، فإلي متي أتعلل أكثر من هذا ؟ لقد جاوز الشوق الحد ، فإلي متي أتحمل أكثر من هذا ؟ إنك تعلم حالي، وأنا أعرف أنك تعلمه ما دمت تنأي بنفسك عني، فإلي متي التجاهل أكثر من هذا ؟ اسلك طريقًا إلي الروضة، واهلك الوردة فإلي متي معاناة كل هذا الصداع من البلبل ؟ لو تريد القتال ، تعال ، واقتل محيي هكذا أحسن الصنع ، فإلي متي التأمل أكثر من هذا ؟ قلب محزون لو تُسلِّي قلبي المحزون لكان يسعد بالبلاء ويقبع في الحزن ! لم يذع اسم المجنون في العالم أبدًا علي هذا النحو لو جعلته ذكري مثلي لو كانت للشمس شرارة من ناري لكانا العالمان بأسرهما يحترقان بشعاع منها كانت الوردة تتصبب عرقًا خجلًا منك لو لم يوخزها الشوك بسبب التكبر عليك كان الشمع يشبهني في الحرقة والانصهار لو كان يملك قلبا مكتويًا وعينًا دامعة لو كان محبوب محيي يكشف عن وجهه بين الناس لكان كل من له حبيب ، يترك حبيبه ! قلب مهموم قل لقلبي المهموم هذا : إلي متي تكابد الجور والجفاء ؟ أين أنت من لذة السرور؟ وإلي متي تعاني الحزن والمحنة والبلاء ؟ صرت غريبًا عن نفسي ، ولم يؤنسني هو أيضًا إلي متي يجافيني ذلك الرفيق ؟ لا تخاصمني ما دمت قد سلكت الطريق من أجلك ! جاوز الشوق الحد ، فإلي متي تهجرنا ؟ إن قلبي لا يحتمل ، فانصفه أنت إلي متي يكون كل هذا الجور والجفاء منك ، وتكون المحبة والوفاء مني ؟ اذهب أيها الحبيب ، واحضر لي عطرًا من تلك الروضة فإلي متي أمتن لرياح الصبا ؟ اخلع القباء ؛ حتي أفرغ من عمري فإلي متي تكون الغصة في قلبي من قيطان القباء ذلك ؟ لو أنه يستحق القتل ، اقتله ، وإلا فحرره ! إلي متي يكون محيي أسيرًا ومبتلي بين يديك ؟ من أنا ؟ من أنا ؟ مفتضح في المدينة وعاشق مجنون رفيق كل غم ، وغريب عن نفسي أسر بعشقه الذي سكن قلبي وأحزن ؛ لأنه سكن خرابة فاتنتي التركية لا تحل في بلدة ما لم يحدث عشقها مائة صدع في كل بيت في البداية ! تارة ينمو نبات الألم في قلبي ، وتارة ينمو شوك الحزن وأنا حائر ! فكيف ينمو كل هذا الورد من بذرة واحدة ! اتجرع دم القلب وأثمل حتي أجرؤ علي النواح أمامه وأنا ثمل قلتَ : من يكون محيي حتي يتحدث عن عشقي؟ حكيم في الطلب أم عاقل في العشق ! أين الحبيب ؟ لا أريد تاج الملك ، فأين تراب قدم الحبيب ؟ قل لهما : حطم جناحيك ، فأين ظل ذلك الجدار ؟ أعجب بالسرو ؛ لأنه يشبه قده فأين ذلك الوجه الوردي ؟ وأين ذلك المدلل ؟ ولو أنني أعجب بالزهرة التي تثمر وتتمايل بفعل الريح ! لكن أين ابتسامة تلك الشفاة العذبة وذلك الكلام الجميل ؟ مع أن عين الغزال ساحرة ولكن أين ذلك الدلال وتلك الغمزة القاتلة ؟ وصله صعب ، والحياة بدونه أصعب ! الموت بدون ألم عار، وأين المعشوق الباقي؟ ما أطيب ذلك العاشق الذي يميز بين عشقه ومعشوقه ! لا يستوعب ذلك المكان الوصل والهجر، فأين الحبيب ؟ وأين الأغيار ؟ روحي فداؤك يا من أتيت بخبر عن ذلك القاسي فحواه : إنه سأل الأغيار قائلًا: أين محيي كسير القلب ؟ لو أن لك حاجة لو أن لك حاجة ، فأين قيام الليالي ؟ وأين العزلة في الخلوة مع ترديد ذكر الله تعالي ؟ ذلك الحبيب أظهر لك نفسه في كل ذرة في المشرق والمغرب ، فأين العين المبصرة ؟ كل شيء تبحث عنه عنده ، وفره لك ولا تقول أنت أبدًا : أين خالق الأشياء ؟ ارتكبت كثيرًا من الآثام ، ولم تخش الحق ! فأين نحيب الليالي ، من خشية عذاب الحق حين تقول يا الله ! نقول لك لبيك أين توجد الرحمة بالعبد هذه إلا في حضرتنا ؟ لا ترحم أنت نفسك ، وأنا أرحمك ! أين معين المذنبين سوي كرمنا ليس هناك أحد سميع وبصير سواي أين البصير السميع بدون بصر وسمع مثلي ؟ أنا الأول والآخر ، أنا الظاهر والباطن أنا الجميع ، أين تظهر لك ذرة سواي ؟ اختفي من شدة الظهور ، أعلم هذا فقل : أين الآية في الظهور إلي حد الاختفاء ؟ لما تجلت ذاتي وصفات اسمي للخلق انظر إلي كل ما تملكه ، أين ذلك المظهر للأشياء أيها الحبيب ! كان محيي الدين يقول : أيها العاشق لو أن لك حاجة ، فأين قيام الليالي؟ آهاتي أنا الذي أحيا بعيدًا عن محبوبي لو مضيت عنه ، يعيدني إليه مرة أخري لا سبيل لي إلي منزل أحد ولا أستطيع السكينة لحظة في داري ! يا من تشكو عشق المحبوب وجور الزمان انظر إليّ واشكر ربك لو لم يكن العشق يزداد في قلبي الثابت لكنت أفكر في التضحية بالروح من أجل عشقي منذ وضعت القدم علي قارعة محلتك رغمًا عني فإنني أجعل تراب قدميك توتياء عيني ! من كثرة أنيني ؛ أفقد صوابي في كل لحظة وأعود إلي رشدي بسبب أنيني كل من يريدك .. يريدك لنفسه ! سوي محيي الذي يريد نفسه في الدنيا من أجلك ! الصحبة في الخلوة كيف تتاح لي فرصة الحديث إليك عن نفسي ؟ فإنني لا أستطيع التحدث أمام مثلك بسوء ! أريد الخلوة زمنًا ؛ حتي أشرح لك حالي فلا يمكنني شرح حالي علي الملأ ! حين يسمي كل شخص قدك ووجهك بالسرو والياسمين فإنه يمكن القول : إن شوك حبك وحسكه أفضل من السرو والياسمين ! يتحدثون معي عنه خفية بعناء ! ويطيب الحديث إلي فرهاد عن شيرين لا يمكن وصف حسنك بدون عناء و كثرة الحديث عن الحدأة إلي الوردة لا جدوي منه ! لن يزول عشقك عن قلب محيي بسهولة ولا يمكن للأسير ترك الوطن بدون سبب بسبب العشق أنا شريد بلا أهل أو وطن بسبب العشق بسبب العشق أنا حائر ومسكين بسبب العشق بسبب العشق يا ليته كان العدم ؛ حتي كنت أتخلص من العدم أنا أحترق من الرأس إلي القدم بسبب العشق بسبب العشق عقدت المتاع ، وطفت حول العالم وصرت ضعيفًا عاجزًا بسبب العشق بسبب العشق أجعل من المستوقد مسكنًا لي من منتصف الليل حتي النهار دائمًا وقد صار قلبي هذا مثل مستوقد بسبب العشق بسبب العشق أنا مجنون أقيم في زاوية خربة ليلًا ونهارًا أعوِّذ نفسي بسبب العشق بسبب العشق أزحف إلي هذه الناحية وتلك الناحية وأحلم أحلام اليقظة وأعض إصبعي بأسناني بسبب العشق بسبب العشق أيها السيد ! لقد تدبرنا الأمر مائة مرة مثلكم واستقام أمرنا بسبب العشق بسبب العشق لا أأتنس بأحد ، وأستحوش الخلق وأتهم كل شخص بسبب العشق بسبب العشق ادعو الله يا محيي وكفا ، ولا تتحدث عن هذا الغم لأحد قط ولا تصرخ بعد هذا بسبب العشق بسبب العشق خمر الروح منحتني روحك خمرًا من روحها جعلت كفري جوهر إيمانها يقول في منتصف الليل يا أبا العجب! لا تظهر أبدًا ، واستتر مهما فسقت ، كنت عبدنا ولا يلوذ العبد إلا بسلطانه لو يقول شخص : إنك ارتكبت كثيرًا من المعاصي يقول الحق : إن رحمتي الواسعة برهان علي ذلك لو يردك الحسن والسيئ علي عقبيك لا أردك ، وأسميك خاصتي في اللحد الضيق أعدل عن الخصومة معك وأضيء لك شعلتي المضيئة المنيرة سجن القبر يمتلئ بالثعابين والنمل وأنا أظهر فيه روضة رضواني جسدي يتجه نحو السجن وأنا أنصب خيمة إيواني فوق السماء السابعة سميتك يا أبا الفضول ظلومًا جهولًا حتي لا أبيع عبدي الجاهل لأحد أنت عبد عاجز أمانته ثقيلة وأنا محيي أحمل حملك من بلدتي جيلان ليل البشارة سل أعمالنا عن لذة العمل سل أحوالنا عن قانون السلطنة تلك اللذة التي تتحقق بالاجتهاد الصادق سل زماننا عنها وعن ليل بشارة الوصل اختصر القول يا مجنون عشقنا عن الحديقة والمرح ابحث عنده عن السرور ، وسله عن أريج ربيعنا سل ديارنا - لو تريد - بعد ذلك عن كل شخص شردته عن الأهل والوطن أسأل عن أحوالك كل ليلة بسبب اللطف فسل قلب حبيبنا عن ذوق خطابنا انظر إلي تربة عشاقنا الخربة وسل ترابها ذرة ذرة عن انتظارنا لست عاشقًا ، فماذا تعرف عن ألم فراقنا ؟ اذهب ، اذهب ، وسل المحزون بسببنا عن هذه المصيبة العاشق الذي ضعف بسبب عشقي وأسلم الروح سل روضتنا عن روضته هذه ماذا تعلم يا صافي القلب عن الأنين وقت السحر سل المحروم منا عن رسم الألم أفرغ القلب من حزن العالميّن وعندئذ سل محيي عن لطف حبيبنا شرح جور الحبيب لا أعلم إلي متي سوف يصر علي إيذائي ؟ ولا يقول إن قلبي هذا سوف يضيق به في النهاية ! لو يبقي بضعة أيام علي عادته هذه وجفائه سوف يعتل جسدي ، وتحزن روحي نام حظي نوم الموت . ويقول لي أصحابي : اصرخ واستغث فإنه سوف يستيقظ لا تقصد الروضة بمثل هذا الوجه بالله عليك فإنني أعلم : أن البستاني سيرحل عن الروضة مضطربًا صب مقدارًا من الخمر بيديك يا سروي الممشوق فإن الروح اليقظة سوف تحزن بسبب يديك ؟ كيف أشرح جور الحبيب وألمي للناس ؟ وهم يواسوني قائلين : إنه سوف يصير حبيبًا لك إلي متي يحمل محيي قلبًا ممزقًا وكبدًا مهترءًا بسبب الحزن ؟ فهذا هو العشق ، وهذه الآلام سوف تزداد في كل وقت طعنة العدو إنني لا أقول : إن جور الزمان يقهرني وطعنات الحبيب السيئ النية الناقض للعهد تؤلمني البعد عنه لا يحتمل ؛ لأن أعباء المحنة والألم والحرقة تنتظرني عدة أيام إنني أزاول العشق مع قلب ذلك القاسي خفية ويظهرني هو للخلق من أجل العبرة أفر إلي زقاق فأصِر ألعوبة الأطفال وإلا أنزوي في زاوية فيحزنني التفكير فيك أقضي الليل في التفكير فيك ، وحين يطلع علي النهار يؤرقني التفكير في أنين الليالي الحالكة كنت أشتاق لرؤيتك قبل هذا والآن تغلبني الرغبة في تقبيلك ويحدوني الأمل في عناقك يتعب طبيب وهو غافل عن أنه يحرق روحي المحزونة مثل محيي حضور الألم لو يغمرني الألم والحزن من الرأس إلي القدم الآن أضمحل من مثل هذا الألم الذي أصابني بسببك كيف لاتناطح الفلك برأسك من كثرة العزة وفي كل مكان تضع فيه القدم تكون الرؤوس تحت قدميك اغتنم أيها القلب فرصة حضور الألم والحزن ؛ فإنه لا وفاء للزمن ، وهو يغتنم الصحبة يطيب من الحسناوات الجفاء تارة والوفاء تارة أخري ويكون الحب والوفاء مني ، ومنك الجور والألم كله إن تَجرَعي جرعة ماء من آنية كلب في حيّ المحبوب يطيب لي أكثر من تلك الخمر الموجودة في كأس جمشيد ! الخلاصة لو يلزمك الوجود ، كن عاشقًا يا محيي فإن أول خطوة في عشق الحسناوات هي العدم ليل وصل الحبيب ذلك الذي أشعل النار في الخلق ، حبيبي وذلك الذي يحترق الخلق بسبب وجهه ، حبيبي أيضًا منذ أصبت بالجنون وقصر الملك عندي خرابة والسماء الفيروزية تلك طاق إيواني عشقت في الخفاء ، يا ويلتي ففي هذا الزمان يتردد حديث عشقي الخفي في كل مجلس لو يريد الفلك أن يخرب ديار الناس قل له لا تتعب نفسك ، فإنه عمل عيني الباكية ذلك الذي يمر في لحظة هو ليل وصل الحبيب وذلك الذي لا ينتهي هو يوم هجره لي مات محيي ، وأنا أرتدي السواد في مأتمه وكل مكان يكون فيه ورق هو من أوراق ديواني رفيق رياح الصبا كل شيء يحل بأرواحنا من الحبيب القاسي حسن إن أوفي فهذا حسن ، وإن جفا فهذا حسن أيضا إلي متي أتنسم رائحة الورد من الريح في الصباح ؟ ولو يصحب عطره ريح الصبا فهذا حسن أنا راض بكل ما يصيبني من ألم عشقك ولو تبتلي روحي بكل الآلام والبلايا فهذا حسن علي هذا النحو ما دمت تملك اليوم سرّ السحاب في السماء ولو تسقط الحجارة من الهواء بدلًا من قطرات المطر فهذا حسن يبقي العشق الجميل يا محيي لكل شخص موجود ولو تصحب رائحة الورد رياح الصبا فهذا حسن أوقات القلب كابد قلبي غم عشقك لعل وفاءك يخفف حمل قلبي لحظة ! أنا فارغ من الطواف في الروضة ، ففي كل لحظة تتفتح مائة وردة من حسك قلبي بسبب الحزن أحل غم حزنك إلي قلبي مرة كيف يمكنك إحزان قلبي السمكة التي تخرج من البحر إلي الشاطئ كيف يكون حالها؟ علي هذا النحو يكون البلاء في بعدك عن قلبي ذلك الذي جعل نهاري أسود ، عدم صبر القلب ما دمت أنت وفراق المحبوب يشغلان قلبي عاد يوم الهجر ؛ فانتحب من القلب مرة لتكن أوقات قلبي أكثر سوادًا من نهاري إلي متي ينتظر القلب في طريقك مثل محيي ؟ فقد احترق قلبي أثناء الانتظار في الطريق مثل الظل بلبل حيران أيها البلبل المضطرب ! هل أنت مجنون أم أنا ؟! هل أنت طالب لوجه الحبيب الحسن أم أنا ؟! أنت عاشق للروضة، وأنا عاشق للطلعة هل تكابد أنت ألم فراقه بشجاعة أم أنا ؟! أنت في قفص، وأنا في خلوتي وحيدًا أيها المعتزل الثمل، هل أنت مجنون أم أنا ؟! في فصل الربيع وبالأمس من كان يصيح ويصرخ ثملًا بسبب عشق جماله أنت أم أنا ؟! عشقك لنا أيها البلبل يسري في العروق وتلك الخمر الدامية توجد في كأسك أنت أم في كأسي أنا ؟! ما دمت لا تري أنت سوي الوردة ، وما دمت لا أري أنا سوي المحبوب ، فمن الغريب عن حبيبه أنت أم أنا ؟! أنت تجرح بالشوك ، ونحن نعدم فمن يبقي قصة علي ألسنة الخلق أنت أم أنا ؟! أنت عاشق وأنا عاشق ، فَطِرّ، واحضر وإلا فبالله عليك من في المنزل اليوم أنت أم أنا ؟! يقولون : في قلب كل ثمل كنز فمن قلبه خرب من أجل مثل هذا الكنز أنت أم أنا ؟! مضي محيي إلي الروضة مع البلبل، وانتحب فيا أيها البلبل! من المنتحب علي المحبوب أنت أم أنا ؟! الصور: منمنمات من فن الواسطي أريد الخلوة زمنًا ؛ حتي أشرح لك حالي فلا يمكنني شرح حالي علي الملأ ! حين يسمي كل شخص قدك ووجهك بالسرو والياسمين فإنه يمكن القول : إن شوك حبك وحسكه أفضل من السرو والياسمين ! يتحدثون معي عنه خفية بعناء ! ويطيب الحديث إلي فرهاد عن شيرين لا يمكن وصف حسنك بدون عناء و كثرة الحديث عن الحدأة إلي الوردة لا جدوي منه ! لن يزول عشقك عن قلب محيي بسهولة ولا يمكن للأسير ترك الوطن بدون سبب بسبب العشق أنا شريد بلا أهل أو وطن بسبب العشق بسبب العشق أنا حائر ومسكين بسبب العشق بسبب العشق يا ليته كان العدم ؛ حتي كنت أتخلص من العدم أنا أحترق من الرأس إلي القدم بسبب العشق بسبب العشق عقدت المتاع ، وطفت حول العالم وصرت ضعيفًا عاجزًا بسبب العشق بسبب العشق أجعل من المستوقد مسكنًا لي من منتصف الليل حتي النهار دائمًا وقد صار قلبي هذا مثل مستوقد بسبب العشق بسبب العشق أنا مجنون أقيم في زاوية خربة ليلًا ونهارًا أعوِّذ نفسي بسبب العشق بسبب العشق أزحف إلي هذه الناحية وتلك الناحية وأحلم أحلام اليقظة وأعض إصبعي بأسناني بسبب العشق بسبب العشق أيها السيد ! لقد تدبرنا الأمر مائة مرة مثلكم واستقام أمرنا بسبب العشق بسبب العشق لا أأتنس بأحد ، وأستحوش الخلق وأتهم كل شخص بسبب العشق بسبب العشق ادعو الله يا محيي وكفا ، ولا تتحدث عن هذا الغم لأحد قط ولا تصرخ بعد هذا بسبب العشق بسبب العشق خمر الروح منحتني روحك خمرًا من روحها جعلت كفري جوهر إيمانها يقول في منتصف الليل يا أبا العجب! لا تظهر أبدًا ، واستتر مهما فسقت ، كنت عبدنا ولا يلوذ العبد إلا بسلطانه لو يقول شخص : إنك ارتكبت كثيرًا من المعاصي يقول الحق : إن رحمتي الواسعة برهان علي ذلك لو يردك الحسن والسيئ علي عقبيك لا أردك ، وأسميك خاصتي في اللحد الضيق أعدل عن الخصومة معك وأضيء لك شعلتي المضيئة المنيرة سجن القبر يمتلئ بالثعابين والنمل وأنا أظهر فيه روضة رضواني جسدي يتجه نحو السجن وأنا أنصب خيمة إيواني فوق السماء السابعة سميتك يا أبا الفضول ظلومًا جهولًا حتي لا أبيع عبدي الجاهل لأحد أنت عبد عاجز أمانته ثقيلة وأنا محيي أحمل حملك من بلدتي جيلان ليل البشارة سل أعمالنا عن لذة العمل سل أحوالنا عن قانون السلطنة تلك اللذة التي تتحقق بالاجتهاد الصادق سل زماننا عنها وعن ليل بشارة الوصل اختصر القول يا مجنون عشقنا عن الحديقة والمرح ابحث عنده عن السرور ، وسله عن أريج ربيعنا سل ديارنا - لو تريد - بعد ذلك عن كل شخص شردته عن الأهل والوطن أسأل عن أحوالك كل ليلة بسبب اللطف فسل قلب حبيبنا عن ذوق خطابنا انظر إلي تربة عشاقنا الخربة وسل ترابها ذرة ذرة عن انتظارنا لست عاشقًا ، فماذا تعرف عن ألم فراقنا ؟ اذهب ، اذهب ، وسل المحزون بسببنا عن هذه المصيبة العاشق الذي ضعف بسبب عشقي وأسلم الروح سل روضتنا عن روضته هذه ماذا تعلم يا صافي القلب عن الأنين وقت السحر سل المحروم منا عن رسم الألم أفرغ القلب من حزن العالميّن وعندئذ سل محيي عن لطف حبيبنا شرح جور الحبيب لا أعلم إلي متي سوف يصر علي إيذائي ؟ ولا يقول إن قلبي هذا سوف يضيق به في النهاية ! لو يبقي بضعة أيام علي عادته هذه وجفائه سوف يعتل جسدي ، وتحزن روحي نام حظي نوم الموت . ويقول لي أصحابي : اصرخ واستغث فإنه سوف يستيقظ لا تقصد الروضة بمثل هذا الوجه بالله عليك فإنني أعلم : أن البستاني سيرحل عن الروضة مضطربًا صب مقدارًا من الخمر بيديك يا سروي الممشوق فإن الروح اليقظة سوف تحزن بسبب يديك ؟ كيف أشرح جور الحبيب وألمي للناس ؟ وهم يواسوني قائلين : إنه سوف يصير حبيبًا لك إلي متي يحمل محيي قلبًا ممزقًا وكبدًا مهترءًا بسبب الحزن ؟ فهذا هو العشق ، وهذه الآلام سوف تزداد في كل وقت طعنة العدو إنني لا أقول : إن جور الزمان يقهرني وطعنات الحبيب السيئ النية الناقض للعهد تؤلمني البعد عنه لا يحتمل ؛ لأن أعباء المحنة والألم والحرقة تنتظرني عدة أيام إنني أزاول العشق مع قلب ذلك القاسي خفية ويظهرني هو للخلق من أجل العبرة أفر إلي زقاق فأصِر ألعوبة الأطفال وإلا أنزوي في زاوية فيحزنني التفكير فيك أقضي الليل في التفكير فيك ، وحين يطلع علي النهار يؤرقني التفكير في أنين الليالي الحالكة كنت أشتاق لرؤيتك قبل هذا والآن تغلبني الرغبة في تقبيلك ويحدوني الأمل في عناقك يتعب طبيب وهو غافل عن أنه يحرق روحي المحزونة مثل محيي حضور الألم لو يغمرني الألم والحزن من الرأس إلي القدم الآن أضمحل من مثل هذا الألم الذي أصابني بسببك كيف لاتناطح الفلك برأسك من كثرة العزة وفي كل مكان تضع فيه القدم تكون الرؤوس تحت قدميك اغتنم أيها القلب فرصة حضور الألم والحزن ؛ فإنه لا وفاء للزمن ، وهو يغتنم الصحبة يطيب من الحسناوات الجفاء تارة والوفاء تارة أخري ويكون الحب والوفاء مني ، ومنك الجور والألم كله إن تَجرَعي جرعة ماء من آنية كلب في حيّ المحبوب يطيب لي أكثر من تلك الخمر الموجودة في كأس جمشيد ! الخلاصة لو يلزمك الوجود ، كن عاشقًا يا محيي فإن أول خطوة في عشق الحسناوات هي العدم ليل وصل الحبيب ذلك الذي أشعل النار في الخلق ، حبيبي وذلك الذي يحترق الخلق بسبب وجهه ، حبيبي أيضًا منذ أصبت بالجنون وقصر الملك عندي خرابة والسماء الفيروزية تلك طاق إيواني عشقت في الخفاء ، يا ويلتي ففي هذا الزمان يتردد حديث عشقي الخفي في كل مجلس لو يريد الفلك أن يخرب ديار الناس قل له لا تتعب نفسك ، فإنه عمل عيني الباكية ذلك الذي يمر في لحظة هو ليل وصل الحبيب وذلك الذي لا ينتهي هو يوم هجره لي مات محيي ، وأنا أرتدي السواد في مأتمه وكل مكان يكون فيه ورق هو من أوراق ديواني رفيق رياح الصبا كل شيء يحل بأرواحنا من الحبيب القاسي حسن إن أوفي فهذا حسن ، وإن جفا فهذا حسن أيضا إلي متي أتنسم رائحة الورد من الريح في الصباح ؟ ولو يصحب عطره ريح الصبا فهذا حسن أنا راض بكل ما يصيبني من ألم عشقك ولو تبتلي روحي بكل الآلام والبلايا فهذا حسن علي هذا النحو ما دمت تملك اليوم سرّ السحاب في السماء ولو تسقط الحجارة من الهواء بدلًا من قطرات المطر فهذا حسن يبقي العشق الجميل يا محيي لكل شخص موجود ولو تصحب رائحة الورد رياح الصبا فهذا حسن أوقات القلب كابد قلبي غم عشقك لعل وفاءك يخفف حمل قلبي لحظة ! أنا فارغ من الطواف في الروضة ، ففي كل لحظة تتفتح مائة وردة من حسك قلبي بسبب الحزن أحل غم حزنك إلي قلبي مرة كيف يمكنك إحزان قلبي السمكة التي تخرج من البحر إلي الشاطئ كيف يكون حالها؟ علي هذا النحو يكون البلاء في بعدك عن قلبي ذلك الذي جعل نهاري أسود ، عدم صبر القلب ما دمت أنت وفراق المحبوب يشغلان قلبي عاد يوم الهجر ؛ فانتحب من القلب مرة لتكن أوقات قلبي أكثر سوادًا من نهاري إلي متي ينتظر القلب في طريقك مثل محيي ؟ فقد احترق قلبي أثناء الانتظار في الطريق مثل الظل بلبل حيران أيها البلبل المضطرب ! هل أنت مجنون أم أنا ؟! هل أنت طالب لوجه الحبيب الحسن أم أنا ؟! أنت عاشق للروضة، وأنا عاشق للطلعة هل تكابد أنت ألم فراقه بشجاعة أم أنا ؟! أنت في قفص، وأنا في خلوتي وحيدًا أيها المعتزل الثمل، هل أنت مجنون أم أنا ؟! في فصل الربيع وبالأمس من كان يصيح ويصرخ ثملًا بسبب عشق جماله أنت أم أنا ؟! عشقك لنا أيها البلبل يسري في العروق وتلك الخمر الدامية توجد في كأسك أنت أم في كأسي أنا ؟! ما دمت لا تري أنت سوي الوردة ، وما دمت لا أري أنا سوي المحبوب ، فمن الغريب عن حبيبه أنت أم أنا ؟! أنت تجرح بالشوك ، ونحن نعدم فمن يبقي قصة علي ألسنة الخلق أنت أم أنا ؟! أنت عاشق وأنا عاشق ، فَطِرّ، واحضر وإلا فبالله عليك من في المنزل اليوم أنت أم أنا ؟! يقولون : في قلب كل ثمل كنز فمن قلبه خرب من أجل مثل هذا الكنز أنت أم أنا ؟! مضي محيي إلي الروضة مع البلبل، وانتحب فيا أيها البلبل! من المنتحب علي المحبوب أنت أم أنا ؟! الصور: منمنمات من فن الواسطي