رحل الممثل المصري وأبرز شخصيات السينما العربية، بطل (لورنس العرب) متأثراً بأزمة قلبية في اليوم السابع من شهر أكتوبر عام 2015 عن عمر ناهز ال 83 عاماً. وصرح وكيل أعماله ستيف كينيس، أن عمر الشريف أقام في المستشفي لأكثر من شهر، وأنه أصيب بمرض الزهايمر في السنوات الأخيرة. والصدفة، أن زوجته السابقة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والتي كانت في مثل عمره توفيت في شهر يناير من العام نفسه. وقد نعاه الممثل أنطونيو بانديراس بطل فيلم (المحارب الثالث عشر) والذي شاركه في التمثيل قائلاً: "لقد رحل عنا الصديق العظيم عمر الشريف، سأفتقده دائماً، كان واحداً من أفضل الشخصيات." استولي عمر الشريف علي العالم بعينيه السوداوين، وشعره الأسود اللامع، وأسلوبه المهذب الراقي ولغته، واعتبر من أكثر الرجال وسامة في العالم، كما كان تمثيله ينم عن مهارة رفيعة عالية المستوي. ولد عمر الشريف في الرابع من شهر إبريل عام 1932 في مدينة الإسكندرية في مصر، وتخرج من كلية العلوم جامعة القاهرة ذ شعبة الرياضيات والفيزياء، ثم عمل بعدها في تجارة الأخشاب مع والده. وفي عام 1953، بدأ المشاركة في الأفلام المصرية. وكان عمله الأول هو(صراع في الوادي)، مع الممثلة فاتن حمامة والتي كانت بداية تعارفهما. وفي عام 1955 تزوجا، وغيّر ديانته من المسيحية إلي الإسلام، وقال إن فاتن حمامة هي حبه الأول والأخير. وبعد زواجهما بفترة غير طويلة، أنجبا ابنهما طارق. ثم قرر بعدها عمر الشريف الذهاب إلي هوليوود للتمثيل، وتطلق الاثنان، ولم يتزوج عمر الشريف بعدها. في عام 1962 مثّل عمر الشريف أول فيلم له باللغة الانجليزية بعنوان (لورنس العرب)، والذي قام فيه بدور الشريف علي، وقد رشح لجائزة أوسكار عن الدور، مما فتح له باباً للسينما العالمية. كما أكمل تعاونه مع المخرج البريطاني العالمي ديفيد لين، والذي رشحه لفيلم آخر وهو (دكتور زيفاغو) المقتبس عن رواية للكاتب الروسي بوريس باسترناك، وهي تحكي قصة طبيب روسي قلبه معلق بين امرأتين، وتعتبر الرواية سيرة ذاتية للكاتب. وقد أضفي الممثل عمر الشريف بمهارته في التمثيل وتعابير غضبه وتعاطفه وحبه المزيد لشخصية الدكتور زيفاغو لتبدو حقيقية وواقعية. ويعتبر عقد الستينيات هو فترة سطوع نجم الممثل عمر الشريف، فمن أشهر أعماله: (سقوط المملكة الرومانية) 1964 للمخرج أنطوني مان، ( Behold a pale horse) 1965 للمخرج فريد زينمان، (جنكيز خان) 1965 للمخرج هنري ليفن، ( The poppy is also a flower) 1966 و(مايرلينج) 1968 للمخرج تيرنيس يونغ، (ليلة الجنرالات) 1967 للمخرج أناتول ليتواك، (More than a miracle) 1968 للمخرج فرانشيسكو روسي، (فتاة مرحة) 1968 للمخرج ويليام وايلر، (MacKennaصs Gold) 1969 (J. Lee Thompson) وغيرها الكثير من الأفلام. وكان فيلم (ليلة الجنرالات) هو التعاون الثاني لكل من عمر الشريف والممثل بيتر أوتول وفيلم (فتاة مرحة) هو أول عمل للمثلة باربرا سترايساند، والذي حازت عنه جائزة أوسكار لأفضل ممثلة، ولكن أثناء تصوير الفيلم، اندلعت حرب 1967، وقد أثارت صورة عمر الشريف وهو يقبل الممثلة باربرا سترايساند اليهودية سخط الأوساط المصرية، ولهذا مُنع الفيلم من العرض في مصر. وفي عام 1975 كان عمر الشريف ضيف شرف في سيدة مرحة (The funny lady). وفي عام 1969، مثل دور البطولة في فيلم (تشي!) للمخرج ريتشارد فليتشر وقام بدور تشي جيفارا، ولكن الفيلم اعتبر من أسوأ خمسين فيلماً. ومنذ ذلك الحين، بدأ نجمه في الأفول. وكان عمر الشريف محباً للقمار، وهاويا مولعاً بسباقات الخيل. وأصبح يمثل أدواراً صغيرة مثل: (Top Secret) 1984، (الحريم) 1986 والذي عرض في الصين علي تلفزيونها الرسمي (CCTV)، (سارق قوس قزح) 1990 والذي جمعه مع الممثل بيتر أوتول مرة أخري، و (Tengoku no Taizi) 1992، مع الممثلة اليابانية (Sayuri Yoshinaga) والذي عرض في الصين كذلك. وفي عام 2003 مثّل دور البطولة في فيلم (السيد إبراهيم) المقتبس عن رواية الكاتب الفرنسي إريك إيمانويل شميت، والتي تحكي قصة صداقة بين رجل مسن مسلم وصبي يهودي. "أعتقد أنه كان الاختيار الصائب في الوقت المناسب"، هكذا صرح عمر الشريف للجارديان. وكانت آخر أعماله فيلم (روك القصبة) عام 2013 بالتعاون مع المغرب وفرنسا قبل أن يعتزل التمثيل.