد إحدي أهم ركائز التنمية، لذلك يبحث العالم باستمرار عن طاقة متجددة مثل طاقة الرياح وأشعة الشمس تكون بديلة للطاقة التقليدية المعتمدة علي الوقود الأحفوري الذي بدأ ينضب، ولكن ظل هناك تحد أكبر هو كيفية تخزين تلك الطاقة للاستفادة بها في غير أوقات توافرها.. الكيميائي سعيد محمود بعد سنوات من البحث توصل إلي ابتكار بطارية من السليكون لها القدرة علي تخزين الطاقة لمدي طويل وتتفادي عيوب البطاريات الحالية.. تفاصيل الابتكار نتعرف عليها في الحوار التالي.. في البداية حدثنا عن فكرة اختراعك والهدف منه؟ - الاختراع هو بطارية السليكون ممتدة المدي ذات القدرة علي الاحتفاظ بالطاقة لمدي كبير وبكفاءة عالية، وتعتمد الفكرة علي تحويل السليكون إلي سليكا جل، وبذلك تقوم بعمل الالكتروليد مما يعطي للبطارية عمرا أطول وتكون نواة لجيل جديد من بطاريات تخزين الطاقة غير معتمدة علي التفاعل الكيميائي مثل البطاريات الموجودة حاليا ويتم ذلك بتقنية جديدة تستخدم فيها الرمال بعد تحويلها إلي مواد ذكية تدخل بنسبة كبيرة في تكوين البطارية الجديدة. ما الهدف من هذا الاختراع؟ - الهدف هو الحصول علي جيل جديد من البطاريات يستخدم في منظومات الطاقة الشمسية لتخزين الطاقة مما يعطي كفاءة أعلي للمنظومة وأيضا يقلل ويحد من استيراد بطاريات الجيل باهظة السعر والتي تستورد من الخارج بنسبة 100% حيث لا يوجد بديل محلي الصنع لها وسوف يحل هذا الابتكار كثيرا من مشاكل تخزين الطاقة ليس في مصر فقط بل علي مستوي العالم لأن منظومة الألواح الشمسية تعتمد اعتمادا أساسيا علي البطاريات في تخزين الكهرباء، أيضا بدأت مصر فتح استيراد السيارات الكهربائية وتم إعفاؤها من الجمارك وتعتبر البطارية من أهم التحديات في السيارات. كم من الوقت استغرق إنجاز الابتكار؟ وهل أنجزته بمفردك؟ - استغرق الابتكار حوالي 10 سنوات من البحث والتطوير وكنت في البداية أقوم بالبحث والتجارب بمفردي ولكنني بدأت أتعاون مع فريق العمل الذي يضم كلا من المهندس اشرف حامد والمهندس محمود فهمي حسونة حتي وصلنا إلي الشكل النهائي للاختراع لأن أي بحث علمي أو اختراع يحتاج إلي مجموعة عمل حتي يخرج في صورة مكتملة لأنه يشمل أكثر من تخصص وهذا ما تم معنا حيث كان دور المهندس أشرف في الشق الكهربي من الاختراع ودوري في الشق الكيميائي حيث أقوم بتجهيز السليكا جل والمكونات الكيميائية الأخري داخل البطارية في حين يقوم المهندس محمود بدراسة الأحمال والتصميم الهندسي للبطارية. هل تم تطبيق الاختراع علي أرض الواقع أم لايزال في مرحلة البحث النظري؟ - تم تطبيق الاختراع داخل المزرعة التي يمتلكها المهندس محمود كما تم عمل نموذجين بقدرة 100 أمبير و150 أمبير وتم عمل القياسات والاختبارات داخل المركز القومي للبحوث تحت إشراف الأستاذ الدكتور كامل الخطيب رئيس قسم بحوث وتطوير البطاريات بالمركز وبشرت النتائج الأولية بمستقبل واعد لذلك الابتكار، وأتوقع أن تنتج مصر جيلا جديدا من بطاريات الرمال (السليكا) سوف تكون واجهة مشرفة لمصر ومجالا لفتح باب التصدير وجلب العملة الصعبة. هل لك أبحاث أخري حول الرمال؟ وما الجوائز التي حصلت عليها؟ - بدأت رحلتي مع الرمال منذ عدة سنوات حيث تشتهر مصر بأنقي أنواع الرمال في العالم والتي تتميز بالتنوع الفيزيقي والكيميائي وقد قمت منذ عدة سنوات بابتكار »بديل الأخشاب من الرمل» وتم اختياري سنة 2016 من أفضل 6 مبتكرين في مصر بفئة الباحث الحر في مسابقة القاهرة تبتكر التي نظمتها أكاديمية البحث العلمي مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون كما حصلت عام 2017 علي جائزة التميز في معرض القاهرة الدولي الرابع للابتكار.