درست مها عون الطب لسنوات في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث عادت بعدها للعمل في مجال الصحة العامة في مصر حيث أصبحت واحد من أكفأ المتخصصين في هذا المجال بالشرق الأوسط وعملت لفترة طويلة مع أكثر من منظمة عالمية وأفريقية وعربية لوضع وتنظيم سياسات الصحة العامة في هذه الدول. لكن طوال رحلتها العلمية حملت مها معها ميراثها من جدها طه حسين، وتبين لها من مجال عملها كيف تتداخل مجالات التنمية مع بعضها البعض. كما ادركت ان العمل علي سلامة وصحة الأجساد لا يتحقق إلا بتنمية العقول التي تحملها تلك الأجساد.بدأت مها في التعرف علي تراث جدها "طه حسين" مثلها مثل أي قارئ عادي من خلال قراءة أعماله المنشورة، ومع كل كتاب جديد تقرأه للعميد كان يتبين لها كيف أن الكثير من القضايا التي فتحها وطرحها صاحب "مستقبل الثقافة في مصر" لا تزال مطروحة للنقاش ومثيرة للجدل حتي الآن. تطور اهتمام مها بتراث طه حسين إلي البحث عن سبل إحياء مشروعه الفكري الضخم بطريقة فعالة وحيوية لا تتوقف عند إطلاق اسم طه حسين علي الشوارع أو المدارس، بل بأسلوب جديد يعتمد علي استخدام تقنيات العصر ويجذب المتخصصين والجمهور العادي لإعادة قراءة هذا التراث والتنقيب داخله ومناقشته سواء بالسلب أو بالإيجاب لهذا برز في ذهنها مشروع تأسيس موقع طه حسين، الذي تأمل أن يتحول لساحة للنقاشات الأكاديمية وغير الأكاديمية التي تتماس مع أفكار طه حسين، وأن يساهم في دفع الحراك الثقافي العربي من خلال دوره كمصدر منتج للمعرفة، وفضاء لتطوير الأفكار من خلال النقاشات الحرة المفتوحة.الموقع الذي تعمل مها علي تأسيسه منذ أكثر من عام لن يكون مجرد موقع شخصي لطه حسين فطموح مها أكبر من ذلك، حيث سيعمل الموقع من خلال خطين متوازيين الأول هو توثيق تراث طه حسين سواء ذلك المنشور أو غير المنشور حيث عملت مها طوال سنوات علي جمع أوراق طه حسين وزوجته سوزان المنتشرة لدي أعضاء العائلة ما بين مصر وباريس، والكثير منها خطابات شخصية للعميد أو موجهه له من شخصيات بارزة، وبعضها كنز ضخم من الصور الشخصية لطه حسين لم يسبق نشرها. كما سيحتوي الموقع علي قسم خاص بسيرة العميد وأبرز المعارك الأدبية والفكرية التي خاضها إلي جانب عروض لكتبه والكتابات التي تناولت سيرة طه حسين الشخصية ومعاركه الفكرية.لكن الأهم في الموقع أنه سيكون موقع تفاعلي لن يتوقف دوره علي عرض تلك الكنوز فقط، فسيوفر الموقع ساحات للنقاش مخصصة للمجالات التي تحرك داخلها مشروع طه حسين الفكري.حيث ستكون هناك مساحة مخصصة للنقاشات الخاصة بمجال التعليم وتطويره، ومساحة أخري مخصصة للنقاشات في حقول الدراسات اللغوية، التاريخ، النقد الأدبي، الدراسات الإسلامية. وتأمل مها أن يجذب الموقع المتخصصين في هذه المجالات والمهتمين بها. فالفائدة الحقيقية ليست في عرض أفكار طه حسين بل تنشيط الحوار الفكري والنقاش حول ما هو جديد في الحقول المعرفية التي توزع مشروع العميد عليها.ولتحقيق هذه الفائدة سيعمل الموقع علي الاشتباك مع الشبكات الاجتماعية الآخري علي الانترنت سواء علي موقع "الفيسبوك" أو موقع "جود ريدز"، بحيث يجذب قطاعا آخر من غير المتخصصين للمناقشات التي ستدور علي الموقع.مشروع موقع طه حسين مشروع طموح وتأمل مها في تمويله من خلال إيرادات بيع كتب طه حسين، لهذا فقد بدأت سلسلة من المفاوضات مع دار المعارف ناشر كتب طه حسين للبحث عن إيرادات بيع كتب العميد طوال السنوات الماضية حيث لم تتقاض الأسرة أي مقابل مادي علي نشر كتب العميد منذ السبعينيات، وتحاول مها الآن تصحيح هذا الأوضاع والاستفادة من هذه المستحقات المادية في تمويل مشروع الموقع. حسب الخطة التي وضعتها مها فالموقع سيبدأ بثه مع نهاية شهر يناير وسيكون عنوانه: http://www.tahahussein.org