وجاء في أرواحه: كلما استعرضَ آدمُ بستانهُ في امرأةٍ أو في مرآةٍ،تَسحَبهُ جاذبيةُ التفاحِ ،فيسقطُ في حضن أحداهنّ هائماً بتكسيّر ما جفّ في روحهِ من عواصفَ وثياب وفاكهة..وباكياً في الوقت نفسه سفينتهُ الجانحة تحت زجاج ساعة الكوارتز. كنا شعوبه نرتفعُ كما الطواويس في دمهِ، لنبلغَ المعارفَ في الخلق والجماد والنبات وملاجئ اللحوم. يا ليلُ ..الصبُّ يرسمُ القلبَ بطبشور من أحمر الشفاه،ومن ثم يتأرجح علي خط الاستواء بيضةً اكتملت دورتها في قصيدة .أجسادٌ وراء أجساد..والأرواحُ بطارياتٌ مشغولةٌ بنبيذ الجوفِ والبطارخ المضادة لكنوز أفلاطون.كأننا مع بعض لوتس دراماتيكي ،ندخلُ التيهُ الحداثوي وعلي أكتافنا أثقال المجهول المُفتَرِس عند باب كل مَغْيب. يا ليلُ الصبُّ حيوانٌ قلقٌ يسكنُ منازلَ الأغاني،ويتدهورُ بين صفحات النار كأي أورفيوس،يعتنقُ فلسفةَ الحطب من أجل توسيع جغرافية الحطام.أهي الفصولُ تختنقُ في مترو الذات،فيصبحُ اللحم حجراً يأكلهُ البردُ .يا ليلُ الصبُّ فقدَ رأسهُ بين الرمال طويلاً.وكثيراً جفّ شغفهُ في الكهوف. كم يبدو القلب سفينة تطفو فوق غبار قديم.فيما آلامُنا بلغت شيخوخةَ الساعة دون توقف. يا ليلُ نحن سردٌ في الشارع .شعرٌ في الكتاب ولا يفقهون.لم نرَ منقذاً في لحظة الحديد علي الماء.السفينةُ مقفرةٌ .ووحدهم الغرقي كانوا يتبادلون الرسائلَ ويقيمون الأعراس ويأكلون السمكَ المسقوفَ ولفافات الحلوي وقطعَ غيار الأجساد،مبددين دنانَ الخمر علي ثيابهم ،لتشرقَ القاماتُ بالثمالة العظيمة . يا ليلُ الصبُّ بابٌ للرحيل..وليس في الجيب.في النفس.في الكلمات من ماءٍ للسفينةِ.نوحُ يفاوضُ القراصنةَ في البئر تحت تأثير الصدمة. وحولهُ أشباحٌ ،يتحدثون عن الطوفان باقتضاب .لم يدخلوا سجالاً أعمي عن بلدان من ورق ستنجو وأخري من صخر ستصمدُ وثالثة ستذهبُ تحت المياه طَقطَقةً. يا ليلُ..الصبُّ القادمُ سينزلُ الأرضَ ومعه كبشٌ سيشربُ من آبار البترول والقفار لاحقاً. نم أيها الصبُّ وسيفٌ من حديد الظن تحت وسادتكَ.نم .فحولكَ إبلٌ تشبهُ لغاتٍ غطي الهلاكُ علي ماركاتها. من يوم في الأرواح لآخر في النفس ..ثمة من يتغني قريباً من دفتر النوم. قريباً من مراهقته مع طواحين النار في نِزلِ التاريخِ. هامش: لم يبق أحدٌ في متناول الكلام. كنا هنا .. مثلما لم نكن هناك.. 1 الآثامُ في القلب القديم بواخرٌ تجنحُ في القواميس ونراها مياهً عذاباً ما بين الفخذين وتجري في سباحة عميقة. بينما ركابُ القيامةِ ، سردٌ لروايات عن ملح حجري يغطي تربة آدم. 2 الحبُ حبرٌ.. ويجري في برارّي الشتات حيواناً بريّاً. والأرواح هي الأخري بواخرٌ هائمةٌ بالشغف وبالحرير وباللحم المُدَخَن بالبخار الكهرومغناطيسي لرفع كفاءة الطوفان . 3 هو الآخر.. قد لا يصح أن يكون صوتاً مضاداً للبكتريا فقط. نحن علي مقربة أكثر من هاوية. فخذ قدميك معك للتجول في القسوة. الرجالُ بناياتٌ.أبراجٌ وذخيرةٌ مقدّسة لإغاثةِ حوادث الجنس. ألمْ نتدرب علي الهواء الضريبي في مدنٍ نزلت عن ظهور خيولها لتلوذَ بالصمت والاختناق. 4 كأننا الآن في حانة تطلُ علي بحرٍ تملأ شبابيكه نيرانٌ مكسورةٌ كأنها تمشي بنصوص مصانع تكرير الغرام. 5 الليلُ المُستحم كجوهرةٍ بين الأصابع، تستطيلُ بصماته علي جدار الكمان. ولا بأس من أن تكون الذاكرة دون مكتب استعلامات أو سكرتيرة أنضجتها أختامُ الياقوت . 6 الحياةُ جرعةٌ مفرطةُ الإحساس بالذنوب. وعادةً ما تكون آلهة الخريف بسفود علي نار. 7 نحن في الخمر فرقٌ موسيقيةٌ ممزقة النوتات وطيورٌ لا تحط علي سياج الكون . إدارة لتنمية صور ما وراء البحار من ضفادع وبواخر وحنين يعمل في قاع الجسد علي غرار لكمات كلاي. 8 في زجاجة الفودكا تحتشدُ الشعوبُ لتفقدَ البوصلة. 9 كائناتٌ موصولة بحاسوب جنسي لا يكف عن جعل الجسد ملعباً لتكسير الكرات كنا الجوز. ليس ثمة ساحة خلفية لتراجيدية الدماغ. 10 هنا .. قاعدةُ الطيران الشراعي للحبّ. والعالمُ الذي نحن تحت جلدهِ، ترعٌ ومدافنٌ وحاناتٌ وملاجئ وزمنُ باهظٌ مثل ساعة سيتزين بعقاربها الشبيهة بطواحين . 11 قمر شبيه ببويضة لم تبلغ النضج الجنسي في حوض امرأة نحيفة مثل خيط نايلون. 12 يتدلي الكحوليون من سقوف القناني مثل خفافيش بربع لغةٍ. فيما نصوصهم العارية تخرجُ مترجمةً من غسالات مادونا الأتوماتيك عندما تمتطي البسكليت بالغليون غامزةً قراصنةَ ممتلئين بفئران ورماح ونحل وأكياس حليب متدهورٍ من حنفيات ظهور براكين سومطرة. ما أشبه العاشق بمركب غارقٍ في عين بركان. كم عليّ أن أدخر من الأنهر لذلك اليوم من البكاء الاستوائي. أبداً.. البعوضُ والعواطفُ. كلاهما خطٌ شكسبيري وحتي آخر مقعدٍ في الدراما المستعجلة. وجاء في صورته: لستُ من سكان الغيوم.لكن شمساً أشبعتني من رحيقها،وسرحتني من رحم كان يفور بنار وترياق. فنزلتُ في جسدي حالماً ومعي كتبٌ مُشكلّةٌ بطينٍ وصوفيين وسعال شيطلائكة.لم أكترث بما كان وكنتُ. يا للفتنة.نزلتُ كأنني البرتقالُ بعد نضوج كآبته علي الموائد.هناك تذكرتُ الدنيا وما في عروقها من حديدٍ وقرنفل ورماد وشهوات وبروتين.أنا الأمضيتُ أري ذئباً، يقرأ لي مدناً تشبهُ أكباداً مُسجاةً علي سبورة من رمال.كأن المدنُ تلك ،كانت في الذاكرة حديداً ٌ يسيلُ.رأتْ ذلك أقدامي حينما النيرانُ أتتها من كل الجهات.ولم يكن لي أحدٌ في ذهني ولا في ساعةِ الدهرِ . عضلاتُ الرنين تشتعلُ.وسلةُ النصّ ياقوتٌ لا يستجيب للطمر تحت الغبار. كان يوماً باهراً.لم أغب عن نفسي طويلاً. إلا أنني سألتُ:منْ النحاتُ مرسلاً لتطريزات بالألماس عند صدور جمع مؤنث عائم ما بين الأفاريز والبريد العاجل للأرواح .ما كنتُ متأكداً من مهنتي في أسئلة الآلهة.أو في نساء الأنوركيسا بعد،ولا كيف سيمتلئ فراغ أجسادهن النحيلة باللحوم.الأجساد فنادقٌ علي أطراف المرايا ترتفعُ وتغيبُ.وهي ملاجئ لتماسيح تبكي بالغاز .كذلك إنها ألواحٌ مستنسخةٌ عن الغرنيكا كما جاء في الأسفار والآيات . كل شئ يتهاوي علي مقربة من راديو الظلام ،بدءاً بساعة المؤلف البيولوجية ومروراً بمباني الأجساد المليئة بكريمة البحار الطازجة وشرائح اللحم المفلفلة بجوزة الطيب والكاري .يا لها من أجساد.لوحات عميقة فيها غارقون بكؤوس. وفيها مستسلمون للغرق تحت الدوش .فيها الريحُ العذراءُ وفيها عابرو زقاق الأفئدة المزورة بالذعر. ..أري الآن فهرساً لكائنات من السُّبَات اللغوي.وكيف تغرقُ فينا الآلامُ ،ثم تفيضُ للسكن في صناديق الغيوم. الكائناتُ أجسادٌ تركبُ أجساداً وتمشي نقاطَ غبارٍ فوق بحر ميت. علي مسرح السلالة المتهدمة. أو فوق بئر يوسف.وأنا المكترثُ بالطريق السيكولوجي . أجدني رمحاً في مقدمة قطاري ،أحفرُ في الضباب شقاً عميقاً من أجل رحلةٍ ما بين الله وبين زنازين نفوس مليئة بنقوش مسمارية وبورقٍ مشبعٍ برائحة كييركيغارد . هامش تسحبُ ((ناسا)) رأسها من الغيوم لتضعَ في بريد الفضاء بيضةً تُسمي ديسكفري الآلاتُ تشقُ الطريق بتقنيات عالية. والملائكةُ في ارتباك عظيم . لا تعرف ما الذي يمكن فعله. حتي أن مفاتيحَ السماوات تكاد تذوب بين أصابعهم المبللة بالنار. يحدث ذلك سريعاً. لتواصل الحيوانات المعدنية صعودها علي سلالمَ من ألياف الكربون. فيما يتخلصُ الخيالُ من الهواء الجيولوجي القديم ليعود مخلوقاً بالانضمام إلي الحانة الكونية. السماء تفقدُ سقفها وتصبح حقولاً حمراء شاسعة من المعكرونة. وطواحين النار التي كانت تعمل في الأساطير بلا توقف. لا دخان لها. ربما بسبب نفاد الحطب أو العظام الرميم. كأنها فوضي الانقلاب. أيها الشر وحدكَ تسدُ رمق العارف هنا.. ولا بأس للرواد بكأس من روم المريخ مع بطل اليوغا المندمج تأملاً في حركات السعي لطرد الشياطين من مدارس النار أو فراديس الإيروس. ولا بأس أيضاً بكأس عرقٍ مع فستق من حلب لشاعرٍ ملتهبٍ بمداعبةِ المكوكِ العائم بخيالهِ. الأحلام المضغوطة بأكياسٍ تنفلتُ. ويمكن الإصغاء إلي تسرب الصور من خزان وقود الهيدروجين إلي الرأس. ولأكثر من امرأة غائمة الجمال، يمكن للنص أن يقف علي منصة الإطلاق ويرصدُ نزهةَ التليسكوب الشعري ما بين أزقة المجموعة الشمسي وتخوم (سيغنوس ليرا) المُراقِب لتقلبات نسلِ النجومِ والكواكب. في غضون ذلك.. المروحةُ ستكسرُ العتمةَ في العقل الساكن. إلي ذلك الجاحظ في ضريح. إلي ذلك حكمة الفانوس الذابلة. إلي ذلك من الآن فصاعداً ، لا تُقاسُ المعاني بغير الإلكترونات.