رئيس مجلس النواب ينتقد تأخر الحكومة في إرسال تعديلات قانون التعليم    جامعة أسيوط تُعلن فتح باب الترشح لمنصب عميد كلية التجارة    تداول 9 آلاف طن و475 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    الدكتورة رانيا المشاط: الدول النامية والأقل نموًا تتحمل العبء الأكبر من أزمة الديون العالمية مما يتسبب في اتساع فجوات التنمية    "سكن لكل مواطن".. شراكة إستراتيجية بين "الصحفيين" و"المصرف المتحد"    كامل الوزير يلتقي نائب رئيس الستوم لمتابعة آخر مستجدات الخط السادس للمترو    بأمر من الرئيس.. إيران تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميًا    ممداني: ترامب هددني بسحب الجنسية ولن أقبل الترهيب    الجيش الإسرائيلي: القبض على خلية "إرهابية" تديرها إيران في جنوب سوريا    وزير الأوقاف ووزيرة التجارة والصناعة الفلبينة يبحثان تسريع دخول سلع البلدين للأسواق    بعد انتهاء دور ال16.. الطريق نحو نهائي مونديال الأندية    "نورا عصام" طالبة علوم رياضية قناة السويس تُتوج بنوط الامتياز من الرئيس السيسي    جمال عبدالحميد يهاجم إمام عاشور ويُعلق على رحيل زيزو    آخر تطورات حادث غرق حفار البترول "آدم مارين 12" بالسويس.. فيديو    مصرع سيدة إفريقية صدمتها سيارة بالتجمع الأول    الأمن يضبط المتهمين في مشاجرة الأسلحة النارية بالقاهرة    مطربون وفنانون في جنازة أحمد عامر بمسقط رأسه بالغربية.. صور    "الألفى" تشارك في الاجتماع الإقليمي للسكان بالدقهلية.. وتوصيات بخفض الإنجاب    ضبط 62.9 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    خطاب 3 يوليو لحظة مفصلية في استعادة الوطن وتثبيت مؤسسات الدولة    البورصة المصرية تستهل بارتفاع جماعي لكافة المؤشرات اليوم 2 يوليو 2025    جولة مفاجئة لمحافظ الدقهلية بالمنافذ والاطمئنان على الحالة العامة بالشوارع في بلقاس    تكريم خاص من الزمالك.. عقد شيكابالا يُصرف بالكامل في حال الاعتزال    «أنغام وشيرين».. من أزمة صوت مصر لمهرجان موازين    في 13 أسبوع عرض.. إيرادات سيكو سيكو تصل ل188 مليونا و423 ألف جنيه    وزير الإسكان يجتمع لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروع حدائق تلال الفسطاط    وزير التموين: مصر مركز إقليمي محوري في تجارة الحبوب والأمن الغذائي.    ضوابط منح الترخيص المؤقت للحضانات    تعرف على مكافآت لاعبى الهلال بعد التأهل التاريخى فى مونديال الأندية    كندا تسعى لإعفاء كامل من الرسوم الجمركية الأمريكية فى محادثات مع واشنطن    مهرجان إعلام 6 أكتوبر للإنتاج الإعلامي يكرم الفنان محمد صبحي    نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس.. تعرف علي التفاصيل    انطلاق امتحان الأحياء لطلاب الثانوية الأزهرية علمي بكفر الشيخ    أمن سوهاج يكشف غموض العثور على فتاة جثة هامدة داخل منزلها بأخميم سوهاج    الأعلى للجامعات يعلن إضافة عدد من البرامج الدراسية الجديدة بكليات الجامعات الحكومية    الهيئة الوطنية للانتخابات تُعلن آلية الكشف الطبي لمرشحي انتخابات الشيوخ    كل ما تريد معرفته عن مدارس البترول بعد الإعدادية.. بدائل الثانوية العامة 2025    "افتخروا بالأحمر".. نجم الأهلي السابق يوجه رسالة قوية: الهلال مشروع دولة    الخميس.. حفل تأبين الناقد الراحل محمد السيد إسماعيل بالقليوبية    إعلام الاحتلال عن مصدر: المقترح الجديد لا يتضمن تعهدا واضحا بإنهاء الحرب    توقعات الأبراج في شهر يوليو 2025.. أحداث مثيرة تنتظر كل برج    لماذا يستحب صيام يوم عاشوراء؟    فيديو- أمين الفتوى يوضح أحكام القصر والجمع في الصلاة: متى يجوز ومتى لا يجوز    شوبير يكشف آخر تطورات صفقات الأهلي الصيفية ومصير وسام أبو علي    ضمن منظومة «التأمين الصحي الشامل».. 112 وحدة جاهزة لخدمة أهالي أسوان    عكاوي يوجه بتقديم خدمة طبية متميزة لمنسوبي جامعة جنوب الوادي    تحتوي على مواد قابلة للاشتعال.. إزالة مخازن مخالفة تشكل خطراً على المواطنين بالجيزة    قرارات حاجة لمحافظ الدقهلية في مفاجئة لمستشفى بلقاس..صور    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025: استقرار محلي بعد ارتفاع عالمي    سبب وفاة المطرب أحمد عامر.. وموعد تشييع الجنازة    رويترز: الجيش الإيراني أجرى استعدادات لزرع ألغام في مضيق هرمز    وزارة البترول: تفعيل خطة الطوارئ فور انقلاب بارج بحري بخليج السويس    لحظة بلحظة.. بروسيا دورتموند ضد مونتيري 2-1    "بوليتيكو": الولايات المتحدة توقف بعض شحنات الصواريخ والذخائر إلى أوكرانيا    التشكيل الرسمي لمباراة بوروسيا دورتموند ومونتيري في مونديال الأندية    من دعاء النبي.. الدعاء المستحب بعد الوضوء    أمين «البحوث الإسلامية»: الهجرة النبويَّة تأسيسٌ لمجتمع قيمي ينهض على الوعي    هل يحق للزوجة طلب مسكن مستقل لضمان استقرار؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
منطق القاهرة المتخبطة
نشر في أخبار الأدب يوم 30 - 07 - 2011

تتميز القاهرة بتنوع وغزارة الدراسات الجادة التي تتناول شتي نواحي الحياة فيها، وقد ظهر في العام الماضي كتاب بالإنجليزية عن القاهرة أظن أنه علامة فارقة في التأريخ للقاهرة ويستحق الانتباه له ودراسته بتأني.
الكتاب عنوانه "فهم القاهرة: منطق مدينة متخبطة" (Understanding Cairo: The Logic of a City Out of Control) وهو من إصدار قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ومن تأليف ديفيد سيمز David Sims، الاقتصادي وخبير تخطيط المدن الذي يعيش في القاهرة منذ عام 1974. وقد أوجز المؤلف في العنوان الذي اختاره للكتاب نظرته للقاهرة ومشاكلها، فالمدينة التي توصف كثيرا بأنها تعاني من مشاكل تجعلها مدينة مستعصية علي الفهم تبدو حسب المؤلف كمدينة يحكمها منطق ما وهذا المنطق يجعل فهمها والوقوف علي مشاكلها ممكنا. الكتاب يعتبر امتدادا لدراسة جانيت أبو لغد عن القاهرة والذي ظهرت بالإنجليزية عام 1970، ولكن وعلي عكس دراسة أبو لغد الرائدة لا يتناول كتاب سيمز تاريخ القاهرة الطويل بل يركز علي الستين عاما الأخيرة. ومما يلفت النظر القراءة الدقيقة للتعداد العام للسكان وخاصة تعداد عام 2006 بالإضافة إلي خرائط جديدة مستقاة من جوجل إيرث. واعتمادا علي هذه المادة الغنية وعلي العديد من الدراسات التي ظهرت في السنوات القليلة المضاية والتي قامت بها مؤسسات بحثية عديدة يعرض لنا سيمز في عشرة فصول وأكثر من ثلاثمائه صفحة رؤيته لمشاكل القاهرة وتخيلا لمنهج فكري وعملي للتفكير في حلول لهذه المشاكل.
كتاب سيمز معني بتاريخ المدينة ولكنه ليس أسير ذلك التاريخ، الأمر الذي كان له أثر في رؤيته للمدينة. فعلي عكس الكثير من الكتب عن القاهرة لا يقسم سيمز المدينة تقسيما زمنيا، أي قاهرة المعز، ثم القاهرة الخديوية، ثم القاهرة المعاصرة، مثلا، بل تتكون القاهرة في رؤية سيمز إلي ثلاث مدن: المدينة الرسمية، والمدينة غير الرسمية (أو ما يطلق عليه "العشوائيات")، ومدينة الصحراء (أي المدن الجديدة). ويعرض سيمز معلومات جديدة وتحليلات ثاقبة عن أنماط العمارة وتنوعها، وسياسات الإسكان وفسادها، والتخطيط العمراني أو غيابه، ووسائل المواصلات، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بإدارة القاهرة.
من أهم فصول الكتاب في رأيي ذلك الفصل الذي يتناول العشوائيات، وينتقد سيمز فيه الرؤية الشائعة عن العشوائيات كمرتع للمخدرات ومفرخة للإرهاب، ويقدم عوضا عن ذلك معلومات مهمة وجديدة ورؤية ثاقبة لطبيعة العشوائيات ونمط الحياة فيها. أما المهم فهو أن سكان العشوائيات أصبحوا أكثرية سكان القاهرة، إذ يسكنها 11 مليون نسمة أي أكثر من ثلثي سكان القاهرة، الأمر الذي يجعل من المستحيل "القضاء علي العشوائيات" كما يطلع علينا المسؤولون الحكوميون بتصريحات عنترية من حين لآخر. أما الجديد فهو تتبع سيمز لأنماط العمارة (التي توصف عادة بالقبح، ولكن سيمز يركز علي صلابتها وديمومتها) وطرق الموصلات (أي التوك توك الذي يستعر منه الكثيرون ولكن سيمز يراه وسيلة مواصلات مناسبة لشوارع العشوائيات الضيقة)، وأنماط الاستهلاك والتوظيف (التي تتركز في الحي الواحد وبالتالي تقلل من وطأة العشوائيات علي سائر أحياء المدينة). ويقدم هذا الفصل نقدا لاذعا للفشل المريع للدولة وتخليها عن أغلبية أهالي العاصمة، كما يعبر عن حيوية هؤلاء الأهالي وعبقريتهم ونجاحهم في التغلب علي تخلي الدولة عنهم بابتداع أنماط بناء وتخطيط ومواصلات قد تكون قبيحة في أعين النخبة ولكنها أثبتت نجاحها في الإبقاء علي الحد الأدني من الحياة الآدمية.
إن كتاب سيمز نابع من سنوات طويلة من الجهد والبحث والتقصي، ولكنه، وبالرغم من صرامته الأكاديمية وغزارة أرقامه ودقة خرائطه، نتيجة حب عميق يكنه المؤلف للقاهرة وأهلها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.