لا شك أن لقاءات القمة المصرية لها حسابات وحساسية جماهيرية خاصة في ظل التنافس الدائم بين القطبين الأهلي والزمالك علي البطولات والألقاب بجانب الفوز في هذه المواجهة الخاصة مهما اختلفت المراكز والطموحات. ولكن في السنوات الأخيرة - ربما العشرة الماضية - فقدت مباريات القمة التي كانت تعتبر كلاسيكو العرب وأفريقيا ويتم بثها علي الهواء لعدة دول، تحولت إلي ما يشبه الكابوس يتسبب فيه الطرفان بداية من شحن و»تسخين» الجماهير واللاعبين والأجهزة الفنية ضد بعضها البعض حتي تصبح المواجهة علي المستطيل الأخضر بلا طعم ولا ترقي أساسا للمشاهدة سواء علي المستوي الأخلاقي و الفني، وشتان الفارق الكبير جدا بين ما نشاهده في مباريات الدوريات الأوروبية أو مسابقاتها القارية وآخرها مباراتا ذهاب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال جمعت بين ليفربول مع روما وريال مدريد مع بايرن ميونيخ وما تابعناه من حماس في الأداء وإثارة لا تختفي طوال ال 90 دقيقة والتزام من الجماهير صورة جميلة مكتملة الأركان أثبتت أننا نتعرض لعملية خداع كبيرة بمسمي مباريات القمة التي لا ترقي لمستوي مباريات القاع في الدوريات المحترمة. مباراة القمة الأخيرة تحولت إلي مباراة في الألعاب القتالية وانقلب زملاء المنتخب علي بعضهم داخل المستطيل الأخضر بشكل غير مسبوق، ومع الاعتراف بأن الزمالك استحق الفوز في ظل روح قتالية خاض بها لاعبو الأبيض هذه المواجهة في مقابل حالة من التوهان والعصبية أصابت لاعبي الأهلي في بداية المباراة علي الرغم أن الحكم محمد الحنفي الذي أدارها وتخوفت منه جماهير القلعة الحمراء نجح في احتواء الأحداث وقدم أداء تحكيميا مميزا علي مدار الشوطين. ولا أتصور أن تتطور أسعار اللاعبين محليا تحت مظلة الأسعار العالمية بشكل رهيب وتتضاعف قيم الرعاية والبث سواء لبطولة الدوري الممتاز أو بالنسبة للأندية نفسها ويبقي المنتج النهائي الذي تشاهده الجماهير كما هو بل أحيانا يتراجع بشدة وهو ما يظهر الخلل الذي تعيشه المنظومة الرياضية بشكل عام وقد يحتاج لسنوات طويلة بسبب التشابك بين أطرافه والذي يتسبب دائما في توقف عجلة التطور في كل المجالات.