عن دار سطور صدر مؤخراً كتاب "أنا افترض أنا موجود" الكتاب يضم مجموعة من الحوارات التي أجرتها سيتاليا روفيروزي مع الكاتب زيجمونت باومان مؤلف كتاب حياة بلا روابط. وترجمة د.فاطمة نصر. يحلل باومان في الكتاب الواقع السياسي والاقتصادي العالمي، حيث يوجه نقداً حاداً للكثير من الأساطير الثقافية والاجتماعية السائدة. فعلي سبيل المثال يري باومان أن الاكتظاظ والتكدس السكاني بدعة تأمينية، حيث يري أن مصطلح "الاكتظاظ السكاني" اسم كودي لظهور أعداد من الناس الذين وبدلاً من أن يساعدوا علي سلاسة وعمل الاقتصاد يجعلون إحراز الأهداف التي يقاس بها عمله ويقيم وفقها. أكثر صعوبة. ناهيك عن زيادتها، فالمستهلكون هم أصول أي مجتمع استهلاكي والمستهلكون المعيبون هم معوقاته الأكثر ازعاجاً وتكلفة. يتحدث باومان أيضاً حول مستقبل الإنسان في ظل الواقع الاقتصادي والتطور التكنولوجيا حيث أصبح بإمكان كل شخص صناعة ذاته علي مقاس أحلامه من خلال إضافة أو حذف كروموزم في جيناته، وأصبح بإمكان الفرد إذا سئم ذاته أن يتخلص منها ويشتري لنفسه ذاتاً جديدة أكثر جاذبية واتباعاً لخطوط الموضة. سينما العشوائيات صدر حديثا عن مكتبة مدبولي كتاب "مباني الفوضي: سينما العشوائيات بين عقل طبقة وعقل نظام" للباحثة المصرية فيروز كراوية. تتناول كراوية عبر تحليل ثقافي موجة الأفلام المصرية عن المناطق العشوائية وسكانها التي انتجت بكثافة وحققت نجاحا تجاريا كبيرا في دور العرض في الفترة ما بين 2002-2008. وتتعرض كراوية لعلاقات القوي السياسية والإجتماعية التي تقف وراء انتاج افلام مثل "اللمبي" و"حين ميسرة" تحمل خطابات ضمنية متواطئة مع خطاب السلطة الإستبدادية الذي يبالغ في تهميش الفقراء وسكان العشوائيات ويقف بعنف في مواجهة إدماجهم في المجال العام بل ويكرس صورتهم في الوجدان الجمعي كتهديد محتمل للطبقات الوسطي والعليا. ويطرح الكتاب عدد من التساؤلات حول النموذج السلطوي في مصر وآليات العنف التي يستخدمها ضد الأفراد أيا كان مكانهم علي الخريطة الطبقية، بحيث يصبح استقبال جمهور تلك الأفلام من الطبقات الوسطي والعليا مزيجا من العنصرية الطبقية تجاه الفقراء ومحاولة الهروب من الواقع الإجتماعي القاسي الذي تعاني فيه تلك الشرائح الأعلي كذلك من الإستبعاد والإقصاء من كافة اشكال المشاركة بينما تصارع هواجس الفوضي والإنهيار