يصف الصحفي مايك جيندرولي الإعلام البديل بأنه: "الحقيقة قبل أن تتلّون أو تميل، هو نوع من الصحافة السرية تنتج بكميات صغيرة تمشي علي خط رفيع لموضوعات ممنوع أن تطرح ولا يكون فيها أبداً إعلانات لبنطلونات جينز". ربما لهذا تحقق بعض برامج الإعلام البديل نسبة مشاهدة تقارب المليون مشاهد مثل برنامج "البرنامج" لباسم يوسف الذي بدأ ب 8 حلقات علي اليوتيوب قبل أن ينتقل لشاشة التليفزيون، ومن المؤكد أن ذلك هو السبب في أن تويتر والفيسبوك أصبحا وسيلة التواصل الأساسية بين الثوار في الميادين، وأيضا هذا ما جعل عدد المتابعين لجروب "عسكر كاذبون" يصل إلي 50964 ويشاركهم الآلاف في عروضهم في جميع محافظات الجمهورية. رشا عزب عضو حملة "كاذبون" تؤكد أن:"الإعلام البديل حق لكل مواطن وأن قدرة هذا الإعلام علي منافسة الاعلام الرسمي متوقفة علي تقبل فكرة الناس للاعلام البديل". أما بالنسبة لحملة "كاذبون" فهي كما تقول: "حملة واسعة ليس لها رأس يتكلم عنها ويروّج لها وذلك قد يكون أحد ميزات الاعلام الشعبي عموما"، وتؤكد: "في الحقيقة الشارع المصري في حاجة لذلك النوع من الإعلام الذي يناقشهم فيما يعرض". وسلمي سعيد عن مؤسسة "مُصرِيّن" تري أن: "الإعلام البديل ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لكن لا أستطيع القول بأنه أصبح سلطة موازية للإعلام الرسمي، فالإعلام الحكومي أكثر انتشاراً وسيطرة في حين أن الإعلام البديل أكثر تقدما وأكثر صدقا". مبادرة "500" والتي يقف وراءها مجموعة من الصحفيين العاملين بمؤسسات رسمية يصنعون نوعا من الإعلام المباشر عبر التواصل مع الناس لتصحيح صورة الثوار, وعن ذلك يقول الصحفي نادر حسن العضو في المبادرة أن الإعلام البديل سيصبح مصدر ثقة للمعلومات عندما يجري تنظيمه، وسيجري تنظيمه عندما يصبح مستخدموه كما وكيفا أكبر من أن تتجاهله الدولة. ولكن كيف يتحول الاعلام البديل لمصدر ثقة للأخبار والمعلومات بينما هناك في مواجهة حملة "كاذبون" حملة مضادة تحمل اسم "صادقون"، وكيف سيتم ذلك وهناك صراع فيديوهات علي الانترنت فمع وجود فيديو يدين شخصا بعينه هناك ألف فيديو آخر يدافع عنه؟! "كاذبون" لديها إجابة عن ذلك فهي تشير إلي أن زيادة الثقة بالإعلام البديل كمصدر للمعلومات تتناسب طرديا مع التحرك الثوري والاجتماعي في مصر والتوغل في الأحياء والميادين رغم القبضة الأمنية، وطالما أن الثورة مستمرة وهناك تواصل اجتماعي ستزداد الثقة والمصداقية. فيما تقول ممثلة "مُصرِيّن" أنه علي الرغم من رؤية بعض الإعلاميين في المؤسسات الرسمية للإعلام البديل علي أنه نوع من الفوضي وأنه بإمكان أي شخص أن يقول أي شئ يريده، لكن الحقيقة دائما لها وجه واحد، والجمهور قادر علي الحكم علي المواد الإعلامية، ومعظم الأشخاص الذين يتعاملوا مع "مُصرين" هم جزء من الأحداث نفسها. رشا عزب تتناول هذه النقطة عبر المقارنة بين خبرتها كصحفية في مؤسسة إعلام رسمي وعضو في محرك إعلام بديل مثل"كاذبون" قائلة: "هناك فارق كبير في الممارسة بين الإعلام الرسمي والبديل، فعملي الصحفي في مؤسسة يعني أن لي حدودا لا أستطيع كسرها مهما حاولت، إنها سياسة جريدة ويجب أن ألعب ضمن قواعد اللعبة، لكن الاعلام البديل فكرة مختلفة تماماً، لا يوجد فوق رأسي رئيس تحرير يخبرني ماذا أفعل؟ لا يوجد رقيب غير الشارع. وفي الإعلام الرسمي دائما ما أحاول إرضاء كل الأطراف ويكون القارئ طرف غائب، لكن في الشارع أكون أمام المتلقي وجها لوجه". يؤكد الناشط والمدون علاء عبد الفتاح في مدونته "منال وعلاء" علي قوة ومصداقية الصحافة الشعبية التي تعتمد علي تنوع المصادر وضخامة عددها، ويضيف: "يتميز الإعلام البديل بالاستمرارية، فأرشيف الأخبار القديمة متاح والروابط تمدك بخلفية عن عناصر الخبر وتفتح لك باب التبحر، تصور أنك تحاول الوصول لكل البيانات التي صدرت بعد مقتل فرج فودة، أو حتي تحاول معرفة أسماء ضحايا السلعوة؟ كم من جمعية أهلية أو حركة سياسية أو فريق موسيقي قامت وانحلت، هل تستطيع الحصول علي منشوراتهم الآن؟ ألم نتعلم دروسا من تحركاتنا الأخيرة؟ كيف تضمن نقل تلك الدروس لأحفادك؟