حماة مصر خير أجناد الأرض عاهدوا الله، لن يهدأ لهم بال أو يرتاحوا قبل الأخذ بثأر زملائهم وتطهير كل شبرا من ارض مصر من دنس الإرهابيين والحاقدين الذين يروعون الآمنين ويفزعون الاهلين ويقترفون جرائم قتل الأبرار. أبناء القوات المسلحة والشرطة لا يألون جهدا من اجل توفير الامن والطمأنينة لكل المصريين، يجمعون بين الشجاعة ورباطة الجاش تدعوان للاعجاب في حربهم ضد ارباب الشياطين الذين تجاوزوا كل الحدود. يحملون في اعناقهم أمانة الحفاظ علي الامن والاستقرار الذي تحظي به مصر حتي لو سالت دماؤهم والذود بأرواحهم من اجل ذلك وقد غوت بطولاتهم وتضحياتهم كأساطير تتناقلها الألسنة. الشهيد مجند خالد محمد عيد حسان 22 سنة ابن قرية النصارية التابعة لمركز ابشواي بالفيوم والذي فاضت روحه إلي بارئها خلال مشاركته في العملية الشاملة لتطهير سيناء من الإرهاب »سيناء 2018»، في الحادي من مارس الماضي احد هؤلاء الشهداء وكان يتمني الشهادة في سبيل الله وتحقق له ما أراد وتبقي سيرته العطرة بين أهله واحبابه داخل قريته. يقول محمد عيد والد الشهيد قرة عيني خالد كان يؤدي خدمته العسكرية في شمال سيناء ولم يتبق علي انتهائها سوي 5 أشهر فقط لديه اثنان من الاشقاء هما احمد وبسمة واتجه إلي العمل قبل انتهاء المرحلة الاعدادية ليساعدني في الانفاق علي الأسرة قبل تجنيده كان محبوبا من الجميع لطيبته واخلاقه الحميدة وبعد انضمامه للقوات المسلحة ازدادت رجولة وصلابته وشهامته ولا انسي كلماته المؤثرة عن زملائه وبطولاتهم وشجاعتهم اثناء مواجهتهم للإرهابيين حتي تنعم سيناء بالامن والامان وكلماته البسيطة كانت تؤكد عمق ايمانه بضرورة دحر الإرهاب والقضاء عليه بكل السبل واستطرد الوالد بصوت مختنق بالدموع: في اخر اجازة له وكانت قبل استشهادة بأيام قليلة قام بزيارة أقاربه في منازلهم ثم ذهب إلي منزل خطيبته التي خطبها قبل استشهاده بأشهر قليلة وقال لها ان خدمته سوف تنتهي قريبا وبعدها سيتمكنان من الزوجا وبعد انقضاء الاجازة عاد إلي وحدته وكان دائم الاتصال بنا وبأسرة خطيبته حتي قبل مشاركته في العملية العسكرية ضد اوكار الارهابيين بساعات قليلة لكن القدر لم يمهله من تحقيق حلمه بالزواج حيث استشهد ليصبح عريسا في السماء وقد نفذ امر الله الذي لاراد لقضائه وإنا لله وإنا إليه راجعون أما والدة الشهيد فتقول انها لم تر طيبته في الدنيا مثل التي كان عليها نور عينها خالد فقد كان طيب الخلق حنونا إلي اقصي درجة يجب ان يرانا سعداء يفعل كل ما في طاقته حتي يرسم البسمة علي وجوهنا ثم توقفت الام عن الكلام بعد ان اكتسا صوتها بالحزن واجهشت بالبكاء وغرقت عيناها بالدموع وبعد ان هدأت قالت حتي الآن أنا غير مصدقة بخبر استشهاده ولكنها عادت لتؤكد ان ابنها الشهيد في منزلة أعلي وأكبر مما كان عليها في الدنيا فهو في جنة الخلد عند رب العالمين. لقد كان يستعد للزواج لكن القدر لم يمهله وتركنا علي ذكراه العطرة. وتابعت ان نجلها كان دائم التحدث عن الشهادة في سبيل الله وكانت له بعض الجمل التي تحمل في طياتها انه كان يتمني الشهادة حيث كان يردد فكان يقول »أنا مش احسن من الذين استشهدوا في سبيل الله دفاعا عن الارض والعرض» ولكنني كنت احاول التحدث معه بأن مدته العسكرية اوشكت علي الانتهاء وبعدها سيتزوج ويعيش بيننا ولكن إرادة الله فوق كل شيء، وأنا احتسبه عند الله شهيدا ولا ازكيه علي الله. ويشير سامي عبدالوهاب خال الشهيد ان نجل شقيقته كان يساعد والده قبل التحاقه بالقوات المسلحة، حيث كان يعمل علي عربة فول من اجل مساعدته علي الانفاق علي أسرته البسيطة، لافتا إلي أنه كان دمش الخلق وعلاقته طيبة بالاهالي واصدقائه. ويتذكر سامي كل الاحاديث التي كانت تدور بين الشهيد ووالده بعد ان ينهي خدمته العسكرية فكان دائما يقول له سوف انهي خدمتي وسأساعدك علي متطلبات الحياة فور زواجي وتجلس لتستريح من عناء الدنيا فقد آن الأوان ان تجلس انت واقوم انا بخدمتك ووالدتي واشقائي ولكن القدر لم يمهله وهو عند رب العالمين في مكان أفضل مما كان عليه في الدنيا .